غابت شقراء السينما المصرية، «لويزا الطيبة» نجمة «الناصر صلاح الدين»، ورحلت الجميلة الحلوة في أفلام «الخطايا»، و«الحياة حلوة»، و«النظارة السوداء»، و«بين القصرين»، و«لا تطفئ الشمس»، و«أبي فوق الشجرة».
فارقت الفنانة الكبيرة نادية لطفي الحياة عن 83 عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض، زادت حدتها في الأيام الأخيرة، والتي قضتها داخل العناية الفائقة، بمعاناة مع الغيبوبة، حيث كانت تعالج في مستشفى المعادي العسكري، منذ فترة، أنهتها على أجهزة التنفس الاصطناعي، بعد أن توقفت الرئة عن العمل.
وقال نقيب المهن التمثيلية في مصر الفنان الدكتور أشرف زكي، إن جثمان نادية لطفي، سيشيع بعد ظهر اليوم (الأربعاء)، من مسجد مستشفى المعادي العسكري، جنوب القاهرة، وبعدها ينقل إلى مقابرالأسرة، على أطراف القاهرة، وتتلقى أسرتها العزاء مساء غد في مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، على بعد 35 كيلو متراً جنوب غرب القاهرة.
والفنانة الراحلة ولدت عام 1937 في منطقة عابدين الشعبية، وسط القاهرة، وتخرجت في المدرسة الألمانية في القاهرة واكتشفها المنتج رمسيس نجيب، واختارت اسماً فنياً لها «نادية لطفي» من حبها لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي قدمت شخصية تحمل الاسم في فيلم «لا أنام»، حيث إن اسمها الحقيقي بولا محمد مصطفى شفيق.
وتزوجت نادية لطفي ثلاث مرات، أولاها ضابط بحري يدعى عادل البشاري، وهو والد ابنها الوحيد أحمد، والثاني المهندس إبراهيم صادق شفيق، والثالث الفنان التشكيلي المصري محمد صبري، وعاشت غالبية حياتها في منطقة غاردن سيتي الراقية.
وكان أول فيلم لها هو «سلطان» مع فريد شوقي، وبعده كانت واحدة من أهم نجمات السينما المصرية في عصرها الذهبي، حيث قدمت عبر 30 عاماً 70 فيلماً جسدت خلالها نماذج مختلفة للمرأة، حيث ارتدت عباءة «الصحافية والراقصة والمتحررة والقديسة وفتاة الليل والجاسوسة والعاشقة».
من أبرز أفلامها «حبي الوحيد»، «الخطايا»، «الحياة حلوة»، «النظارة السوداء»، «بين القصرين»، «الناصر صلاح الدين»، «لا تطفئ الشمس»، «أبي فوق الشجرة»، «عدو المرأة»، «السمان والخريف»، «جريمة في الحي الهادي»، وكان آخر أفلامها عام 1988 وهو «الأب الشرعي».
وكان للسياسة نصيب من اهتمام جميلة الشاشة نادية لطفي، حيث كان أبرزها اختراقها للحصار الإسرئيلي على بيروت عام 1982، ورصدت بالكاميرا الخاصة بها ما يحدث، كما كانت من أوائل المتطوعين للهلال الأحمر في حرب 1973، وكان للقضية الفلسطينية اهتمام كبير لديها، وكرّمها العام الماضي الرئيس محمود عباس ومنحها وسام القدس.
ونعت وزير الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم، الفنانة الكبيرة نادية لطفي، وقالت إن «الراحلة، تربعت على عرش السينما العربية، باعتبارها علامة بارزة صنعت جزءاً من تاريخ هذا الفن، وكانت كلمة السر لنجاح نخبة من أعظم الأعمال الخالدة، ومسيرتها الطويلة، تميزت بالنضال والوطنية والبطولة إلى جانب الإبداع الفنى».
وقالت الفنانة صفاء أبوالسعود: «خسارة كبيرة للفن العربي، رحيل الفنانة نادية لطفي، ولكنها باقية بأعمالها».
وفيما قالت المطربة أنغام: «البقاء لله في الفنانة الجميلة نادية لطفي»، أعربت الفنانة يسرا عن حزنها بفراق هذه «العملاقة» التي تحبها كثيراً.
ووصفتها الفنانة لقاء الخميسي بـ«الساحرة، وإحدى أيقونات السينما المصرية، فمن ينسى الفتاة المتمردة والمناصرة للمرأة».
وقالت الإعلامية بوسي شلبي لـ«الراي»: «إنها أطهر وأنقى قلب، كانت وستزال نجمة وفنانة وصاحبة الأدوار المميزة… الله يرحمها».
وقال الفنان سمير صبري لـ«الراي»: «يعجز لساني عن الكلام عن فنانة بقدر نادية لطفي، فماذا أقول عنها، أتحدث عن فنها، أو عن مواقفها وكم كانت ودودة، وكانت دوماً تحرص على رفع اسم مصر».
أما منى زكي، فقالت: «إنا لله وإنا اليه راجعون… رحلت صاحبة أكبر تاريخ فني في السينما، رحلت نادية لطفي».
وفيما ركزت نادية لطفي، في مسيرتها على السينما، لم تهتم طوال مشوارها الفني بالدراما التلفزيونية، إلا أنها قدمت مسلسلاً واحداً فقط، وهو «ناس ولاد ناس» في العام 1993 مع كرم مطاوع، عبدالمنعم مدبولي، محمد عوض، محمد رضا وابراهيم خان، من إخراج عادل صادق، وأتى بعد 5 سنوات من آخر عمل ظهرت فيه وهو فيلم «الأب الشرعي». وكان المسلسل الأخير فى مشوارها، حيث ابتعدت بعده عن الساحة الفنية على مدار 27 عاماً.
وعلى المسرح، قدمت الفنانة الراحلة مسرحية وحيدة، وهي «بمبة كشر»، من إخراج حسين كمال، وشارك في بطولتها الراحل عبدالمنعم مدبولي، وتناولت قصة الفنانة الاستعراضية «بمبة كشر»، والتي عاشت في الفترة من 1860 ـ 1930، وكانت صاحبة أول مهرجان فني في مصر، وكانت نادية لطفي، تحكي دائماً عن هذا العمل المسرحي الوحيد.
شاهد أيضاً
مذا يحدث لجسمك إن نمت أقل من 6 ساعات نوم في اليلة؟
تقول العديد من الدراسات إن البالغين يجب أن يحصلوا على سبع إلى تسع ساعات نوم …