قال تقرير الاسواق الاسبوعي الصادر عن بنك الكويت الوطني ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الاثنين الماضي أن أميركا والمكسيك قد توصلتا إلى اتفاق بشأن التجارة الحرة في أميركا الشمالية (النافتا)، وأشار ترامب إلى أن كندا ستستثنى من اتفاقية التجارة هذه إذا لم توافق على بعض الشروط. ونتج عن الاتفاق مع المكسيك إعادة تنظيم الاتفاقية، مع تعديلات على أوجه مثل الاقتصاد الرقمي، السيارات، الزراعة، والنقابات العمالية. ويبقى الهدف الرئيس للاتفاقية التجارية – وهو السماح للشركات الأميركية بالعمل في المكسيك وكندا بلا رسوم – على حاله.
واضاف تقرير الوطني: يبقى من غير الواضح كيفية إقناع ترامب للكونغرس بالاتفاقية التجارية وما إذا كانت كندا ستنضم إليها. وفي هذه الأثناء، سيتلقى المزارعون الأميركيون قريبا دعما حكوميا بقيمة 4.7 مليارات دولار في سبتمبر للتعويض عن الخسائر التي تكبدوها نتيجة حرب ترامب التجارية المستمرة مع الصين.
وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب ان التوصل لاتفاق لإعادة تنظيم اتفاقية النافتا هو أمر في متناول اليد. وتكثفت المحادثات في واشنطن لإنقاذ اتفاق ثلاثي بين أميركا وكندا والمكسيك، في ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أميركا والمكسيك.
وقال ترودو: «إننا نقرّ بأن هناك احتمالا للتوصل لذلك، ولكن هذا مجرد احتمال، لأن الأمر يتوقف على ما إذا كانت هناك مصلحة لكندا في ذلك»، وأضاف أن «عدم التوصل لاتفاق هو أفضل من التوصل لاتفاق سيئ».
من ناحية أخرى، قال ترامب: إن «كندا ترغب في أن تكون طرفا في الاتفاقية، وأظن أننا قد نكون في هذا المسار. وسوف نرى ما الذي سيحصل».
ومع اقتراب الموعد النهائي لاتفاق حول إعادة تنظيم اتفاقية النافتا، يواجه ترامب قرارا بشأن توسيع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية. وهدّد ترامب خلال مقابلة مع وكالة أنباء بلومبيرغ الخميس الماضي بسحب أميركا من منظمة التجارة العالمية قائلا: إذا لم ينظموا الأمر سأنسحب من منظمة التجارة العالمية. وكان ترامب طالب سابقا بمعاملة أفضل من جانب منظمة التجارة العالمية، متذمرا من أنها تنتهك السيادة الأميركية ومن أن الغلبة ليست دائما لأميركا في قضايا تسوية المنازعات.
ومن ناحية العملات، استمر الدولار بالتراجع الذي بدأه يوم 23 أغسطس. فمنذ بداية الصيف، كان الدولار يرتفع بسبب تصاعد التوترات التجارية. ولكن مع أنباء الهدوء على الجبهة التجارية الأسبوع الماضي، خسر الدولار بعضا من الطلب عليه كملاذ آمن. وتمكن الدولار من استعادة بعض خسائره في آخر يوم تداول من الأسبوع، مدعوما من مؤشرات اقتصادية قوية.
أميركا
ارتفع مؤشر ثقة المستهلك الأميركي بشكل حاد إلى 133.4 في أغسطس، وهو رقم لم نشهده في حوالي 18 سنة. وكانت البيانات الأخيرة شاملة مع ارتفاع مكون «الوضع الحالي» ومكوّن «التوقعات المستقبلية». وفي التفاصيل، ارتفع مؤشر «الوضع الحالي» من 166.1 إلى 172.2، في حين ارتفع مؤشر «التوقعات» من 102.4 إلى 107.6. وتعتبر هذه القراءات مرتفعة تاريخيا وقد تستمر بدعم الإنفاق الجيد للمستثمر في المدى القصير. ومن ناحية العمل، ارتفعت نسبة الأفراد الذين يتوقعون نموا في الوظائف من %21.7 إلى %22.6، فيما تراجعت نسبة من يتوقعون انكماشا في سوق العمل من %15.2 إلى %14.1. ويعتبر التفاؤل في الاقتصاد الأميركي مرتفعا جدا مع استمرار تحسن المؤشرات الاقتصادية، في حين شهدت بعض الدول حول العالم قراءات أضعف بكثير هذه السنة مقارنة بسنة 2017.
