اكتشف علماء الآثار في معبد “غوبكلي تَبه” الأقدم في تاريخ البشرية “آثار الآلهة”، على ألواح حجرية نقشت عليها الأسود والثيران والطيور والأفاعي والعناكب، ونادرا أشخاص دون وجوه.
ويقول عالم الآثار الألماني وليم شميدت، الذي كان أول من درس هذا الموقع، “يبدو ان هذه آلهة. أو شخص نقل المعرفة إليهم ، بما في ذلك تكنولوجيا بناء الهياكل الطقسية الضخمة مثل غوبكلي تبه”.
وقد اعتبر مؤيدو وجود حضارة متطورة جدا، اكتشاف هذه القطع الأثرية، حجة جديدة تؤكد فرضيتهم، ويقول الباحث الأمريكي غريم هانكوك في تصريح لقناة RT، “لماذا ظهرت جميع الحضارات القديمة كما لو أنها من العدم، دون شروط مسبقة؟ فعادة يعتقد أن عملية التطور تكون بطيئة وبانتظام، ممن عاشوافي الكهوف ومن الصيادين وجامعي الثمار عبر تطور الزراعة إلى المجتمع الصناعي المعاصر. لقد بينت لنا الحفريات في معبد غوبكلي تَبه الذي عمرة 12 ألف سنة، عدم صحة هذا الاعتقاد، ووجود حضارة قديمة متطورة”.
ووفقا له، لقد شيد هذا المجمع الديني القديم ليعبد الناس في العصر الحجري الحديث آلهتهم. وتكريم الآلهة هنا كان غريبا، فقد عثرنا خلال عمليات الحفر قبل بضع سنوات على أجزاء جماجم بشرية عليها شقوق تركتها سكاكين من السيليكون. وقد بينت التحاليل أن هؤلاء ماتوا بسبب أعمال العنف. ولكن لم يتضح سبب هذه التضحيات، وهل كانوا يدفنون أم لا. هناك رواية تفيد بأن مثل هذه الطقوس كانت سائدة في الديانة الزرادشتية التي يعيش أتباعها حاليا في الهند وإيران.
ويشير علماء الآثار بجامعة إدنبرة، إلى أن اللوحة الحجرية التي اكتشفوها قبل ثلاث سنوات، المنقوش عليها جسم إنسان من دون رأس و نسر وعقرب خلقت ضجة كبيرة. فقد “أظهر التحليل الكمبيوتري أن هذا جزء من سماء مرصعة بالنجوم، حيث يشير كل رسم حيواني إلى كوكبة. وهذا يعني أن هذا المجمع كان بمثابة مرصد أيضا”. ويبدو أن اللوحة ليست خارطة نجوم فقط، بل هي دليل على كارثة كبيرة، يعتقد العلماء، أنها تشير إلى سقوط نيزك ضخم على الأرض حوالي 10950 سنة قبل الميلاد، ما تسبب في بداية فترة برودة عالمية استمرت زهاء الفي عام. وهذا ما تبينه “السجلات المناخية” للعالم التي يشير لها جليد غرينلاند.
ووفقا للخبراء، كانت هذه الكارثة سببا في انقراض هذه الحضارة القديمة التي شيد خلالها هذا المعبد. والشيء المثير في الأمر، هو أن المعبد دفن تحت التراب حوالي 8 آلاف سنة قبل الميلاد، ما ساعد كثيرا على بقائه بحالة جيدة. ولكن من ولماذا فعل هذا؟ لا يزال الأمر لغزا ربما سيتمكن العلماء من كشفه في يوم ما.