ارتفعت أسعار النفط أمس لتوقعات بشح الأسواق فور بدء تنفيذ عقوبات أميركية تستهدف صناعة البترول الإيرانية الشهر المقبل، لكن قوة الدولار وارتفاع المعروض الأميركي من الخام حدا من المكاسب.
وفي الساعة 12.36 بتوقيت غرينتش أمس، كانت العقود الآجلة لخام برنت عند 85 دولاراً للبرميل، بزيادة تسعة سنتات عن الإغلاق السابق.
وزادت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط سبعة سنتات إلى 75.38 دولاراً للبرميل.
ويقول متعاملون إن أسواق النفط ما زالت متوترة بسبب العقوبات الأميركية الوشيكة على صادرات النفط الإيراني، والتي تدخل حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، بلغ برنت وغرب تكساس مستويات هي الأعلى منذ نوفمبر 2014، وهما مرتفعان نحو 20 و17 في المئة على الترتيب منذ منتصف أغسطس.
لكن المتعاملين أضافوا أن قوة الدولار، الذي يجعل واردات النفط أعلى تكلفة للدول، التي تستخدم عملات أخرى محلياً، وتنامي المعروض الأميركي كبحا المكاسب.
كان معهد البترول الأميركي قال إن مخزونات الخام التجارية بالولايات المتحدة زادت 907 آلاف برميل في الأسبوع المنتهي في 28 سبتمبر إلى 400.9 مليون برميل. وتراجع استهلاك الخام بمصافي التكرير 158 ألف برميل يوميا وفقا لبيانات المعهد.
المملكة ترفع الإنتاج
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس: إن المملكة سترفع إنتاج النفط أكثر في نوفمبر عن مستوى 10.7 ملايين برميل يوميا.
وذكر الفالح، متحدثا خلال مؤتمر في موسكو، بينما كان يجلس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن لدى السعودية قنوات اتصال أسبوعي مع روسيا لتحقيق الاستقرار بأسواق النفط العالمية. وأضاف أن منتجي النفط زادوا الإمدادات نحو مليون برميل يومياً معاً «خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة».
في السياق، كشفت أربعة مصادر مطلعة أن روسيا والسعودية أبرمتا اتفاقاً سرياً في سبتمبر على زيادة إنتاج النفط لتهدئة الأسعار الآخذة بالارتفاع، وأخطرتا الولايات المتحدة قبل اجتماع في الجزائر مع منتجين آخرين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألقى باللوم على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في ارتفاع أسعار الخام وطالبها بتعزيز الإنتاج لخفض تكاليف الوقود قبل انتخابات الكونغرس بالولايات المتحدة في السادس من نوفمبر.
وقالت المصادر إن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك اتفقا خلال سلسلة اجتماعات على زيادة الإنتاج من سبتمبر إلى ديسمبر، وذلك عندما كان الخام يتجه صوب 80 دولارا للبرميل. والسعر فوق 85 دولارا في الوقت الحالي.
وبين أحد المصادر «اتفق الروس والسعوديون على ضخ براميل إضافية في السوق بهدوء».
وأضاف آخر «الوزير السعودي أبلغ (وزير الطاقة الأميركي ريك) بيري أن السعودية ستزيد الإنتاج إذا طلب زبائنها مزيدا من النفط».
.. وروسيا أيضاً
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده مهتمة بمواصلة التعاون مع طهران.
وأضاف خلال منتدى أسبوع الطاقة الروسي «إيران شريكنا الاقتصادي القديم. بالتأكيد نحتاج لإيجاد أشكال (جديدة من التعاون) والمزيد من العمل معا من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة».
ورأى نوفاك أن سوق النفط العالمية استقرت تقريبا لكن مازال هناك الكثير من أوجه عدم التيقن مما قد يدفع الأسعار للارتفاع.
وأبلغ الصحافيين أن أوجه عدم التيقن تلك تشمل العقوبات الأميركية على إيران.
