كويت تايمز 
ينمّ هذا السلوك عن انفعال معيّن بكل بساطة. في هذا العمر، لا يدرك الطفل أنه يستطيع إيذاء الآخرين. ولأنه يعجز عن التعبير عن استيائه بطريقة أخرى، لا يبقى أمامه إلا العضّ! قد نربط هذا السلوك عموماً بالعدائية لكن يمكن أن يشير أحياناً إلى العاطفة لأن العضّ يُستعمَل “لتقبيل الآخر وامتلاكه” كما يقول علماء النفس. من الطبيعي أن يعبّر الصغار في بداية حياتهم عن مشاعرهم بهذه الطرائق الهجومية كي يشعروا بالسعادة والشبع والراحة وتمرّ هذه المشاعر كلها بالفم.
كي لا يعضّ الطفل أولاداً آخرين ويسبّب المشاكل، يجب أن تنزلي إلى مستواه وتشرحي له ما يمنعه من عضّ الآخرين. اكشفي له عن آثار العضّ لكن لا تجعليه يشعر بالذنب. يكفي أن يدرك أن ذلك يسبّب الألم. سرعان ما يتعلم التعبير عن مشاعره شفهياً. إذا لم تختفِ المشكلة بعد فترة، تحدّثي إلى طبيب الأطفال كي يحيلك إلى معالج نفسي عند الحاجة.
يتقمّص دور المهرّج
قد يميل طفلك إلى أداء دور المهرج في معظم الأوقات كونه يعتبر المزاح أفضل طريقة لجذب الانتباه وحث الآخرين على الضحك والنظر إليه. سيتجاوز الحدود والقوانين أحياناً ويقوم بالحماقات كي يحقق هدفاً معيناً. من خلال وضع قناع المهرّج، ينجح في التهرب من غضب والديه في بعض المواقف ويحقق بذلك مبتغاه. سرعان ما يجد صعوبة في الخروج من هذا الدور. سيحتاج أحياناً إلى شكل من الحماسة الدائمة، فيضاعف محاولاته كي يجذب الأنظار. يعكس هذا السلوك عموماً مشاعر القلق والعجز عن فصل الذات عن نظرة الآخرين. يحتاج هذا الطفل إلى الاهتمام.
حين يكون الطفل مضحكاً فعلاً، يجب أن تقدّري فكاهته إذ يمكن أن يستفيد من هذه الصفة حين يكبر. لكن لا تطلبي منه أن يحصر نفسه بهذا الشكل من التواصل. حين يصرّ على سلوكه، لا توقفي محادثة مهمة كي تسمعي مزاحه. تكلمي معه جانباً وأخبريه بأنك تتقبلين المزاح في لحظات معينة لكن لا يمكن تقبّله طوال الوقت. يجب أن تبدي اهتمامك أيضاً بجوانب أخرى من شخصيته (اللطف، مهارة الرسم، قدرته على حل الأحجيات…). إذا حاول جذب أنظار الناس خلال المناسبات العائلية، تجاهلي محاولاته لكن كلّفيه بمهمة أخرى وهنّئيه على جهوده دوماً.
