أطلقت جمعية الصفا الخيرية الإنسانية رحلتها الحادية عشرة لمتبرعيها وداعميها تحت شعار «شركاء الخير 11»، للمشاركة في افتتاح مشاريعها النوعية التي دشنتها في جمهورية قيرغيزستان في الفترة من الثاني حتى الثامن من شهر يونيو الجاري، حيث حرصت الجمعية على إشراك المتبرعين في افتتاح مشاريعهم ومعاينتها على أرض الواقع، تعزيزاً لشفافية العمل الخيري الكويتي، وتبياناً بأن دور المتبرعين لا يقتصر على المساهمة والتبرع بل هم شركاء الخير والنجاح.
وأعرب رئيس مجلس إدارة الجمعية محمد الشايع عن بالغ سعادته بتكلل الرحلة بالنجاح والتميز، مبينا أنها تميزت بحضور شخصيات ورموز دينية من الكويت، وثلة من المحسنين والمحسنات ومجموعة من القنوات والصحف والإعلاميين والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد أن الجهود الخيرية الكويتية باتت علامة بارزة في صناعة الخير، وأن لها السبق والريادة في مجال العمل الخيري والإنساني، مشيراً إلى أن هذه الافتتاحات تميزت بتمثيل كبار المسؤولين في الدولة، من المحافظين ورؤساء المدن ورؤساء البلديات في جمهورية قيرغيزستان وغيرهم.
وبين الشايع أن «الصفا الإنسانية» افتتحت خلال هذه الرحلة الخيرية 16 مشروعاً متميزاً، ومن ذلك قرية خديجة بنت خويلد النموذجية المتكاملة المؤلفة من 100 بيت ومسجد ومستوصف ومخبز ومشغل للخياطة، كما دشنت 5 مساجد في محافظات مختلفة من الجمهورية، وأقامت 5 شبكات للمياه، ليستفيد منها أكثر من 6000 نسمة، و3 مخابز للأرامل والأيتام والمساكين.
وأضاف «وقام الوفد بزيارة لدار العم جابر أحمد السليطي، ودار يوسف ونورة للأيتام، ومشاركة الأرامل والأيتام الفرحة والسعادة بهذا العطاء وتوزيع الكفالات والمعونات اللازمة، لتوفير العيش الكريم» مبيناً أن «السعادة الحقيقية تكمن في إسعاد الآخرين، ومتى ما أردنا أن يفرج الله علينا كربة فلنفرج عن الآخرين كرباتهم ونسعى في إسعادهم».
وفي الختام، تقدم الشايع بالشكر لعموم الوفد المشارك في رحلة شركاء الخير الحادية عشرة، وعموم المحسنين والمحسنات والمشايخ والداعمين والناشطين والجهات الإعلامية، على دعمهم مسيرة الخير العطاء في جمعية الصفا الإنسانية، داعياً الباري جل وعلا أن يتقبل منهم هذه الأعمال، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يثقل بها موازين حسنات الجميع في جنته ودار كرامته.
قيرغيزستان… في سطور
تقع قيرغيزستان على امتداد الحدود الشرقية لمنطقة آسيا الوسطى، ويحدها من الشمال كازاخستان، ومن الجنوب الصين وطاجيكستان، ومن الشرق الصين، ومن الغرب أوزبكستان، وعاصمتها بشكيك.
وهي ثاني أصغر دول آسيا الوسطى الخمس، وتبلغ مساحتها 198.500 ألف كيلومتر مربع، منها 7100 كيلومتر مربع من المياه.
أما في ما يخص المناخ، فهو قاري جاف في المناطق المرتفعة وشبه استوائي عند سفوح الجبال في الجنوب الغربي. ويبلغ ارتفاع نحو 49 في المئة من تضاريسها نحو 1000 متر فوق مستوى سطح البحر، و30 في المئة منها أعلى من 3000 متر تغطي الكثير من قممها الثلوج، وتنبسط التضاريس نسبياً حصتها من وادي فيرغانا وواديي تشو وطالاس.