وأفاد بأن بلاده لم تبلغ ذروة إنتاجها النفطي بعد وانها تملك مجالا لمزيد من الزيادة. وقال: «نتوقع هذا العام حوالي 555 مليون طن (من الإنتاج النفطي). وفقا لتوقعاتنا يمكننا زيادة الإنتاج».
أما وزير النفط العراقي جبار اللعيبي فقال إن أوبك لا تراجع حاليا قراراتها السابقة بشأن مستويات إنتاج النفط.
وأضاف: «سنرى في نوفمبر.. لم نراجع زيادة الإنتاج حتى الآن»، متحدثا للصحافيين ردا على سؤال إن كان ينبغي لأوبك أن تزيد الإنتاج إثر زيادة أسعار النفط.
توقف شحنات للصين
إلى ذلك، أعلن رئيس شركة تشاينا ميرشانتس لشحن الطاقة ان شحنات النفط الخام الأميركية إلى الصين «متوقفة تماما»، في الوقت الذي تؤثر فيه الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم سلبا على أنشطة كانت سريعة النمو.
وعلى الرغم من أن صادرات النفط الخام الأميركية إلى الصين، والتي بدأت في عام 2016 فقط، لم تنضم بعد إلى السلع الخاضعة للرسوم، أحجم مستوردو النفط الصينيون عن التقدم بطلبيات شراء جديدة في الآونة الأخيرة.
وقال شيه تشون لين رئيس شركة تشاينا ميرشانتس على هامش مؤتمر في هونغ كونغ «نحن أحد أكبر ناقلي النفط الخام من الولايات المتحدة إلى الصين. من قبل (الحرب التجارية) كان النشاط جيدا، لكنه متوقف تماما حاليا».
وتؤكد بيانات تتبع السفن على «ريفينيتيف أيكون» أن شحنات النفط الخام الأميركي إلى الصين توقفت في سبتمبر.
كما قال لين إن النزاع التجاري أجبر الصين على طلب فول الصويا من موردين غير الولايات المتحدة، مضيفا أن الصين تشتري الآن معظم احتياجاتها من فول الصويا من أميركا الجنوبية.
التوجه نحو أفريقيا
تتجه شحنات الخام القادمة من غرب أفريقيا إلى آسيا صوب بلوغ أعلى مستوى في شهرين خلال أكتوبر مع تزاحم المصافي الصينية على بدائل للخام الإيراني قبل دخول عقوبات أميركية حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر.
واستنادا إلى حسابات رويترز وسماسرة شحن وبيانات «ريفينيتيف أيكون» فإن الشحنات المتجهة إلى آسيا سترتفع إلى 2.52 مليون برميل يوميا في أكتوبر، بما يعادل 75 في المئة من إجمالي إنتاج أنغولا ونيجيريا وجمهورية الكونغو وغانا وغينيا الاستوائية.
وأظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي أول من أمس أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي مع اتجاه المصافي إلى تقليص الإنتاج، بينما هبطت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وقال المعهد إن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 907 آلاف برميل في الأسبوع المنتهي في 28 سبتمبر إلى 400.9 مليون برميل مقارنة مع توقعات محللين بزيادة قدرها مليونا برميل. (عواصم – رويترز)
عين «أرامكو» على الغاز الروسي
رأى وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أمس، إن العالم بحاجة إلى الغاز الروسي، الذي يعد من الأرخص في العالم.
وقال الفالح خلال منتدى أسبوع الطاقة الروسي في موسكو إن الغاز الطبيعي المسال الروسي قد يساعد السعودية في الحد من كميات سوائل النفط التي تحرقها.
وأضاف أن شركة النفط والغاز الوطنية (أرامكو) السعودية تجري محادثات مع منتج الغاز الروسي المستقل نوفاتك بشأن المشاركة في المرحلة القادمة من مشروع «يامال» الروسي للغاز المسال، الذي يعد أكبر مشروع روسي. كما نوه الفالح إلى أن السعودية «لا تجمد مشروع الطاقة الشمسية مع سوفت بنك».