أفاد تقرير لشركة كامكو للاستثمار بأنه في ظل حفاظ أسعار النفط على استقرارها منذ أوائل يونيو الماضي، تمكنت من مواصلة تسجيل مكاسب متواضعة، حتى مع ارتفاع إنتاج «أوبك» لإنتاجها، ما دفع الأسعار للاقتراب من حاجز 45 دولاراً للبرميل بحلول الأسبوع الثاني من أغسطس الجاري، بعدما كانت قد تراجعت إلى ما دون مستوى 20 دولاراً للبرميل في ظل أزمة تفشي جائحة كورونا.
وفسّر التقرير تلك المكاسب بصفة رئيسية إلى تحسن توقعات الطلب على خلفية الانتعاش الاقتصادي مع عودة فتح الأسواق بعد فرض عمليات الحظر لاحتواء تفشي الجائحة، كما ساهمت معنويات التفاؤل في تخفيف أثر مخاوف زيادة «أوبك» لإنتاجها، بعد أن قرر المنتجون زيادة الإنتاج خلال اجتماعهم الشهر الماضي، وعزّز ضعف الدولار أسعار النفط مما جعلها أرخص ثمناً للمستوردين، إلا أن عمليات الإغلاق عادت للظهور مجدداً في العديد من الدول نظراً لما شهدته تلك المناطق من ارتفاع حاد في حالات الإصابة بالفيروس، كما جاء النمو في الأسعار على خلفية انخفاض إنتاج النفط الصخري الأميركي.
وأوضح التقرير أن خام «أوبك» أنهى تداولاته عند سعر 45.21 دولار أميركي للبرميل، أي أقل قليلاً من أعلى مستوياته المسجلة منذ 5 أشهر، حيث بلغ 45.34 دولار للبرميل في 5 أغسطس الجاري، فيما بلغ متوسط سعر خام «أوبك» لشهر يوليو أعلى مستوياته المسجلة منذ فبراير 2020 عند مستوى 43.42 دولار للبرميل، بنمو 17.2 في المئة على أساس شهري، ووصل متوسط سعر مزيج خام برنت إلى 43.24 دولار للبرميل الشهر الماضي مقابل 40.27 دولار في يونيو، بينما بلغ متوسط سعر الخام الكويتي 43.25 دولار للبرميل.
وذكر تقرير «كامكو» أنه وفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر مزيج خام برنت 41.42 دولار للبرميل في 2020، بزيادة 2.3 في المئة عن توقعاتها السابقة، وأن يصل إلى 49.53 دولار في 2021.
ولفت التقرير إلى ارتفاع إنتاج «أوبك» خلال يوليو الماضي، بعد انخفاضه 5.9 مليون برميل يومياً و 2.02 مليون برميل يومياً على التوالي خلال الشهرين السابقين، ليبلغ متوسط الإنتاج 23.4 مليون برميل يومياً في يوليو، بزيادة 0.9 مليون مقارنة بالشهر السابق، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرغ، أما بالنسبة لمصادر «أوبك» الثانوية فتشير إلى أن إنتاج المجموعة بلغ 23.2 مليون برميل يومياً.
وعزا التقرير هذه الزيادة إلى ارتفاع إنتاج السعودية والكويت ونيجيريا، الذي قابله جزئياً انخفاض إجمالي إنتاج أنغولا والغابون بنحو 120 ألف برميل يومياً، موضحاً أنه في ظل زيادة الإنتاج، بلغت الطاقة الاحتياطية لـ«أوبك» 10.6 مليون برميل يومياً في يوليو مقارنة بـ11.4 مليون برميل يوميا بنهاية يونيو، وزادت السعودية إنتاجها بنحو 0.92 مليون برميل يومياً، ليبلغ متوسط إنتاجها 8.45 مليون برميل يومياً.
منصات الحفر
ولفت تقرير «كامكو» أن شركة أوكسيدنتال بتروليوم أشارت إلى انخفاض عمليات الحفر المخطط لها بنسبة 95 في المئة في ظل تواجد منصة حفر نفطي واحدة فقط في حوض بيرميان خلال النصف الثاني من 2020، فيما توقعت بعض الشركات الكبرى العاملة في المنطقة انخفاض الإنتاج في حوض بيرميان بما في ذلك شركتا شيفرون وإكسون موبيل، ولا تتوقع غالبية شركات الحفر النفطي زيادة الإنتاج عن المستويات الحالية، مضيفة أنه وفقاً للتقارير، يخطط المنتجان لتشغيل نحو 14 منصة حفر بحلول نهاية العام مقابل 70 منصة حفر العام السابق.
ونوّه إلى أن أحدث التقارير الأسبوعية الصادرة عن شركة بيكر هيوز تظهر وصول عدد منصات الحفر الأميركية إلى 176 منصة فيما يعد أدنى عدد تصل له منذ 2005، إذ لم تشهد المنصات نمواً في عددها سوى مرة واحدة فقط في آخر 21 أسبوعاً وفقاً للبيانات الأسبوعية التاريخية، وأظهر تقرير صادر عن شركة استشارات الطاقة ريستاد إنرجي أنه من غير المتوقع أن يشهد عدد منصات الحفر الأميركية تعافياً ملحوظاً بحلول نهاية العام في ظل انخفاض تصاريح الحفر إلى أدنى مستوياتها المسجلة في 10 سنوات على مدار يوليو الماضي، كما أنه من غير المرجح أن تشهد أنشطة الحفر انتعاشاً قبل النصف الأول من 2021 ما لم تصل أسعار النفط الأميركي إلى 50 دولاراً للبرميل خلال الأسابيع القليلة المقبلة.