5 نصائح لتنويع غذاء طفلك!

1-245

هل يبدي طفلك اهتماماً بالأطعمة التي تتناولينها؟ هل يحاول الإمساك بها أو يفتح فمه محاولاً تذوّقها؟ هذا يعني أنه أصبح مستعداً لتنويع طعامه! إليك 5 نصائح لمساعدة طفلك في الانتقال إلى مرحلة التنويع الغذائي.

التوقيت المناسب

يقول الدكتور بلومي: “لقد نوقش التوقيت المناسب لإدخال الطعام إلى نظام الطفل الغذائي لفترة طويلة، ولكن اتفق أطباء الأطفال حالياً على وجود فترة مواتية تسمى “نافذة الفرصة أو التسامح”، وهي الفترة التي تتراوح ما بين الأربعة إلى الستة أشهر من عمر الطفل سواء كان هذا الأخير معرّضاً أم لا لخطر الإصابة بحساسية”. فقد تبيّن أن إدخال جزيئات جديدة إلى النظام الغذائي في الفترة هذه يسمح للجسم بتطوير آلية تسامح تجاهها.

في المقابل، يؤدي الانتظار لفترة طويلة إلى زيادة احتمال الإصابة بالحساسية. أما ضرورة عدم التنويع قبل بلوغ الطفل سن الـ 4 أشهر، فتعود إلى عدم جهوزية نظام الأمعاء لتقبّل الأطعمة الجديدة،
ما قد يعرّض الطفل لاضطرابات الجهاز الهضمي. كما أن قدرة الطفل على المضغ والبلع تزيد بعد سن الـ 4 أشهر.

ماذا ومتى وكيف؟

هل علينا إعطاء الطفل هريس الخضار أو كومبوت الفاكهة أولاً؟ هل نقدّم له الطعام الجديد عند الظهر أو في المساء؟ كلّ هذا لا يهم! المهم هو أن يتناول الطفل حصته اليومية من الحليب. فلمدة تصل إلى عام، يشكّل الحليب غذاء الطفل الرئيس ومصدراً أساسياً للبروتينات الصغيرة والحديد والأحماض الدهنية الأساسية اللازمة لنموه.

أما الأغذية الصلبة التي يتم إدخالها تدريجاً، فهي لا تكفي لتغطية احتياجات الطفل الغذائية، بل يقتصر دورها على مساعدته على التعرف على مذاق وقوام أنواع مختلفة من الأطعمة.

هل تريدين تحفيز براعم الذوق الخاصة بطفلك؟ احترمي إيقاعه. إكتشفي إذا كان يفضل تجربة النكهات الجديدة قبل أو بعد تناول حصته من الحليب، ونظّمي أوقات تعريفه على الطعام الجديد بناء على جدولك الزمني بحيث تكونين مسترخية قبل البدء بالعملية هذه.

وبمجرد أن يتقبّل الطفل الهريس والكومبوت، أضيفي أطعمة جديدة إلى غذائه. قدّمي له الأطعمة النشوية (المعكرونة والبطاطا …) والبروتين (اللحوم والأسماك أو البيض) مرة واحدة في اليوم. ولا تنتظري إلى ما بعد بلوغه 12 شهراً من العمر لإدخال الأطعمة التي قد تسبّب الحساسية (مثل الأسماك أو البيض) إلى نظامه الغذائي حتى في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بالحساسية. ولكن يُستحسن في الحالة هذه تقديم طعام جديد واحد في كل مرة والانتظار لعدة أيام قبل إدخال أي طعام جديد آخر إلى نظامه الغذائي.

يسمح إدخال البيض والسمك والقمح تدريجاً إلى النظام الغذائي بمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من رد فعل تجاه أي من الأطعمة هذه وبرصد أصناف الطعام التي تسبب له الحساسية بشكل أفضل.
ويضيف الدكتور بلومي: “يمكن تقديم الغلوتين في بداية مرحلة التنويع الغذائي و/أو بعد بلوغ طفلك 6 أشهر من عمره من دون أن يعرّضه ذلك إلى الإصابة باضطرابات هضمية”.

أما بالنسبة إلى القوام، فابدأي بتقديم الأطعمة السائلة أولاً ومن ثمّ المطحونة.
وعند بلوغ طفلك حوالي الـ8 إلى الـ9 أشهر، قدّمي له قطع طعام سهلة المضغ موضوعة إلى جانب هريس الطعام وليس في داخله. مثلاً ضعي قطعاً من الجزر المسلوق بجانب الجزر المهروس أو قطعاً من الكوسة بجانب الكوسة المهروسة…

دعيه يحمل قطع الطعام في يده واتركيه يتفحّصها قدر ما يشاء حتى وإن كان غير قادر على أكلها بعد، إذ سيسمح له ذلك بالتعرّف عليها بشكل أفضل.

