منى واصف: أسير في عملي وكأني جواد غير مروّض

33020055

فنانة تشمخ بعنفوان المرأة وكبريائها، رسخت خلال مسيرتها الفنية وجودها وتألقها ونفحت أدوارها بأريج من خصوصيتها، فأوجدت لنفسها هويتها الفنية المتميزة، هي لا تقبل التنازلات في فنها وعكست عبر ما قدمته من شخصيات الدور الواعي للفنان الساعي إلى الوصول لعمق وجدان المشاهد العربي، ليس في قاموسها كلمة «مستحيل» لأنها تؤمن بأهمية الفن وبمتعته لذلك هي دائمة التجدد والعطاء.. إنها الفنانة الكبيرة التي عجز الزمان أن يحد من طموحها أو أن يقلص من حلمها.
تستعد الفنانة منى واصف اليوم لمشاريع جديدة قادمة، فقد وقّعت على عقد مشاركتها في الجزء الثالث من مسلسل «الهيبة» الذي سيكون بعنوان «الحصاد»، وهو من تأليف وحوار باسم سلكا وإخراج سامر برقاوي، وقد أكدت في حديثها مع صحيفة القبس أن التصوير سينطلق في الشهر الأول من العام المقبل.
كما تشارك في خماسية درامية بعنوان «لحظات» تأليف وإخراج فادي سليم، وهي إحدى خماسيات مسلسل «عن الهوى والجوى» وتؤدي فيها شخصية إيجابية تعود من خلالها إلى الزمن الماضي المختلف عن زمننا، لأنها تظهر من خلال «الفلاش باك»، وقد وصفتها بالقول: هي سيدة شامية تنتمي إلى عائلة ارستقراطية وتعرف ما تريد بدقة.

حزن وسعادة
على صعيد آخر، فقد تم مؤخراً تكريم الفنانة منى واصف بمناسبة مرور أربعين عاماً على العرض العالمي الأول لفيلم «الرسالة» للمخرج السوري العالمي مصطفى العقاد، وإطلاق النسخة المُحدّثة والمطوّرة تقنياً من الفيلم. وقد قامت الدكتورة ليلى العقاد، شقيقة المخرج الراحل، بتكريمها لكونها إحدى أبرز بطلاته، حيث أدت فيه شخصية «هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان»، حول التكريم تقول: شعرت بالسعادة والحزن في الوقت نفسه، فكلما شاهدت، ولو لقطة من الفيلم، أستذكر ذلك السحر في العمل والتصوير، كان الفيلم بالنسبة إلي هدية من الله لأنه يسير مع نجاحاتي، أربعون عاماً وأنا أسير في عملي وكأني جواد غير مروّض.

خفايا وذكريات
وعما تحمله في ذاكرتها من الفيلم والخفايا التي لم يسبق أن أفصحت عنها في حوارات سابقة، تقول الفنانة منى واصف: أذكر أننا بدأنا التصوير منتصف عام 1973 في المغرب، واستمر ثلاثة أشهر ومن ثم توقف لمدة شهرين ريثما انتقلنا إلى سبها في ليبيا لاستكمال التصوير هناك، وتمّ إطلاق الفيلم عام 1978، وكم كنت أشعر بالفخر عندما كانوا ينادون مصطفى العقاد بالقيصر، فحينها المجاميع البشرية في الفيلم كانت حقيقية وليست غرافيك، ولم تكن في ذلك الوقت التقنيات الموجودة اليوم، فقد كان قائداً بالفعل وتم تصوير نسختين من الفيلم في الوقت نفسه، بأبطال مختلفين وبلغتين مختلفتين، والسؤال من استطاع اليوم بعد أربعين عاماً أن يقدم فيلماً بهذا المستوى؟
تتابع قائلة: من الحوادث التي لم يسبق لي ذكرها أنه خلال تصوير مشاهد معركة «أُحد» ضُربت على صدري من قبل أحد الجنود وأنا أرجعه للخلف وكان يرتدي درعاً، فبقيت ثلاثة أيام أعاني من هذه الإصابة، ولكن يمكنني القول إنه من شدة سعادتي بتصوير الفيلم لم أشعر بالتعب أبداً، علماً بأن هناك مشاهد كان يستمر التصوير فيها ثلاثة أيام، ولكني كنت سعيدة وفي الوقت نفسه خائفة، لا بل الخوف أكل السعادة في لحظات معينة بسبب توتري الكبير، إلى أن صورت أول مشهد لي (وكان في سوق مكة) وسمعت المديح، فقد كانت أمامي الممثلة اليونانية الكبيرة أيرين باباس التي كنت مُعجبة بنضالها وأعمالها، وأدت شخصية «هند بنت عتبة» في النسخة الانكليزية من الفيلم.

شاهد أيضاً

في أي عمر ينبغي أن تعطي طفلك هاتفه الأول؟

على مدى العقدين الماضيين، جعلت الثورة التكنولوجية الوصول إلى الإنترنت أمرا سهلا للغاية. وأدى تطوره …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.