القيلولة مهمّة لمولودك

170924075710159

خلال أول سنة من الحياة، تكون القيلولة أساسية بالنسبة إلى الطفل (يعجز هذا الأخير بكل بساطة عن البقاء مستيقظاً لأكثر من ساعتين)، كما أنها محورية بالنسبة إلى الأهالي ومقدمي الرعاية الذين يحتاجون إلى أخذ استراحة من العمل الشاق الذي يترافق مع الاعتناء بالطفل الرضيع.

حين يكبر الأطفال ويصبحون في مرحلة ما قبل المدرسة، لا تبقى القيلولة عادة تلقائية دوماً.
غالباً ما يقاومها الأولاد (على اعتبار أن النوم مضيعة للوقت بنظرهم)، حتى أنها قد تتعارض مع المهام اليومية (مثل موعد العودة من المدرسة عند وجود أشقاء أكبر سناً)، أو قد تؤدي إلى تأخير موعد النوم. إليك بعض النصائح لجعل القيلولة مفيدة لك ولطفلك ولمعرفة المراحل التي لا تعود فيها ضرورية.

قيلولة مفيدة

يأخذ معظم الأطفال الرضع قيلولتين على الأقل خلال النهار.
وفي عمر السنة، يتابع معظم الأطفال أخذ قيلولة في الصباح وأخرى في فترة بعد الظهر.
لا تكون القيلولة مهمة لزيادة الراحة الجسدية وتحسين المزاج فحسب، بل لتسهيل التعلّم أيضاً، إذ يسمح لنا النوم بترسيخ معلومات جديدة. مع نمو الأولاد، سيتخلون عن واحدة من القيلولتَين، لا سيما تلك التي تقع في الصباح.
في ما يخص القيلولة، يختلف كل طفل عن غيره.
يحتاج البعض إلى أخذ قيلولات طويلة، بينما يكتفي البعض الآخر بأخذ غفوات قصيرة، أو يتخلى آخرون عن القيلولة نهائياً في مرحلة أبكر من غيرهم. حتى ضمن العائلة نفسها، قد يختلف وضع الأولاد.
للاستفادة القصوى من القيلولة، تتعلق خطوة أساسية بالإصغاء إلى طباع الطفل وحاجاته، وإلا قد تخسرين المعارك معه في نهاية المطاف.

تكون حاجات الأهالي مهمة أيضاً: يحتاج كل شخص إلى استراحة من وقت لآخر. تكون تلك الاستراحات مفيدة أحياناً في أوقات محددة من النهار (مثل موعد تحضير وجبات الطعام).
صحيح أنك لا تستطيعين أن تجعلي الطفل يشعر بالنعاس دوماً في الوقت الذي يناسبك، لكن تستحق هذه التجربة العناء.

ضعي جدولاً للقيلولات: بدل أن تنتظري إلى أن يسقط الطفل حرفياً ويغفو، نظّمي أوقات القيلولة بنفسك.
نتحسن جميعاً حين تنتظم أوقات نومنا، وينطبق ذلك على الراشدين أيضاً.
إذا أمكن، اجعلي الطفل يأوي إلى فراشه وهو مستيقظ، بالكامل أو جزئياً.

سيكون تعلّم الاستغراق في النوم من دون أن يشرب زجاجة الحليب أو يرضع منك، أو من دون أن تحمليه بين ذراعيك، مهارة مفيدة بالنسبة إليه، وقد تؤدي إلى تحسين عادات نومه في مراحل نموه.

ملاحظات وإرشادات

إذا أردتِ أن يغفو الطفل قبل الموعد الذي اعتاد عليه أو بعده، حاولي أن تعدّلي موعد نومه السابق.
إذا أردتِ مثلاً أن يأخذ الطفل قيلولة صباحية في وقت أبكر من العادة، أيقظيه قبل الوقت المعتاد في الصباح.
قد لا تنجح هذه الطريقة مع الجميع، لكنها تستحق التجربة.
غالباً ما تعني القيلولة المتأخرة بعد الظهر أن الطفل لن يشعر بالنعاس حتى وقت متأخر من المساء نفسه.
قد لا يطرح هذا الوضع أي مشكلة بالنسبة إلى الطفل، لكنه وضع صعب بالنسبة إلى الأهالي الذين يتعبون أو يحتاجون إلى النهوض باكراً. في هذه الحالة، حاولي أن تقدّمي موعد القيلولة أو أيقظي الطفل في وقت أبكر.
وإذا كانت مشكلة القيلولة في فترة بعد الظهر تحصل في الحضانة، تكلمي مع المسؤولين هناك بشأن تغيير موعدها أو تقصير مدتها.

احرصي على إنشاء جو يُسهّل النوم في محيط الطفل: يستطيع بعض الأطفال أن يناموا في أي مكان، بغض النظر عن الظروف من حولهم، لكن يفضّل معظمهم النوم في جو هادئ ومظلم. قد تكون آلة الضجة البيضاء (أو مروحة بكل بساطة) مفيدة في هذا المجال أيضاً. لا تسمحي للطفل باستعمال الشاشات قبل موعد القيلولة أو قبل النوم مساءً: قد تؤدي الأشعة الزرقاء التي تبثها الحواسيب المحمولة واللوحية والهواتف إلى إيقاظ الدماغ وتصعيب النوم.

متى يمكن التخلي عنها؟

يتخلى معظم الأولاد عن القيلولة بين عمر الثالثة والخامسة. إذا تمكن الطفل من البقاء مستيقظاً وحافظ على إيجابيته وحيويته طوال فترة بعد الظهر، يعني ذلك أنه أصبح مستعداً على الأرجح للتخلي عن القيلولة.
لا بأس بأن يتعكر مزاجه قليلاً في نهاية فترة بعد الظهر وفي بداية الفترة المسائية. يمكنك أن تجعليه يأوي إلى الفراش في وقت أبكر حينها.
لاتخاذ القرار المناسب وتسهيل هذه المرحلة الانتقالية، تقضي إحدى الطرق بتنظيم “وقت هادئ” في فترة بعد الظهر.
اجعلي الطفل يجلس في سريره، لكن لا تفرضي عليه أن ينام. بل اطلبي منه أن ينظر إلى الكتب أو يلعب بهدوء.
إذا بقي مستيقظاً، يعني ذلك أنه مستعد لوقف القيلولات. وإذا نام لكنه عاد وسهر لوقت متأخر جداً، سيشير هذا الوضع أيضاً إلى ضرورة التخلي عن قيلولة بعد الظهر.
سواء كان طفلك يأخذ قيلولات نهارية أو لا يفعل، ستكون تمضية بعض الوقت الهادئ، بعيداً عن الشاشات، في فترة بعد الظهر من كل يوم عادة مفيدة حتماً. سيتمكن الطفل والمحيطون به حينها من تجديد استرخائهم. تسمح هذه الخطوة أيضاً بتنظيم أوقات الفروض المنزلية واعتياد الطفل على فترات من الهدوء في مختلف مراحل نموه.
باختصار، ستكون فترات الهدوء بالنسبة إلى الأولاد الأكبر سناً ضرورية بقدر القيلولة بالنسبة إلى الأطفال!

شاهد أيضاً

في أي عمر ينبغي أن تعطي طفلك هاتفه الأول؟

على مدى العقدين الماضيين، جعلت الثورة التكنولوجية الوصول إلى الإنترنت أمرا سهلا للغاية. وأدى تطوره …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.