«غولدمان ساكس»: أسعار النفط ستعود إلى 80 دولاراً

توقع بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس تقلب أسعار النفط في الأجل القصير بفعل الضبابية بشأن
احتمال تعطل بعض الإمدادات ليجري تداول خام القياس العالمي مزيج برنت في نطاق بين 70 و80 دولاراً للبرميل.
وانخفضت أسعار النفط كثيراً في الأسبوع الأخير مع تصاعد حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وحومت الأسعار دون مستوى 72 دولاراً للبرميل امس غير بعيدة عن أدنى مستوياتها منذ منتصف أبريل.
وقال البنك في مذكرة: تعطلات الإنتاج والتغيرات الكبيرة في الإمدادات مدفوعة بالقرارات السياسية الأميركية هما المحركان لهذا التقلب الأساسي الجديد، بينما يظل الطلب قويا حتى الآن.
وتمارس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطاً على دول لخفض وارداتها من النفط الإيراني اعتباراً من نوفمبر في الوقت الذي تعيد فيه فرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي.
لكن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قال الاثنين الماضي إنه في حالات معينة، قد تكون هناك إعفاءات لدول تحتاج المزيد من الوقت لوقف وارداتها النفطية من إيران.
وقال البنك: الضبابية بشأن حجم التغيرات في الإمدادات وتوقيتها خلقت حالة من عدم الوضوح بشأن توقعات العوامل الأساسية للنفط في الأجل القريب. مضيفاً أنه ما زال يتوقع حدوث تقلب كبير في الإمدادات مع احتمال تعطل المزيد من الإنتاج.
وتابع: هذه التغيرات في الإنتاج، إلى جانب الارتفاع المطرد في الإنتاج السعودي، ينتج عنهما مخاطر بأن تتحرك سوق النفط صوب تسجيل فائض في الربع الثالث من 2018، لكن من المتوقع أن تتلقى الأسعار بعض الدعم في الأجل الطويل مع انخفاض المخزونات العالمية.
وقال: بشكل أساسي، المخزونات العالمية منخفضة، وما زال الطلب على النفط قويا، ومازلنا نتوقع تسجيل عجز فور العودة لتطبيق العقوبات الثانوية الأميركية.
وأضاف أنه ما زال يتوقع أن يعاود خام برنت بلوغ مستوى 80 دولاراً للبرميل، رغم أن هذا قد يحدث فقط أواخر هذا العام بناء على السياسات النفطية للولايات المتحدة بدلا من بلوغه هذا المستوى هذا الصيف كما توقع البنك في السابق.
استمرار الهبوط
نزلت أسعار النفط للجلسة امس مع انحسار المخاوف من تعطل محتمل لبعض الإمدادات، في حين ركز المستثمرون على احتمال تضرر النمو العالمي جراء تفاقم الخلاف التجاري بين الصين واميركا المتحدة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 32 سنتا بما يوازي 0.5 في المئة إلى 71.52 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 06:38 بتوقيت غرينتش أمس ليسجل أقل مستوى منذ 17 أبريل. وكان الخام هبط 4.6 في المئة الاثنين الماضي.
وفقدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 31 سنتا بما يعادل 0.5 في المئة إلي 67.75 دولارا للبرميل. وكان الخام قد تراجع أمس 4.2 في المئة.
وقالت الهيئة الحكومية المعنية بالتخطيط في الصين إن بكين مازالت واثقة من تحقيق النمو المستهدف عند حوالي 6.5 في المئة هذا العام رغم الاعتقاد بأنها ستواجه صعوبات في النصف الثاني من العام مع اشتداد الخلاف التجاري مع اميركا.
وتأتي التصريحات بعد يوم من إعلان الصين تباطؤاً طفيفاً للنمو في الربع الثاني وتسجيل أضعف وتيرة نمو لأنشطة المصانع في عامين في يونيو، بما يشير لمزيد من الضعف في أوضاع الأعمال خلال الأشهر المقبلة مع تنامي الضغوط التجارية.
ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من سبع مناطق رئيسية للنفط الصخري بواقع 143 ألف برميل يوميا ليسجل مستوى قياسيا عند 7.47 ملايين برميل يوميا في أغسطس بحسب التقرير الشهري لإدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادر الاثنين الماضي.
إيران
قد تهبط صادرات النفط الإيرانية بنحو الثلثين بنهاية العام، نظرا للعقوبات الأميركية الجديدة، وهو ما يضع أسواق الخام تحت ضغط كبير وسط انقطاعات في الإمدادات من أنحاء أخرى في العالم.
وما زال معظم المحللين يعتقدون أن العقوبات ستخفض بشكل كبير صادرات الخام الإيراني، ويرى بعضهم أسوأ احتمال بهبوطها بنحو الثلثين إلى 700 ألف برميل يوميا فقط.
وتعتقد «فاكتس غلوبل إنرجي» (إف.جي.إي) لاستشارات الطاقة أن صادرات إيران من الخام ربما تتراجع إلى 700 ألف برميل يومياً فقط بسبب العقوبات، وستتجه هذه الصادرات بشكل رئيسي إلى الصين، مع شحنات أصغر حجماً إلى الهند وتركيا ومشترين آخرين معفيين من العقوبات.
وقالت «إف.جي.إي» إن 100 ألف برميل يومياً أخرى من المكثفات، ربما تتجه إلى الصين ومشترين يتمتعون بإعفاء من العقوبات، وربما أيضاً إلى الإمارات وكوريا.
وربما تتجاهل الصين، أكبر مستورد منفرد للنفط الإيراني، بنحو 650 ألف برميل يومياً، وفقاً لتدفق بيانات التجارة في تومسون رويترز ايكون، العقوبات الأميركية وتواصل الشراء.
ولم تدل الهند، التي استوردت نحو 550 ألف برميل يومياً في المتوسط من الخام الإيراني في النصف الأول من العام، حتى الآن بإعلان رسمي. وعلى الرغم من ذلك، أُخطرت مصافيها المملوكة للدولة بالإعداد لإيجاد إمدادات بديلة، إذا لم تمنحها واشنطن إعفاء من العقوبات.
وقالت كوريا الجنوبية واليابان، اللتان استوردتا معاً نحو 370 ألف برميل يومياً من الخام الإيراني، خلال النصف الأول من 2018، إنهما ستوقفان الواردات إذا لم تحصلا على إعفاء من واشنطن.
وهبطت واردات كوريا الجنوبية من الخام الإيراني 40 في المئة في يونيو، مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، وفق ما أظهرته بيانات الجمارك.
واتجه الجزء الأكبر من صادرات الخام الإيراني إلى أوروبا في النصف الأول من العام، حيث كانت إيطاليا وتركيا أكبر المستوردين.
وأوقفت بالفعل مصافٍ عديدة مشترياتها من الخام الإيراني، بعدما قال بنك بي.سي.بي السويسري إنه سيتوقف عن تمويل الشحنات الإيرانية بحلول 30 يونيو. وبدأت مصافٍ في اليونان وأسبانيا بالفعل تقليص وارداتها من الخام الإيراني.

شاهد أيضاً

ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون

إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.