الأنهار الرئيسية
نهر تشو، ويتجه من الجبال الشمالية إلى الشمال الغربي من كازاخستان، ونهر ناريين ويتجه من جبال تيين شان الشرقية إلى وسط قرغيزستان، قبل التقائه بنهر كارا داريا ليشكل نهر سير داريا في الجزء الأوزبكي من وادي فيرغانا.
ويتكون المجتمع من مجموعة من العرقيات تتنوع بين القرغيز، والأوزبك، والروس، والدونغان، والأوغور، والأوكرانيين، إضافة إلى عرقيات أخرى، وقد دخلت أعداد كبيرة من اللاجئين الطاجيك إلى قيرغيزستان في التسعينيات، كما تتركز الأقلية الأوزبكية حول مدينة أوش في الجنوب الغربي، والروس في بشكيك وقريبا من إقليم تشو، ويشكل المسلمون 80 في المئة من السكان.
لغة البلاد
بعد حملة حكومية لتوسيع استخدام اللغة القيرغيزية في التسعينيات، أقر قانون 2001 بجعل الروسية اللغة الرسمية الثانية للبلاد بجانب القيرغيزية. والروسية هي لغة التخاطب الأساسية في الشؤون التجارية والدراسات العليا.
ظننتها رحلة عمل!
| كتب عبدالله راشد |
اعتدت كصحافي على الرحلات التي تندبني جهة عملي لتغطيتها في الخارج.
وفي كل رحلة كنت أعود، بالإضافة إلى إنجاز العمل الموكل لي، بحصيلة من الفوائد والتي أوجزها الشافعي بقوله:سافر ففي الأسفار خمس فوائد:
تفريج همّ واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد
إلا أن رحلتي إلى قيرغيزستان مع شركاء الخير غيرت ما اعتدته من نمط، ولا أبالغ إذ أقول إنها وجهتني لعمل ربما مارسته عبر سنوات عمري، بحكم ديني وفطرتي وإنسانيتي، من دون أن أنتبه إلى مغزاه أو مدلولاته.
فالتصدق والتبرع والمعونة أمور تشعرك بالسعادة، طمعاً في دفع بلاء عنك، وأملاً في نيل رضا الله تعالى، وصولاً إلى مبتغى الجميع وهو الجنة.
رحلة قيرغيزستان أرهقتني بدنياً، إلا أنني وبمجرد رؤية الشيخ محمد الشايع يكابر على نفسه، وهو يتوكأ على عكازيه ليصل إلى أبنائه الأيتام والأسر المعوزة، تشجعت، بل ازددت إصراراً على مواصلة مشوار الخير الذي اختطه أبوعبدالرحمن…
الرحلة غمرتني بالسعادة والراحة النفسية، وأصبحت أرى النعم الكثيرة التي أتمتع بها، وكنت أظنها من المكتسبات أو المسلمات، وتأكدت كم أن الهموم والمشاكل مهما كبرت تافهة، مقارنة بالمآسي والمعاناة التي رأيتها بأم عيني. «بابا الشايع»…
جملة تصدح بها أصوات الأطفال بمجرد أن تقع أعينهم على الشيخ محمد الشايع، وهم يجرون نحوه بلهفة وشوق، لينالوا نصيبا من حضنه ولتطوقهم ذراعاه اللتان يحرص أن تجمعا أكبر عدد من أبنائه الأيتام.
ويستمر الأطفال بالتحليق حول الشيخ، بل وتطويقه والالتصاق به وهو فرح مسرور بهم، ويبقى على هذه الحال حتى يبدأوا هم بالحركة والتفرق خوفاً من أن يجرح مشاعرهم. وكان لافتاً للنظر أن الأطفال يودعون الشيخ، وعيونهم تبدي ما كانوا يحاولون إخفاءه من حزن.