اعتقلت السلطات في طوكيو أمس رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركتي نيسان اليابانية ورينو الفرنسية، ورئيس مجلس الإدارة لشركة ميتسوبيشي موتورز كارلوس غضن، ذي الأصول اللبنانية والذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والبرازيلية، بسبب مزاعم انتهاك قانون التداول المالي والتهرب الضريبي في اليابان، وفق ما ذكرت صحيفة «أساهي» اليابانية، بعدما تحدثت تقارير سابقة عن «احتمال توقيفه وتوجيه تهم له».
ولقي خبر القبض على غصن انتشارا واهتماما واسعين في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الالكترونية والمواقع الاقتصادية أيضا، الأمر الذي أجبر شركة نيسان «اليابان» على إقالته، بعد ان أجرت تحقيقا داخليا خلال الأشهر القليلة الماضية بشأن سوء السلوك الذي تورط فيه غصن، وذلك وفقا لتقارير وسائل الإعلام اليابانية.
أكدت شركة نيسان انها قدمت كل المعلومات المطلوبة إلى المدعين العامين اليابانيين، وتتعاون بشكل كامل مع تحقيقاتهم، خاصة ان كارلوس غصن ذهب طوعا مع النيابة العامة في طوكيو.
وقال هيروتو سايكاوا الرئيس التنفيذي لنيسان موتور إنه تم عزل كارلوس غصن رئيس مجلس الإدارة جراء حوادث سوء سلوك مالي خطيرة وغير مقبولة.
تراجع الأسهم
وفي التداعيات، هبطت أسهم نيسان في باريس بنسبة تصل إلى 14 في المئة، بينما تراجعت «شهادات الإيداع» الدولية لشركة نيسان بأكثر من 11 في المئة، كما انخفضت شهادات الإيداع الدولية لشركة نيسان في ألمانيا بأكثر من %7، فيما انخفضت أسهم رينو بأكثر من 12 في المئة في تعاملات باريس صباح أمس.
ومن الجدير بالذكر ان اليابان تمتلك نسبة 15 في المئة من «رينو»، وسبق وأن أيدت تجديد غصن لترؤسه الشركة الفرنسية.
مجرى التحقيقات
وأظهر التحقيق أن غصن والعضو المنتدب جورج كيلي، قد زورا على مدار سنوات عديدة حجم أموالهما وارباحهما الفعلية في تقرير الأوراق المالية في بورصة طوكيو، والتي كانت أقل من المبلغ الفعلي، من أجل تقليل حجم الضرائب المفترض دفعها.
رفض التعليق
ورفض كل من المدعي العام الياباني التعليق على اعتقال غصن، لأنها تعتبر قضية فردية، وكذلك المتحدث باسم «رينو» وباسم وزارة المالية الفرنسية.
وذكرت وكالة «بلومبيرغ» نقلاً عن الصحيفة اليابانية، إن مدّعين عامّين ألقوا القبض على رئيس مجلس الإدارة، بشُبهة فشله في «الإعلان بصدق عن قيمة راتبه» الذي يتقاضاه من الشركة العملاقة، لافتةً إلى أنه أخفى قسماً من عائداته عن مصلحة الضرائب.
وفيما أكدت صحيفة «يميوري» نبأ اعتقال غصن، ذكرت وسائل إعلام يابانية أن الأخير تمّ توقيفه بشبهة «سوء السلوك المالي»، في حين أشارت «أساهي» لاحقاً إلى أن ممثلي الادعاء «بدأوا تفتيش مكاتب مقرات نيسان» ومواقع أخرى أمس.
البداية من «ميشلان»
واقتحم غصن مجال صناعة السيارات عبر شركة «ميشلان» لتصنيع الإطارات المطاطية، ثم سرعان ما شغل مناصب قيادية في شركات عالمية رائدة في المجال، وهي «رينو» و«نيسان» و«ميتسوبيشي».
عام 1996، نجحت شركة «رينو» الفرنسية للسيارات في استقطاب كارلوس غصن للعمل لديها، وعيّنته في منصب نائب رئيس تنفيذي مكلّف بتطوير عمل الشركة وفتح أسواق جديدة لها، كما كُلِّف رئاسة قطاع الشركة في أميركا الجنوبية.
وعندما نشأ تحالف بين «رينو» و«نيسان» عام 1999، حافظ غصن على منصبه في «رينو»، لكن عُيّن أيضاً رئيس قطاع عمليات في «نيسان»، قبل أن يصبح عام 2001 رئيساً تنفيذياً للأخيرة.
وتمكن غصن عبر سياسة خفض الكلفة من تحويل مجموعة «نيسان»، التي كانت على وشك الإفلاس، إلى شركة رابحة بلغ رقم أعمالها السنوي نحو مئة مليار يورو.
وعرف عن غضن أنه المدير التنفيذي الأعلى أجراً في اليابان في عام 2010.