تنويع النكهات  مع عدم مزجها 

يُعتبر العامان الأوّلان أساسيان في عملية تشكيل الذوق، لأن الأطفال الصغار يتقبّلون الجديد بسهولة أكبر.
وكلما زادت أنواع الخضروات المقدمة في بداية عملية التنويع، زاد عدد أنواع الأطعمة التي سيحبّها طفلك عندما ينمو.

لكي يتمكن طفلك من تحديد أنواع الأطعمة المختلفة، دعيه في البداية يتذوّقها بشكل منفصل واختاري نكهة واحدة لكل وجبة. للسبب هذا بالذات، تتوافر مستوعبات طعام الأطفال الصغيرة ذات المذاق الواحد والقائمة على وصفات بسيطة.

لكي يستمتع طفلك بالطعام، قدّمي له أطعمة ذات قوام جذّاب. فالفاصوليا المهروسة تصبح أقل تبلوراً عند إضافة الكوسة، والبطاطس المهروسة بواسطة شوكة تبدو أكثر دسامة من البطاطس المطحونة في الخلاط.

كما يمكنك تقديم هريس الخضروات مع اللحوم أو الأسماك لأن المنتجات الحيوانية تغدو جافة جداً إذا طُحنت وحدها، في حين أنّ الخضروات المطحونة وحدها سيّئة المذاق.

لتعزيز النكهات، استخدمي التوابل والبهارات باعتدال. على سبيل المثال، الكزبرة رائعة مع الجزر، والكراوية تحسّن مذاق اليقطين، والزعتر يجعل طعم القرنبيط ألذّ.

عادات غذائية جيّدة

عام طفلك الأول هو الوقت المثالي لمساعدته على تطوير عادات غذائية جيدة. لذا، اختاري موقعاً جميلاً لتناول الوجبات وعلّميه الأكل ببطء ومضغ الطعام بشكل جيّد.
لا تقدمي له سوى الماء مع الطعام، لأن المشروبات السكرية قد تؤثّر في قدرته على تحديد مذاق المأكولات المختلفة.
ثمة هدف آخر للتنويع في النظام الغذائي وهو تعويد الطفل على تناول أربع وجبات في اليوم، ما يجنّبه الإفراط في تناول الوجبات الخفيفة في وقت لاحق. لذا، قدمي لطفلك الطعام كل أربع ساعات واحرصي على تضمين وجبته حصة من منتجات الألبان وحصة من منتجات الحبوب وقطعة من الفاكهة.
لتعويده على النمط هذا، قدّمي له بسكويتاً خاصّاً للرضع بعد تناوله زجاجة الرضاعة أو أضيفي حبوب الإفطار الخاصة بالرضع إلى الحليب خاصته.

دعيه يشعر بمتعة تناول الطعام

يحبّ الأطفال تقليد الكبار. لذا، من المهم أن يبدأ طفلك بتناول وجبات الطعام مع العائلة في سن مبكرة. قد يكون من الصعب الالتزام بالنمط هذا بشكل يومي، ولكن من السهل القيام بذلك خلال عطلات نهاية الأسبوع والأعياد.
يؤدّي جلوس الطفل على مائدة طعام واحدة مع باقي أفراد الأسرة إلى إثارة فضوله حيال الطعام. وقد يرغب طفلك بتناول الطعام الموجود في طبقك… دعيه يفعل. فتذوّق قطعة صغيرة من الدجاج المشوي أو البطاطس أو لحم الأرانب آمن تماماً لأن الكميات المستهلكة في الحالات هذه بسيطة. إضافة إلى ذلك، يسمح تناول أطعمة تشكّل جزءاً من بيئتك لطفلك بالتعرّف على مذاقات مختلفة وعلى تقاليد الطهي العائلية.
لهذا السبب، يحبّ بعض الأطفال تناول أطعمة مثل الروكفور أو أسماك السردين في سن مبكرة جداً.
ولكن تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة احترام السن المناسب للبدء بالتنويع في الطعام والالتزام بنصائح سلامة الغذاء (مثلاً، يجب عدم تقديم جبن الحليب الخام والأسماك النيئة للأطفال الصغار لتجنيبهم خطر الإصابة بالليسترياتيس والسلمونيلا المسببين للحمّى والإسهال).
وأخيراً، إعلمي أن مشاعرك حيال الأطعمة المختلفة تنتقل إلى طفلك! فهو يرصد المتعة التي تشعرين بها عند تذوّق طعام معيّن وعدم رغبتك في تناول بعض الأطعمة الأخرى.
لذا، لا جدوى من إجباره على تناول طعام لا تحبينه. يُفضّل في الحالة هذه الطلب من شخص آخر تقديمه له ليتذوقه، لأن ذلك قد يتيح له فرصة تقدير النوع هذا من الطعام بشكل أفضل.

شاهد أيضاً

في أي عمر ينبغي أن تعطي طفلك هاتفه الأول؟

على مدى العقدين الماضيين، جعلت الثورة التكنولوجية الوصول إلى الإنترنت أمرا سهلا للغاية. وأدى تطوره …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.