«جنيف 4» يغرق في «الإرهاب» و«الانتقال السياسي» والمعارضة تعتبر «كل شيء فعلياً في يد الروس»

586863_404272_Org__-_Qu65_RT728x0-_OS1575x1050-_RD728x485-

كويت تايمز: كما كان متوقعاً، لم تحقق جولة المفاوضات السورية في جنيف، بعد تسعة أيام من الاجتماعات، أي خرق يذكر، إذ ركزت على بحث جدول أعمال يؤسس لجولات أخرى، في ظل الهوة الواسعة بين النظام والمعارضة.

ويرى كل من الطرفين انه حقق تقدماً وإن بسيطاً في هذه الجولة: بالنسبة للمعارضة، تناول البحث خلال لقاءاتها مع مبعوث الامم المتحدة ستيفان دي ميستورا الانتقال السياسي، وهو الموضوع الابرز في نظرها على طريق ايجاد الحل السياسي للأزمة التي تقترب من دخول عامها السابع.

وبالنسبة للنظام، بات موضوع مكافحة الارهاب محوراً أساسياً في مواضيع البحث.

لكن ما يراه الطرفان تقدما هو في الواقع ما اصطدمت به جولات التفاوض السابقة. فلطالما طالب النظام بإعطاء الاولوية للارهاب، معتبراً ان القضاء عليه ينهي النزاع، لكنه يدرج معظم أطراف المعارضة في خانة «الارهابيين»، فيما تتمسك المعارضة بحصر التفاوض في المرحلة الانتقالية التي يفترض استبعاد أي دور فيها لرئيس النظام بشار الاسد.

والتقى وفد النظام برئاسة بشار الجعفري، أمس، نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومجموعة من المسؤولين الروس، حيث أعرب الجانبان «عن ارتياحهما لسير المحادثات في جنيف على الرغم من محاولات البعض إفشالها»، حسب وكالة أنباء النظام «سانا».

من جهته، التقى دي ميستورا مجدداً الوفود الاربعة المشاركة في جولة المفاوضات الحالية التي بدأت في 23 فبراير الماضي، الممثلة للنظام ولثلاث جهات معارضة، أبرزها وفد «الهيئة العليا» للمفاوضات برئاسة نصر الحريري، إلى جانب «منصتي موسكو والقاهرة» اللتين تضمان معارضين مقربين من روسيا.

وذكرت مصادر مواكبة للمفاوضات ان دي ميستورا، وبعد اجتماعات رسمية في مقر الامم المتحدة اول من امس، واصل محادثاته غير الرسمية مع الاطراف المشاركة حتى وقت متأخر من الليل.

ورغم جهوده المكثفة، لم ينجح المبعوث الدولي في عقد جلسة تفاوض مباشر واحدة، كما لم تلتق الوفود وجهاً لوجه إلا في الجلسة الافتتاحية التي اقتصرت على كلمة القاها دي ميستورا وقال فيها انه لا يتوقع خرقاً ولا معجزات.

وتعتبر المعارضة ان موضوع مكافحة الارهاب «لا يحتاج الى مفاوضات»، وتتهم النظام بـ«المماطلة»، عبر طلبه إضافة مكافحة الارهاب الى العناوين الثلاثة التي اقترحها المبعوث الدولي، على ان تبحث بالتوازي، وهي: الحكم والدستور والانتخابات التي تشكل محاور العملية الانتقالية.

لكن رئيس وفد النظام أعلن بعد لقاء مع دي ميستورا في مقر الامم المتحدة، اول من امس، ان النقاش تناول «مسألة مكافحة الارهاب كسلة على قدم المساواة مع بقية السلات».

واتهم وفد «الهيئة العليا» للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السياسية والعسكرية، بأخذ مفاوضات جنيف «رهينة» لرفضها إضافة «الارهاب» على جدول الاعمال.

وبعد نحو ساعة من تصريحات الجعفري، خرج وفد «الهيئة العليا» من لقاء مع دي ميستورا ليعلن بلسان نصر الحريري ان الاجتماع تركز لليوم الثالث على «الانتقال السياسي، وهذه النقاشات تتطور أكثر كل يوم».

