«كامكو»: اضطراب الأسواق المالية يضغط على أسعار النفط

4-20

قال تقرير لشركة كامكو للاستثمار إن تأثير التراجع الذي خيم على أسواق الأوراق المالية العالمية اتسع لينال كل فئات الأصول بما في ذلك السلع الأساسية والعملات. وقد نتج عن ذلك أن خسرت أسعار النفط كل الأرباح التي حققتها منذ بداية العام مع تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أشهر في أعقاب تسجيلها أكبر خسائر أسبوعية على مدى العامين الماضيين. كما أدى تعافي الدولار الأميركي على خلفية تزايد العمليات البيعية بالإضافة إلى تزايد انتاج النفط الأميركي إلى دفع أسعار النفط لتسجيل مزيد من التراجع. حيث تراجع سعر خام الأوبك بنسبة 8.2 في المئة خلال الأسبوع المنتهي في 9 فبراير الجاري بعد ان شهد انتعاشا طفيفاً في جلسات التداول السابقة. في حين نتج التأثير الأكبر على أسعار النفط من جراء صدور تقارير أشارت إلى تزايد انتاج خام النفط الأميركي نتيجة لارتفاع الأسعار، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مستويات المخزون النفطي والعديد من التحديثات لإنتاج العام بأكمله.
ووفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية فقد تزايد انتاج النفط الأميركي بواقع 332 ألف برميل يومياً وبلغ مستويات قياسية جديدة من الارتفاع عند 10.25 ملايين برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 2 فبراير الجاري مع اعتبار تحسن تكاليف الحفر وغياب القيود على المنتجين من العوامل الإضافية التي ساهمت في تلك القفزة الكبرى التي تقدر بحوالي 14 في المئة على أساس سنوي. وقد تزامن تزايد الإنتاج مع الارتفاع الكبير في عدد منصات الحفر الأميركية التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل 2015. وفي تقريرها «آفاق الطاقة في الأجل القصير»، أجرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تغييرا كبيرا في توقعات الإنتاج لعامي 2018 و2019. ووفقا للتقرير، من المتوقع أن يبلغ إنتاج النفط الأميركي 10.59 ملايين برميل يوميا في عام 2018، وهو ما يمثل قفزة كبيرة بنسبة 3.1 في المئة تقريباً مقارنة بتوقعات الشهر الماضي. ومن المتوقع أن يواصل منتجو النفط الصخري الأميركي زيادة إنتاجهم خلال عام 2019 ليصل إلى حوالي 11.18 مليون برميل يوميا وفقا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ولم يكن ارتفاع المعروض النفطي مجرد ظاهرة أميركية فقط. فوفقا للتقارير، بلغ إنتاج ليبيا من النفط أعلى مستوياته منذ 5 سنوات خلال يناير 2018 وبلغ في المتوسط أكثر من مليون برميل يومياً، على الرغم من أن مستويات الإنتاج الإجمالية لمنظمة الأوبك ظلت ثابتة تقريبا دون تغير يذكر. ويقابل هذه الزيادة انخفاض الإنتاج في فنزويلا التي شهدت، وفقا للأوبك، انخفاضا في الإنتاج بلغ 47.3 ألف برميل يومياً، بينما أظهرت بيانات وكالة بلومبيرغ انخفاضا قدره 30 ألف برميل يومياً.
من جانب آخر، ما زالت عوامل الطلب قوية نظرا لتزايد النمو الاقتصادي العالمي. وقد أعاد التقرير الشهري الأخير الصادر عن منظمة الأوبك التأكيد على توقعات تزايد الطلب على النفط بوتيرة أسرع مما كان متوقعا على خلفية التنمية الاقتصادية القوية والمطردة في المراكز العالمية الرئيسية للطلب على النفط. إلا انه على الرغم من ذلك، فقد ذكرت الأوبك ان إعادة توازن سوق النفط من المتوقع أن يحدث فقط خلال النصف الثاني من عام 2018 بسبب ارتفاع إنتاج النفط الأميركي.
وقال تقرير «كامكو»: نعيد تكرار وجهة نظرنا التي اوردناها سالفاً بأن أسعار النفط يتوقع لها ان تتحرك ضمن نطاق محدود خلال الفترة المتبقية من العام الحالي نظراً لتكافؤ القوى المتصارعة. وبغض النظر عن الاتفاق الجاري لخفض الإنتاج، نرى عددا من العوامل الهشة التي أبقت الإنتاج الكلي للنفط عند المستوى الحالي، بما في ذلك منتجو الأوبك مثل فنزويلا ونيجيريا وبعض منتجي الدول الخليجية. وعلى الرغم من ذلك، فإن استدامة الطلب في عام 2018 ستساعد على تهدئة بعض المخاوف المتعلقة بزيادة العرض.
هذا وقد أدى ارتفاع أسعار النفط في بداية العام إلى زيادة متوسط أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات في يناير. حيث ارتفع متوسط سعر نفط الأوبك بنسبة 7.7 في المئة ليصل إلى 66.9 دولارا للبرميل بينما ارتفع خام النفط الكويتي بنسبة 7.9 في المئة. وشهدت أسعار خام مزيج برنت ارتفاعا مساويا بنسبة 7.8 في المئة خلال الشهر. وتبدو الاتجاهات في فبراير 2018 ضعيفة في الوقت الحاضر ويظهر متوسط الأسعار حتى الآن انخفاضا للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر.

إنتاج «أوبك»
وأشارت بيانات إنتاج «أوبك» لشهر يناير إلى استقرارها عند مستوى 32.4 مليون برميل يوميا مقارنة بالشهر السابق. وكانت هناك تغيرات طفيفة في مستويات الإنتاج الفردي لكل دولة على حدة على الرغم من بيانات وكالة بلومبيرغ التي أشارت إلى قيام السعودية بزيادة إنتاجها بمقدار 60 ألف برميل يومياً للوصول مرة أخرى لمستوى 10 ملايين برميل يومياً، بينما رفعت إيران إنتاجها بواقع 30 ألف برميل يومياً. وقد قوبل هذا الارتفاع في الإنتاج بانخفاض انتاج الإمارات (- 40 ألف برميل يومياً) وفنزويلا (- 30 ألف برميل يومياً). وفيما يتعلق بالامتثال لاتفاق خفض الإنتاج الجاري، أظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز أنه على الرغم من أن الإنتاج الأميركي بلغ أكثر من 10 ملايين برميل يوميا، فإن الالتزام بالاتفاق بقي قائما. ووفقا للاستطلاع، بلغت نسبة امتثال أعضاء أوبك 138 في المئة في يناير 2018 مقابل نسبة 137 في المئة المسجلة في ديسمبر. وكانت هذه التخفيضات أعلى في حالة أنغولا ثم المملكة العربية السعودية، في حين أن فنزويلا أنتجت بوتيرة أقل بكثير نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية المتعلقة بالبلد.

شاهد أيضاً

ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون

إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.