مع النقص المزمن في الأدوية وزيادة نسبة التضخم في فنزويلا، يلجأ عدد متزايد من الأشخاص إلى الطب البديل لمعالجة الأمراض الشائعة في هذا البلد الذي يعاني أزمة اقتصادية خانقة.
وتمتلئ غرفة الانتظار الصغيرة في منزل المعالج “براذر غوايانيس” الواقع في منطقة بيتاري في العاصمة كاراكاس بسرعة بالمرضى. القادمين من مختلف أحياء العاصمة.
وتوضح روزا ساييس (77 عاما) التي جاءت إلى هذه “العيادة” للحصول على علاج لذراعها التي تؤلمها “نذهب إلى المستشفيات ولا نجد شيئا هناك. ليس لديهم أي أدوية أو في حال كانت لديهم، تكون أسعارها باهظة. ماذا عسانا نفعل؟”.
ويقول صاحب هذا المكان إنه يعالج نحو 200 مريض في الأسبوع في غرفة مضاءة بالشموع تضم سريرين ومجموعة من التماثيل الجصية التي يؤكد المعالج أنها تمثل “كيانات روحية”.
وتشير ساييس وهي زبونة دائمة في هذا المركز الروحي إلى أنها تؤمن بطرق روزاليس للمعالجة مضيفة “لقد شفى كليتَي”.
في كل أنحاء فنزويلا خصوصا في المناطق الفقيرة مثل بيتاري، لا يستطيع المرضى أن يدفعوا ثمن الأدوية التي أصبحت نادرة للغاية جراء الأزمة الاقتصادية الحادة.
ويلفت اتحاد الصيادلة في فنزويلا إلى أن الصيدليات والمستشفيات تملك 20 بالمئة فقط من الأدوية اللازمة.
وعلى عكس الاقتصاد الذي شهد انخفاضا شديدا على مدى خمس سنوات، شهدت ليليا رييس (72 عاما)، ازدهار تجارتها في النباتات الطبية.
خطر الموت
وتفيد أحزاب المعارضة في فنزويلا، أن نحو 300 ألف شخص ممن يعانون أمراضا مزمنة معرضون لخطر الموت بسبب نقص الأدوية.
لكن رغم الأخطار المترتبة على هذه الممارسات، يقول أشخاص مثل كارمن تيريزا إنهم لا يملكون بديلا.
في مطبخ مطعمها الذي أغلق قبل ثلاث سنوات تزامنا مع بدء الأزمة الاقتصادية، تعد الكولومبية البالغة من العمر 58 عاما خليطا من أوراق التين لمعالجة “اعتلال الأعصاب السكري”.
فمسكنات الألم اللازمة لهذه الحالة “باهظة الثمن” والأسعار ترتفع بسبب التضخم المفرط، لذلك فهي تحتاج إلى خفض استهلاكها العقاقير وتكملة علاجها بالأعشاب.
تحتاج كارمن تيريزا إلى أربعة أقراص على الأقل يوميا لضبط معدلات السكري. وتعاني والدتها طريحة الفراش منذ سنة بعدما كسرت ساقها، مرض ألزهايمر وتحتاج إلى خمس حبوب في اليوم لمعالجة ارتفاع ضغط الدم.
تقول تيريزا التي تستبدل حبوب الكولسترول بعصير الحامض “ما زلت أتناول الأدوية، لكنني خفضت الجرعة”.