وحسب مصادر في الوفد، فإن «الهيئة» لا تريد بحث العناوين الثلاثة التي طرحها دي ميستورا بالتوازي، بل تفضل البدء بالانتقال السياسي أولاً والتقدم في هذا الملف قبل بحث الدستور والانتخابات.

أما في ما يتعلق بإضافة «الارهاب»، فأكدت المصادر ان قبول «الهيئة» بذلك مرتبط ببحث جرائم الحرب والبراميل المتفجرة، ما من شأنه «ان يحرج النظام».

أما «منصتي موسكو والقاهرة» فلا مانه لديهما من مناقشة «الارهاب»، حيث أعلنت الأولى التي تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء الاسبق قدري جميل أنها تريد بحث العناوين الاربعة وبينها «الارهاب»، بالتوازي.

كذلك، أعلن رئيس وفد «منصة القاهرة» جهاد مقدسي أن لا مانع لديها بإضافة الارهاب الى جدول الاعمال.

وقال عقب لقاء مع دي ميستورا، صباح أمس، «ليس لدينا مانع طالما البيان الاجرائي الذي وضعه السيد دي ميستورا واضح، وهو التقدم بالتوازي بين السلل»، مشيراً إلى أن الجولة المقبلة من المحادثات «سيكون الخط فيها مفتوحا لانجاز تقدم سياسي».

وتعول «الهيئة العليا للمفاوضات» على ضغوط روسية على دمشق من أجل الدفع قدما بالعملية السياسية.

وقال مصدر مقرب من وفد المعارضة «كل شيء فعليا في يد الروس».

لكن موسكو انضمت الى حليفتها بالمطالبة بإضافة الارهاب الى جدول أعمال المفاوضات.

ومع اختتام محادثات «جنيف 4»، توقعت مصادر ديبلوماسية أن تستانف المفاوضات خلال بضعة أسابيع، وفقاً لـ«أجندة متفق عليها».

وقال ديبلوماسي غربي إن المعارضة لا تزال تسعى للحصول على تأكيدات بأن النظام لن يستخدم «الإرهاب» كذريعة لإخراج المحادثات عن مسارها.

في سياق متصل، سخرت المعارضة من اعلان النظام أن قواته استعادت السيطرة على مدينة تدمر الاثرية بعد طرد مقاتلي تنظيم «داعش» منها للمرة الثانية في غضون عام.

وقال رئيس وفد «الهيئة العليا» إلى جنيف نصر الحريري، في تصريحات مساء أول من أمس، «إذا كنا سنهنئ بشار الاسد على تدمر أعتقد انه سيتعين علينا ان نهنئ (داعش) مستقبلا اذا سيطرت على تدمر، لأن كلا الجهتين هي جهة ارهابية، بشار الاسد الذي يقتل كل هؤلاء المدنيين في تعريف القانون الدولي هو جهة ارهابية».

واضاف ان «موضوع تدمر يعني هذه المرة الثانية التي يتم فيها الاستلام والتسليم، يتم استثمار هذه العملية استثمارات سياسية اعتقد انها اصبحت مكشوفة ويجب ان تكون مكشوفة لحضراتكم. اذا تتبعنا لعبة الاسد وتدمر مثل لعبة توم وجيري (القط والفأر) فأعتقد ان التهاني ستكون كثيرة».

وفي موسكو، أعلن رئيس غرفة العمليات في الاركان العامة الروسية سيرغي رودسكوي، أمس، أن عملية استعادة السيطرة على مدينة تدمر جرت بقيادة المستشارين العسكريين الروس.

وقال في مؤتمر صحافي ان «القوات الخاصة وسلاح الجو الروسيين لعبا دورا حاسما في السيطرة على تدمر والقضاء على المسلحين»، مشيراً الى ان مسلحي «داعش» تكبدوا خسائر في الأرواح تتجاوز الالف قتيل فضلا عن الجرحى، وتم تدمير 17 دبابة و37 عربة مدرعة 89 مركبة رباعية الدفع.

واضاف ان القوات السورية تمكنت من القضاء على «المقاومة الشرسة» للمسلحين والتقدم في العمق لاستعادة السيطرة على المدينة.

شاهد أيضاً

البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”

رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.