كويت تايمز: اعلن معهد الكويت للابحاث العلمية اليوم الخميس ان نتائج ابحاثه العلمية اكدت وجود مجموعة من العوامل الطبيعية وغير الطبيعية أدى تزامنها الى نفوق الاسماك الحالي في جون الكويت.
وقال المعهد في بيان صحافي لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» ان الحالة البيئية للساحل الجنوبي شهدت تصريفا لمياه غير معالجة مشيرا الى ان الهيئة العامة للبيئة اكدت وجود 50 مجرورا للصرف الصحي والصناعي تصب في جون الكويت منها مئة ألف متر مكعب يوميا من مجرور الغزالي.
وذكر البيان انه يمكن ملاحظة تيار الصرف بلونه الداكن ورائحته الكريهة يخرج من المجارير إلى المياه الساحلية وينتشر فيها لمسافة مئات الأمتار من المصدر مبينا وجود تراكيز عالية من الملوثات من مجرور الغزالي الى منطقة الجهراء حيث تعتبر هذه المناطق ملوثة مع تاريخ طويل من التدخلات البشرية.
واضاف ان دراسة أخرى للمعهد بينت ان المياه المعالجة جزئيا التي تحتوي على مستويات مرتفعة من مركبات «الفثالات والألكيفينول والأستروجين» ادت إلى اضطرابات في غدد الاسماك الصماء وان لم تؤد الى نفوقها.
وقال ان دراسات المعهد تتوافق مع دراسة هيئة البيئة التي اثبتت وجود تلوث بسبب صرف مياه المجاري في مياه الجون مبينا انه تم التعرف على تلوث الرواسب بمادة «الستيروزات» البرازية في خليجي «الدوحة والصليبيخات».
وافاد بأن ابحاثه على سواحل الشويخ والصليبيخات بينت ان قياسات درجة حرارة الماء تراوحت مابين 6ر23 و 1ر27 درجة مئوية خلال شهر ابريل الماضي فيما تراوحت درجة ملوحة المياه مابين 43 و 44 بزيادة طفيفة.
واوضح ان قياسات الأكسجين خلال ساعات النهار كانت جيدة ما بين 5ر4 إلى 7ر11 ملغ في الليتر مبينا ان القياسات العالية تدل على عمليات بناء ضوئي نشط ماعدا قراءتين فقط كان تركيز الأكسجين منخفضا قليلا فيهما «أقل من 4 ملغ» ولم يتم قياس تركيز الأكسجين في الليل بهذه المرحلة.
والمح الى ان نتائج القياسات التي قام بها المعهد في حالات نفوق سابقة اشارت إلى تدن شديد في تركيز الأكسجين حيث وصل إلى أقل من واحد ملغ في الليتر.
وحول تركيز الكلوروفيل قال انه كان عاليا في معظم القياسات حيث بلغ أعلى تركيز 2ر96 ميجرو غرام في الليتر ما يدل على زيادة كبيرة في الكتلة الحية وعملية البناء الضوئي للطحالب وازدهارها فيما كانت تراكيز المغذيات لبعض المركبات النيتروجينية والفوسفات عالية في العينات التي تم تحليلها.
وذكر البيان انه تم رصد ازدهار لبعض أصناف الطحالب الضارة وبتراكيز عالية كما تم رصد مجاميع كبيرة للطحالب غير الضارة في مياه الساحل الجنوبي مثل «ميرونكتا» وهو نوع يزدهر في فترات متعددة من السنة.
واوضح ان معظم الأسماك النافقة كان أغلبها أسماك «الجم» وبكميات أقل أسماك «الميد والبياح» وبعض «القباقب» التي شوهدت نافقة على شاطئ «عشيرج».
واضاف ان نتائج الفحص أكدت عدم وجود بكتيريا مسببة للنفوق وان الأنسجة الخيشومية محتقنة كما كانت هناك ترسبات «هيموسيديرين» في الكلى والكبد ما يشير إلى تعرض الأسماك التي تم فحصها إلى حالة إجهاد شديدة أدت في النهاية إلى النفوق.
واشار الى العثور على طبقة مخاطية سميكة على خياشيم السمك ما يدل على تعرضها لتراكيز متدنية من الأكسجين خصوصا في الليل وأوائل الفجر.
وقال ان السموم الحيوية كان لها دور في النفوق ايضا حيث لم يتم التحقيق في طبيعة الإزهار والسمية المحتملة لبعض أصناف الطحالب المحدودة التي تم رصدها.
وخلصت الدراسة الى انه لا يوجد سبب وحيد لنفوق الأسماك بل لعوامل متعددة تزامنت وساعدت في تدني جودة المياه والقاع وساهمت مجتمعة في تدني تركيز الأكسجين خصوصا في فترة الليل بالمياه القريبة من القاع ما أدى إلى تعرض أسماك «الجم» إلى ضغوط شديدة ومن ثم إلى نفوقها.
واوضح ان الرياح والجو ومستوى المد والجزر واستمرار تصريف مياه المجاري وازدهار الطحالب وتحللها واستنزاف الأوكسجين وبطء تجدده في الماء خلال فترة ركود الريح واكتظاظ أعداد سمك «الجم» هذه السنة كلها عوامل متزامنة أدت إلى حادثة النفوق.
وذكر ان هناك عوامل ومتغيرات تجتمع في بعض السنين مثل اتجاه وسرعة الرياح وقوة المد والجزر والذي يخفف من مستوى استنزاف الأوكسجين في عمود الماء وقرب القاع ويساهم بإعادة التأكسج لمياه البحر.
وافاد بان هناك حالات نفوق أخرى حدثت في العالم في شهر ابريل الماضي في الصين والولايات المتحدة وايطاليا والهند وتايلاند وكينيا وكوستا ريكا وتايوان واستراليا واندونيسيا مشيرا الى ان المعهد في طور تحليل ما تبقى من عينات وتطبيق النمذجة الرقمية لجون الكويت ثم عمل التقرير النهائي ووضع الاستنتاجات والتوصيات.