ارتفع صافي الربح لشركة فيسبوك بنسبة %31 ليصل إلى 5.10 مليارات دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو الماضي، مقابل 3.89 مليارات دولار في الفترة المقارنة من 2017. وبلغ نصيب السهم من الأرباح 1.74 دولار في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بـ1.32 دولار في نفس الفترة من العام الماضي، ومقابل توقعات كانت تشير إلى 1.72 دولار.
وأظهرت نتائج الأعمال ارتفاع إيرادات «فيسبوك» بنسبة %42 لتصل إلى 13.23 مليار دولار في الربع الثاني من العام الحالي. وكانت توقعات المحللين تشير إلى وصول الإيرادات إلى 13.36 مليار دولار. وقفز إجمالي التكاليف والمصروفات إلى 7.36 مليارات دولار في الربع الثاني من 2018، مقابل 4.92 مليارات دولار في الفترة المقارنة.
وذكرت «فيسبوك» أن إيرادات الإعلانات عبر الجوال مثلت %91 من إجمالي عوائد الإعلانات في الفترة السالفة الذكر، مقابل %87 في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو 2017.
وشهدت شركة فيسبوك لحظات لن تنساها قط، والتي ستكون أحد أبرز المعالم الرئيسية في تاريخها وربما تاريخ أسواق الأسهم بشكل عام، بعدما فقدت نحو ربع قيمتها السوقية خلال ساعات ما بعد إغلاق جلسة الأربعاء الماضي، وهو ما قد يتحول إلى أكبر عملية فقدان للقيمة في السوق الأميركية إذا تأكدت هذه الخسائر خلال جلسة أمس الخميس.
وخلال تعاملات أول من أمس ومع تراجع سهم عملاق التكنولوجيا الأميركي بنسبة %24، فقدت الشركة 151 مليار دولار من قيمتها السوقية، عقب إعلانها عن بيانات مخيبة للآمال حول نمو المبيعات وعدد المستخدمين.
ولكن سهم فيسبوك تمكن من تقليص خسائره في نهاية تعاملات ما بعد الجلسة، إلى %20 أو ما قيمته 173.50 دولاراً، وبذلك بلغت خسائر القيمة السوقية نحو 126 مليار دولار، ومع ذلك، فإن تأكد هذه الخسائر خلال جلسة الخميس قد يعني تسجيل أكبر خسارة يومية على الإطلاق لشركة مدرجة بالبورصة في الولايات المتحدة، بحسب «بلومبيرغ».
وأشارت الوكالة إلى أن أبرز خسائر يومية سجلتها شركات أميركية مدرجة تتجاوز قيمتها السوقية 150 مليار دولار، كانت لشركة «إنتل» التي فقدت 91 مليار دولار في سبتمبر عام 2000، تليها «مايكروسوفت» التي فقدت 77 ملياراً، ثم «أبل» بنحو 60 ملياراً.
وجاءت الخسائر الحادة عقب الإعلان عن نتائج أعمال الشركة والإشارة إلى انخفاض عدد المستخدمين النشطين يومياً في أوروبا، وإشارة كبار المسؤولين التنفيذيين في «فيسبوك» إلى بعض التحذيرات المخيفة، بحسب تقرير لـ«سي إن بي سي».
تباطؤ الإيرادات
وقال المدير المالي للشركة ديفيد فاينر إنه من الممكن انخفاض معدلات نمو الإيرادات بنسب عالية خلال الربع الثالث والرابع مقارنة بالنتائج المحققة خلال الأرباع السنوية السابقة، مضيفاً أن تقلبات أسعار العملات ستضر بسهم الشركة في النصف الثاني من العام، بعدما ساعدته قليلاً في الفترات القليلة الماضية.
وأضاف فاينر: نخطط للنمو وتشجيع بعض التجارب الجذابة، مثل خاصية القصص التي تحقق حالياً مستويات دخل أقل، كما أننا نمنح الأشخاص الذين يستخدمون خدماتنا المزيد من الخيارات حول خصوصية البيانات، وهو ما قد يكون له تأثير على نمو العائدات.
هوامش ضعيفة
تتوقع الشركة أيضاً هوامش ربح أضعف، مع اتجاه هوامش التشغيل إلى ما يزيد قليلاً على %35، مقارنة بهوامش تشغيل بلغت %44 خلال الربع الثاني من العام الجاري.
ويرجع ذلك إلى نتيجة توسع السوق وتزايد الاستثمارات في المنتجات الإخبارية، مثل خدمة تنسيق الفيديو الطويل الذي قدمته الشركة أخيراً، علاوة على النفقات الرأسمالية المتعلّقة بالسلامة والأمن التي بلغت مليارات الدولارات.
وقال فاينر: نعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله للأعمال التجارية لحماية المجتمع وضمان السلامة والقدرة على التحمل، ولكن هذه الخطوات لن تترجم بشكل فوري وواضح إلى عائدات مالية.
تداعيات قضايا الخصوصية
وأجرت «فيسبوك» العديد من التغييرات في سياسة الخصوصية خلال الأشهر الأخيرة عقب فضيحة بيعها بيانات المستخدمين لشركة كامبريدج أناليتيكا، وبعد إقرار الاتحاد الأوروبي لائحة حماية البيانات العامة، وهي مجموعة من القواعد التي تمنح المستخدمين مزيداً من القدرة على الوصول والتحكم في بياناتهم عبر الإنترنت.
وكشف تقرير أرباح الشركة عن بعض الآثار المبكرة لقواعد حماية البيانات العامة، والتي دخلت حيز التنفيذ في مايو الماضي، حيث سجّلت الشركة عدداً أقل من المستخدمين النشطين يومياً في أوروبا، مع العلم أن التقرير شمل الشهر الأول فقط من هذه التغييرات.
وعلّقت رئيسة العمليات شيريل ساندبرغ على نتائج الفصل الأخير قائلة: لم تكن قواعد حماية البيانات العامة في أوروبا ذات أثر على الإيرادات، ولكننا ندرك تماماً أنها لم تكن قد طبقت بشكل كامل، وبينما ننظر إلى ما هو أبعد دائماً ندرك أنه ما زال هناك خطر، وسنظل نراقب عن كثب.