عنصر غذائي في حميتِك يحارب الزهايمر لدى أولادك!

03-16

صمّم العلماء في الدراسة فئراناً قابلة وراثياً لأبرز معالم مرض الزهايمر انطلاقاً من مجموعة إناث كانت حميتها تحتوي على الكولين المضاف. سجّل المنحدرون من تلك الإناث درجة أقل من التغيرات الدماغية المرتبطة بالمرض، وقد تحسنت أيضاً قدرات ذاكرتهم مقارنةً بمجموعة الفئران التي لم تأخذ أي مكملات. كان الباحثون يعملون في جامعة ولاية “أريزونا” في “تيمبي” وفي “معهد أبحاث الجينوميات الانتقالية” في “فينيكس”، وقد صمموا جيلَين من الفئران انطلاقاً من إناث تلقت مكملات الكولين. اكتشف الباحثون أن الأثر الواقي الذي تعطيه مكملات الكولين التي تأخذها الأمهات استمر على مر أجيال متعددة، مع أن حميات المنحدرين من تلك الإناث لم تكن مُدعّمة بالكولين. نُشِر تقرير عن الدراسة حديثاً في مجلة “الطب النفسي الجزيئي”. يُعتبر الكولين واحداً من المغذيات الأساسية التي يحتاج إليها الجسم لأداء وظائف متعددة، بما في ذلك نمو الدماغ في مراحله الأولى والحفاظ على بنية الخلايا.
صحيح أن الجسم يستطيع إنتاج جزء من الكولين الذي يحتاج إليه، لكن يجب أن يحصل على الكمية المتبقية من المصادر الغذائية. تشكّل المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والأسماك والبيض ومشتقات الحليب، أبرز مصادر للكولين في الحمية الغذائية. لكن تبرز مصادر أخرى أيضاً، منها فول الصويا، والخضروات الصليبية، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والبذور. يقول المشرف الرئيس على الدراسة، رامون فيلاسكيز، من “معهد التصميم البيولوجي” في جامعة ولاية “أريزونا”: “يرتبط نقص الكولين بعدم نمو الجنين بطريقة تضمن تطوير كامل قدراته المتوقعة مثل المشي والتكلم. لكن حتى لو تلقى الفرد الكمية الموصى بها، أثبتنا أن المنافع تضاعفت عند إعطاء نماذج الفئران مكملات الكولين”.يُعتبر مرض الزهايمر أبرز سبب للخرف: إنه الاضطراب الذي يقضي تدريجاً على قدرات التفكير والتذكر واتخاذ القرارات والاعتناء بالذات. حتى أنه قد ينعكس على المزاج ويضعف مستوى التحكم بالقدرات الحركية.

آثار الكولين في الدماغ
أوضح الباحثون في تقرير دراستهم أن خطر الإصابة بمرض الزهايمر يتضاعف حين ترتفع مستويات حمض أميني اسمه هوموسيستين في الدماغ. يؤدي هذا العنصر إلى تدهور نسيج الدماغ ونشوء صفائح البيتا أميلويد. لكن يستطيع الكولين أن يبطئ مسار هذا التراجع لأنه يحوّل الهوموسيستين إلى عنصر مفيد اسمه ميثيونين. يتعلق أثر إيجابي آخر للكولين بقدرته على إضعاف نشاط الخلايا الدبقية الصغيرة. تساهم هذه الخلايا في التخلص من المخلفات في الدماغ. لكن عند الإصابة بمرض الزهايمر، قد تصبح ناشطة بدرجة مفرطة وتُسبب التهاباً من شأنه أن يقضي على الخلايا الدماغية. لاستكشاف آلية مكملات الكولين التي تأخذها الأم، حلل الباحثون نسيج الدماغ في منطقة الحصين لدى المنحدرين من إناث الفئران. تؤدي منطقة الحصين الدماغية دوراً مهماً في تشكيل الذكريات.
كشف التحليل أن مكملات الكولين التي تأخذها الأم أضعفت نشاط الخلايا الدبقية الصغيرة وبروتين البيتا أميلويد وحسّنت النقص المعرفي لدى السلالة المنتمية إلى الجيلَين الأول والثاني. كشف تحليل وراثي إضافي لنسيج الحصين أن مكملات الكولين التي أخذتها الأم غيّرت بشكل ملحوظ طريقة التعبير عن 27 جينة لدى الأجيال اللاحقة. ثمة رابط معروف بين عدد كبير من تلك الجينات والالتهابات وموت الخلايا الدماغية.

شاهد أيضاً

في أي عمر ينبغي أن تعطي طفلك هاتفه الأول؟

على مدى العقدين الماضيين، جعلت الثورة التكنولوجية الوصول إلى الإنترنت أمرا سهلا للغاية. وأدى تطوره …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.