ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 34 سنتاً في تداولات الخميس الماضي، ليبلغ 79.89 دولاراً أميركي مقابل 79.55 دولاراً للبرميل في تداولات، الأربعاء، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية، ورجحت مصادر السوق أن يكون السعر قد تجاوز 80 دولاراً أمس لأول مرة منذ نحو سنتين بارتفاع نسبته %7 قياساً بأسعار أخر أغسطس الماضي.
وفي الاسواق العالمية، ارتفعت أسعار النفط أمس مع التوقعات بنقص في الامدادات العالمية عندما يبدأ سريان عقوبات أميركية على صادرات الخام من إيران خلال خمسة أسابيع.
وارتفع سعر برميل نفط خام القياس العالمي مزيج برنت أكثر من دولار ليصل إلى مستوى 82.73 دولارا، وهو اعلى مستوى منذ نوفمبر 2014.
كما ارتفع سعر برميل النفط الخام الاميركي الخفيف 10 سنتات ليصل عند التسوية إلى مستوى 72.22 دولاراً للبرميل.
وانتهى عقد أقرب استحقاق لشهر نوفمبر امس الجمعة، وهو عند 81.73 دولارا للبرميل وارتفع العقد الى اعلى مستوى في أربع سنوات عند 82.55 دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء.
ويتجه برنت للارتفاع 5.6 في المئة في سبتمبر على مسار تحقيق أكبر مكسب شهري منذ ابريل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 19 سنتا، أو ما يعادل 0.3 في المئة، إلى 72.32 دولاراً للبرميل، ويتجه الخام لتحقيق مكاسب نسبتها 3.6 في المئة هذا الشهر في أكبر زيادة منذ يونيو.
وقال تشن كاي رئيس أبحاث السلع الأولية لدى شينجدا فيوتشرز «السوق تركز في العناوين الرئيسية للتداول على العقوبات الإيرانية على مدى أسبوع كامل، ولكن الآراء بشأن حجم قدرة أوبك وروسيا على تعويض الخسائر متباينة».
وتبدأ العقوبات على إيران ثالث أكبر عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في الرابع من نوفمبر، وتطالب واشنطن مشتري النفط الإيراني بخفض الواردات إلى صفر لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق نووي جديد وتقليص نفوذها في الشرق الأوسط.
وبلغ حجم الصادرات الإيرانية ذروته في مايو بمقدار 2.71 برميل يومياً، ما يقرب من %3 من استهلاك النفط العالمي اليومي، وتعد إيران ثالث أكبر الدول المصدرة للبترول في «أوبك».
وأظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز» أنه من المرجح ارتفاع أسعار النفط على نحو متواصل حتى العام المقبل، حيث يتفوق أثر المخاوف من انخفاض إمدادات دول مثل إيران وفنزويلا على القلق بشأن احتمال أن تقوض الخلافات التجارية العالمية الطلب على الخام.
وأظهر المسح الذي شمل 50 خبيرا اقتصاديا أن خام برنت من المتوقع أن يبلغ في المتوسط 73.48 دولارا للبرميل في 2018 ارتفاعا من 72.71 دولارا في توقعات أغسطس و72.68 دولاراً في متوسط هذا العام.
في الوقت ذاته، بلغت التوقعات للخام الأميركي في العقود الآجلة 67.29 دولاراً للبرميل في المتوسط خلال 2018 مقارنة مع 67.13 دولارا في توقعات الشهر الماضي و66.76 في المتوسط حتى الآن.
وأظهرت بيانات حكومية وبيانات تتبع الناقلات أن واردات كبار المشترين في آسيا من النفط الإيراني بلغت أدنى مستوى في شهرين خلال أغسطس متضررة من انخفاض مشتريات كوريا الجنوبية بأكثر من 80 في المئة قبيل العقوبات الأميركية الوشيكة على طهران.
ووفقا للبيانات، استوردت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية الشهر الماضي 1.57 مليون برميل يوميا من إيران، وهو ما يقل 4.1 في المئة عن أغسطس 2017 ويمثل تراجعا بنحو 300 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق.
