طوّر بنك الكويت المركزي آلية جديدة لإجراء اختبارات الضغط على القطاع المصرفي وفق أفضل الممارسات العالمية، في إطار حرصه على ترسيخ الاستقرار المالي، وضمن سعيه المتواصل لتطبيق أفضل الممارسات التي من شأنها تعزيز قدرة وحدات الجهاز المصرفي الكويتي على العمل خلال الظروف الضاغطة.
وقال محافظ «المركزي» الدكتور محمد الهاشل، إن الآلية الجديدة تشكّل إطاراً متكاملاً لاختبارات الضغط يتمتع بالمرونة والديناميكية، ويتيح تطبيق سيناريوهات متنوعة تراعي العديد من المتغيرات المالية والاقتصادية الكلية والجزئية، وتستوعب مزيداً من التفاصيل الدقيقة لتترجم آثارها على القطاعات الاقتصادية المختلفة، وبدرجة عالية من التفصيل.
وأشار الهاشل إلى أن «المركزي» عكف منذ بداية أزمة جائحة كورونا، وبالتعاون مع مستشار عالمي، على تطوير أطر عمل ونماذج اختبارات الضغط لتتأقلم مع واقع اقتصادي مطرد التعقيد وبالغ الضبابية، بالاستفادة من التقنيات المتطورة، وتحليل كم كبير من البيانات المصرفية والاقتصادية.
ولفت إلى الاستفادة من خبرات وآراء عديد من الجهات العالمية، للاطمئنان إلى قدرة الآلية الجديدة على التوقع الدقيق لنتائج السيناريوهات المستقبلية.
وبيّن الهاشل أنه في سبيل التحقق من كفاءة الآلية الجديدة، فقد تم تطبيقها على بيانات عام 2019، إذ أكدت النتائج كفاءتها في ترجمة السيناريوهات المتعددة لاختبارات الضغط واتساق المخرجات في جميع تلك السيناريوهات. وتابع أن «المركزي» سيبدأ بتطبيق الآلية الجديدة لاختبارات الضغط على بيانات العام الحالي، على أن تعلن النتائج في الربع الأول من 2021. ونوه الهاشل إلى أن «المركزي» تبنى في وقت مبكر تطبيق اختبارات الضغط، في ضوء تزايد أهمية تلك الاختبارات منذ الأزمة المالية العالمية، إذ أشارت النتائج على الدوام إلى متانة القطاع المصرفي الكويتي، وقدرته على تحمل الصدمات والاستمرار في العمل تحت ظروف ضاغطة مما آتى ثماره خلال أزمة جائحة كورونا.
وشدّد على نجاح القطاع المصرفي خلال «كورونا» من الاستمرار بأداء دوره الحيوي بكفاءة واقتدار، بفضل السياسات الرقابية الحصيفة التي دأب «المركزي» على تطبيقها، وهو ما أكدته العديد من الجهات العالمية مثل صندوق النقد الدولي ووكالات التصنيف الائتماني العالمية التي أشادت بالقطاع المصرفي الكويتي باعتباره من الأفضل على مستوى المنطقة.
مرحلة أولى من مشروع شامل
أشار الهاشل إلى أن الآلية الجديدة لاختبارات الضغط، تُعد المرحلة الأولى من مشروع أشمل يتضمن في مرحلته المقبلة، مزيداً من التطوير لهذه الآلية، بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، بهدف تحسين جودة المخرجات، وزيادة القدرة على تحليل المؤثرات المختلفة والربط بينها، لتكوين فهم أعمق يواكب تطور العوامل الأساسية للاقتصاد والقطاع المصرفي.
وكشف أن ما سبق سيعزز كفاءة اختبارات الضغط، وفق نهج التطوير المستمر الذي يتبعه «المركزي» في سبيل ترسيخ الاستقرار النقدي والاستقرار المالي في الكويت.