ما بين أسباب اقتصادية وأخرى اجتماعية وثالثة عاطفية، وقعت 6 حالات انتحار فى مصر خلال أقل من 48 ساعة، لتفتح باب الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى، وتصبح قضية انتشار الانتحار حديث الشارع المصرى، مما دفع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى إصدار بيان شدد فيه على أن «قتل النفس من أكبر الكبائر فهي إزهاق للروح التي حباك الله إياها، وعدم صبر على اختبار الله سبحانه وتعالى، مهما حاول أن يلقي باللائمة على الظروف المعيشية والحياتية، فهذا ليس مبررا للانتحار».
انتحار نادر محمد الشاب العشريني من أعلى برج القاهرة الأسبوع الماضي، وظهور مقطع فيديو خاص به تم تسريبه من كاميرات المراقبة بالبرج فيديو، يوثق لحظة قفزه من ارتفاع 187مترا، تم تداوله على نطاق واسع على صفحات الفيس بوك الأمر الذي دفع السلطات الرسمية إلى فتح تحقيقات في ملابسات تسريب الفيديو، ونشرت وسائل إعلام مصرية تحذيرات بأن من ينشره يتعرض لعقوبات قانونية وغرامات مالية.
توالت حوادث الانتحار خلال 48 ساعة فقط لشاب انتحر تحت عجلات مترو الأنفاق، وربة منزل ألقت بنفسها من الطابق السادس بسبب خلافات زوجية، وممرضة تنتحر داخل مستشفى حكومي بتعاطي حبات سامة، وأب عجز عن تدبير نفقات ابنته العروس فشنق نفسه، وشاب يبلغ من العمر 19 سنة انتحر بسبب هجر حبيبته له، وسارعت منظمة الصحة العالمية بمخاطبة وسائل الإعلام من خلال بيان رسمي لها بتجنب نشر تفاصيل أماكن الانتحار، وعدم استخدام العناوين المثيرة وعدم استخدام وصف تفصيلي للطريقة التي تم الانتحار بها.
وكشفت آخر إحصائيات منشورة بموقع منظمة الصحة العالمية أنّ الفئات العمرية من 15-34 عاما هي الأكثر انتحاراً، حيث بلغت نسبة تلك الحالات قرابة 65% من إجمالي من انتحروا على مدار العام 2014، والذي شهد انتحار 88 شخصاً من بين كل 100 ألف مواطن، أي ما يناهز 8800 شخص من المصريين الذين يبلغ تعدادهم قرابة 100 مليون نسمة.
ويشكّل الذكور النسبة الأعلى من المنتحرين حيث بلغت قرابة 80% من المنتحرين، بواقع 71 شخصا من كل 100 ألف، فيما بلغ معدل انتحار النساء 17 من كل 100 ألف نسمة.
وجه طلعت خليل النائب في البرلمان المصري، تساؤلاً للحكومة المصرية عن أسباب تزايد ظاهرة الانتحار في مصر، خاصة بين الشباب، وطالب الحكومة بوضع حد لهذه الظاهرة التى تبعث الفزع وتدق ناقوس الخطر بسبب تنامي هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة، ووضع الآليات المناسبة لمواجهتها.
وفي الوقت الذى تعاطف فيه البعض مع نادر خريج هندسة القاهرة الذي انتحر من أعلى برج القاهرة، خرجت أصوات أخرى تتهمه بالكفر، إلا أن دار الإفتاء المصرية أصدرت بيانا على «الفيسبوك» تؤكد أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، لكن المنتحر ليس بكافر.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد بيومى، اخصائى الطب النفسى لـ«القبس»، إن الإقدام على الانتحار له عدة أسباب أولها الاكتئاب الحاد، وهي مشكلة نفسية تؤدي إلى تعكر المزاج بشكل كبير، ويفقد فيها الشخص الاهتمام والأمل، أما السبب الثانى الفصام وهو عبارة عن حالة نفسية طويلة المدى، يرى فيها المصاب أشياء غير موجودة بالواقع ويصاب بالهذيان، وتشير الإحصائيات إلى أن واحد من كل عشرين مصاب بالفصام يحاولون الانتحار.
وأوضح بيومى أن فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa)، قد يؤدى إلى الانتحار وهو عبارة عن اضطراب في الأكل، فالمصابون بهذا النوع من الاضطراب يشعرون بأنهم يعانون من السمنة ويحاولون خفض وزنهم في كل الطرق الممكنة والتي تشمل قيء الطعام المتناول، وتشير الاحصائيات بأن واحد من كل خمسة أشخاص مصابين بهذا الاضطراب يحاولون الانتحار.