ومن المتوقع أن يسجل إجمالي مشتريات الدول الأربع من الخام الإيراني مزيدا من التراجع خلال الأشهر القادمة. وتضغط واشنطن على الحلفاء لتقليص وارداتهم من النفط الإيراني إلى صفر حالما تبدأ العقوبات في الرابع من نوفمبر. وانضمت اليابان إلى كوريا الجنوبية في وقف تحميل النفط الإيراني مؤقتا، حيث يبدو من غير الواضح ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستمنح طوكيو إعفاء من العقوبات وفقا لما ذكره رئيس اتحاد مصافي البلاد الأسبوع الماضي.
وهبطت صادرات النفط والمكثفات الإيرانية بمقدار 0.8 مليون برميل يوميا خلال الفترة من أبريل إلى سبتمبر 2018، وفقا لما ذكره معهد التمويل الدولي يوم الثلاثاء.
وتدرس منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجو نفط آخرون زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا لتعويض هبوط الإمدادات القادمة من إيران. وهوت واردات كوريا الجنوبية في أغسطس 84.2 في المئة إلى 64 ألفا و516 برميلاً يوميا. وقالت مصادر إنها أوقفت جميع شحنات النفط الإيراني اعتبارا من يوليو للمرة الأولى في ست سنوات.
وارتفعت واردات الصين من الخام الإيراني 2.3 في المئة في أغسطس على أساس سنوي إلى 804 آلاف و839 برميلا يوميا وفقا لبيانات تدفق النفط على تومسون رويترز ايكون. وأوقفت الصين في وقت سابق من هذا العام نشر البيانات التفصيلية لواردات البلاد من الخام. في الوقت ذاته، قفزت واردات الهند من إيران في أغسطس 55.9 في المئة على أساس سنوي إلى 522 ألفا و900 برميل يوميا. وقال وزير الخارجية الإيراني يوم الخميس إن الهند ملتزمة بشراء النفط الإيراني واستمرار التعاون بين البلدين.
وأظهرت بيانات شهرية من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة ان واردات اليابان من النفط الإيراني ارتفعت في أغسطس 65.3 في المئة على أساس سنوي إلى 177 ألفاً و475 برميلاً يومياً.
وبقيت أسعار النفط الخام مرتفعة أمس في آسيا في أجواء القلق من تراجع العرض بسبب العقوبات الأميركية على إيران، لكن زيادة الانتاج الأميركي والليبي تعدل من اندفاعها.
ومن العوامل التي تدعم الأسعار تصريحات وزير الطاقة الأميركي ريك بيري الذي أكد أن الاحتياطات الاستراتيجية لن تستخدم للتعويض عن نقص العرض بعد إعادة فرض العقوبات على الصادرات الإيرانية في نوفمبر.
وقال بنجامين لو المحلل في مجموعة «فيليب فيتشرز» في سنغافورة إن «الأسعار تميل إلى الارتفاع المفرط بانتظار العقوبات الأميركية على إيران».
وأضاف أن المستثمرين يقدرون النقص بما بين 500 ألف و1.4 مليون برميل يوميا من الخام الإيراني. في المقابل، وعلى الرغم من الضغوط الأميركية، رفضت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) زيادة إنتاجها حاليا.
من جهته، أشار ستيفن إينس المحلل في مجموعة «واندا» المالية إلى بعض العوامل التي تخفف من وطئ ذلك، مثل الانتاج القياسي في الولايات المتحدة.
وأفادت الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة أن الإنتاج الاسبوعي من الخام للأسبوع الذي ينتهي في 21 سبتمبر بلغ 11 مليون برميل يوميا.
وأضاف إينس أن العرض الليبي، مع أنه قليل، وصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ خمس سنوات. وتابع «في نهاية المطاف هناك شائعات تفيد بأن السعودية قد تزيد إنتاجها سرا في الأشهر المقبلة».
شاهد أيضاً
ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون
إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …