بروح الاعمال الدرامية التركية، وفي مواقع تركية حقيقية تدور احداث مسلسل «نهاية حلم» الذي يعرض حاليا على قناة ام بي سي 1 محققا نسب مشاهدة مميزة منذ بداية عرضه، لانه يضم اسماء النجوم الشباب في الفن الخليجي، الامر الذي يعتبر عاملا مهما في جذب المشاهد، الى جانب القصة التي شدت انتباه المتابعين منذ اللحظات الاولى. ومن الواضح جدا اتخاذ الكاتب دخيل النبهان للمنهج التركي في كتابة النص الدرامي لهذا العمل، فهو يجمع ما بين الرومانسية والاكشن على حد سواء لاحداث مملوءة بالتشويق لمعرفة المجهول الكامن وراء كل فعل وردة فعل لشخصيات المسلسل.
حبكة محكمة
ومن الواضح تمكن النبهان من ادواته الفنية في الكتابة، فقد استطاع ان يوجد حبكة محكمة الصنع منذ اللحظات الاولى في العمل الذي بدأ بوفاة احدى الشخصيات الرئيسة في العمل، ملوحا من خلالها بوجود بصمات جنائية وراءها مما يوحي بقتله، لتبدأ المفارقة الدرامية تشق طريقها بين شخصيات الحدث الرئيسي لتتفرع منه قصص اجتماعية جانبية ترتبط كلها بحدث الوفاة وما سيترتب عليه من احداث وردود فعل لهذه الشخوص.
قصة الحب التي تنشأ ما بين امل العوضي وعبدالله بوشهري لا تخلو ايضا من مفاجآت خلال الحلقات المقبلة، بعد ان يكتشف بوشهري صلة القرابة بينهما والتي كانت هي تعلمها ويجهلها هو، بينما يدخل خالد البريكي على الخط في هذه العلاقة ما بين المصلحة المادية وبعض الشكوك التي قد يشعر المشاهد بها في علاقته بموت عمه من جهة، والخلاف الكبير والصراع على العوضي بين الاخوين من جهة اخرى، مع اختلاف دوافع الطرفين والتي قد تتطور الى العنف في عدة مواقع ما بين الكويت واسطنبول.
توظيف النص
المخرج خالد الفضلي استطاع ان يوظف النص بشكل صحيح ويبدأ بداية موفقة في خلق حالة من الترقب لدى المشاهد منذ ان قدم المشاهد الاولى للعمل في اطار جريمة قتل، والايحاء بها من خلال شخصية الخادم الاسيوي، الى جانب باقي الاحداث التي اعقبت هذه المشاهد، وقد تميز العمل بنقاء الصورة العامة وحسن اختيار مواقع التصوير التي لم تخل ايضا من التسويق للسياحة في تركيا من خلال المناظر الطبيعية فيها.
في هذا المسلسل هناك ثلاثي فني ناجح جدا في جذب المشاهد من جهة، والتسويق للعمل من جهة اخرى، حيث يعتبر كل من الفنانين امل العوضي وعبدالله بوشهري وخالد البريكي من الاسماء الفنية المهمة في رفع نسب المتابعة لاي عمل يحضر فيه اي منهم، فكيف لو كانوا مجتمعين في عمل واحد تميز بجودة النص والاخراج، وقد استطاع البريكي ان يقدم شخصية مركبة لافتة في المسلسل، على غير طبيعة انماط الشخصيات التي سبق ان قدمها في الاونة الاخيرة، الامر الذي يحسب له كفنان. بينما وجدنا امل العوضي في ثنائي موفق مع الفنان عبدالله بوشهري الى جانب انماط شخصيات متغيرة في العمل لا تسير في اتجاه واحد.
لا يمكننا ان نغفل ايضا الحضور المميز للفنانين انتصار الشراح واحمد السلمان في العمل، وما قد تكشفه الحلقات المقبلة من اسرار ودورهما في تحريك خيوط الاحداث.