كشفت نتائج دراسة علمية طارئة عن أنه من المرجح جداً أن سلالة معينة من الثعابين هي التي تقف وراء انتشار فيروس كورونا الغامض والمميت الذي بدأ في التفشي منذ مطلع العام الحالي في الصين حيث أصاب مئات وقتل عددا منهم، كما ظهرت حالات إصابة في دول مجاورة من بينها اليابان وتايلند وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ، بل وظهرت حالات في الولايات المتحدة.
ونشر علماء وباحثون متخصصون صينيون النتائج التي توصلوا إليها في مجلة «ميديكال فايرولوجي» الطبية المتخصصة، وهي النتائج التي خلصت إلى أن النسخة الصينية من فيروس كورونا المكتشف حديثاً من المرجح أنها انتقلت إلى البشر من سلالة معينة من الثعبانين – وتحديداً سلالة «كريت» الصينية التي تشتهر أيضاً بلقب «الكوبرا الصينية» ويتناولها الصينيون بكثرة.
وأوضح العلماء والباحثون أنهم أجروا تحليلاً متسلسلاً لعينات من ذلك الفيروس الغامض، واكتشفوا أنه يوجد في تلك السلالة من الثعابين الشائعة التي توجد بكثرة في مناطق جنوب شرق الصين ويأكلها الناس هناك، بما في ذلك مدينة «ووهان» التي بدأ فيها الوباء الفتاك.
ويعتقد الباحثون أن النسخة الجديدة من الفيروس انتقلت بدورها إلى ثعابين «كريت» من الخفافيش التي تعتبر الغذاء الأساسي لذلك النوع من الثعابين.
وكتب الباحثون في سياق ورقتهم البحثية: «تشير نتائجنا إلى أن ثعابين الكريت هي على الأرجح الخزان البري الذي ينطلق منه ذلك الفيروس وينتقل إلى البشر»، لكنهم أشاروا إلى أنه ما زال من الضروري إجراء مزيد من الابحاث لتأكيد (أو حتى نفي) ذلك الاستنتاج بشكل قاطع.
وفي نهاية ديسمبر الفائت، بدأت أعراض الإصابة بالفيروس الغامض في الظهور على عدد من الأشخاص في مدينة «ووهان» الصينية، بما في ذلك الالتهاب الرئوي الحاد. وبعد مرور أسبوع، تم تحديد سبب الإصابة باعتباره سلالة جديدة من فيروس كورونا، وهو الفيروس الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية المسمى العلمي الاصطلاحي «2019-nCoV».
ولدى تتبع منبع الوباء، اتضح أنه في سوق لبيع الأسماك والطيور والزواحف في مدينة ووهان في وسط الصين، وهو السوق الذي تباع فيه حيوانات حية مختلفة، بما في ذلك الأسماك والثعابين والدجاج والخفافيش.
وتم إغلاق ذلك السوق منذ مطلع يناير الجاري. وبسبب استمرار انتشار العدوى الوبائية قررت سلطات الصحة الصينية عزل مدينة ووهان التي يقطنها أكثر من 10 ملايين نسمة. ويعني قرار العزل منع الخروج من المدينة أو الخروج منها إلى أجل غير مسمى.
وفي إطار محاولات احتواء الوباء والسيطرة عليه، قررت سلطات المدينة أيضاً تعطيل جميع وسائل النقل العام اعتبارا من صباح يوم أمس (الخميس).
وتتشابه أعراض الإصابة بفيروس كورونا الصيني الجديد إلى حد كبير مع أعراض مرض «سارس» (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة)، وهو الوباء الذي كان قد تسبب في وفاة مئات في الصين في أوائل العام 2000.
وحتى الآن، أصيب بالفيروس أكثر من 600 شخص في داخل الصين وحدها، وحصد الوباء حياة ما لا يقل عن 17 من بينهم.
مواجهة الوباء
بينما أعلنت الصين أمس (الخميس) عزل مدينة «ووهان» الموبوءة بالنسخة المميتة الغامضة من فيروس كورونا – وذلك في محاولة لوقف استفحال الوباء في المدينة التي يقطنها 10 ملايين نسمة – أعلن علماء أنهم قد اقتربوا من تحديد منشأ ذلك الفيروس.