وكشفت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي عن ارتفاع نسبته %4.2 في الربع الثاني، مسجلة بذلك أسرع نمو منذ 2014. ويمكن ربط هذه البيانات بالتخفيضات الضريبية الهائلة للشركات والتي بلغت 1.5 تريليون دولار، ما شكّل تحفيزا كبيرا للاقتصاد. ومن الأرجح أن تدعم هذه البيانات خطة مجلس الاحتياط الفدرالي برفع أسعار الفائدة الشهر القادم، تماشيا مع خطته برفعين آخرين هذه السنة. وارتفع المؤشر الأولي لمصروفات الاستهلاك الشخصي بنسبة %1.9 في الربع الثاني، فيما بقي المؤشر الأولي لمصروفات الاستهلاك الشخصي الأساس عند %2 كما توقعت الأسواق. ولكن قد تضغط المخاوف من توترات تجارية على الاقتصاد في المستقبل القريب.
بريطانيا وأوروبا
أعلن رئيس مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، ميشال بارنييه، الأربعاء الماضي أنه كان قريبا من عرض اتفاق تجاري فريد مع بريطانيا. ونقل عنه قوله «إننا مستعدون لعرض شراكة مع بريطانيا كما لم يحصل مع أي دولة ثالثة أخرى». وارتفع الإسترليني ردا على هذه الأنباء، وكسر مستوى 1.30 للمرة الأولى في أسابيع. ولكن بارنييه أضاف أن على بريطانيا أن تحترم الهيكليات الأساس للاتحاد الأوروبي كسوق موحدة، مشددا على أن هذا الأمر غير قابل للتفاوض. وارتفع الجنيه بأكثر من %1 يوم الأربعاء وأنهى الأسبوع عند 1.2961.
وكانت المخاوف من انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تؤثر، ولا تزال، على سوق الأسهم الأوروبي، حيث امتدت ثالث أطول فترة من الاستعادات الصافية للأسهم الأوروبية في الأسبوع الأخير. ويرجع ذلك إلى المخاوف من الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي وإلى سحب المستثمرين 446 مليون دولار من الصناديق المتخصصة في الأسهم البريطانية في الأسبوع المنتهي الأربعاء الماضي.
وفي منطقة اليورو، جاءت بيانات مؤشر سعر المستهلك أضعف من المتوقع، إذ ارتفع مؤشر سعر المستهلك الأساس بنسبة %1.0 مقارنة بتوقعات السوق البالغة %1.1 من سنة لأخرى، فيما ارتفع مؤشر سعر المستهلك الكلي بنسبة %2.0 من سنة لأخرى، مقارنة بتوقعات السوق البالغة %2.1. وجاءت هذه الإصدارات دون التوقعات، رغم أن التراجع الطفيف في معدل التضخم من غير المرجح أن يغير الخطط في البنك المركزي الأوروبي. ومن المخطط أن ينهي البنك المركزي برنامج شرائه للأصول، البالغة قيمته 2.6 تريليون يورو، في ديسمبر. ولكن ليس من الواضح متى سيرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، إذ كان واضعو السياسة في البنك غير واضحين بعض الشيء في هذا الأمر، قائلين إن أسعار الفائدة لن ترتفع إلى ما بعد الصيف القادم. وسجلت مبيعات التجزئة الألمانية %0.4- مقارنة بالتوقعات البالغة %0.1-، وهو التراجع الثاني في ثلاثة أشهر. ولم يتحرك اليورو كثيرا مقابل الدولار الجمعة الماضي، وأنهى الأسبوع عند 1.1599.