«داعش» ينتقم لهزائمه بمجزرة في الناصرية وبغداد تُصعِّد الضغوط على أربيل بإقالة محافظ كركوك

dd

كويت تايمز : بغداد – وكالات – على وقع تصاعد الأزمة بين بغداد وأربيل على خلفية «استفتاء الانفصال» الذي يعتزم الأكراد تنظيمه في 25 سبتمبر الجاري، سقط عشرات القتلى والجرحى، أمس، في هجوم مزدوج، تبناه تنظيم «داعش»، استهدف مطعماً وحاجزاً أمنياً قرب الناصرية، في جنوب العراق. والهجوم الذي تم بالأسلحة الرشاشة قبل تفجير سيارة مفخخة، وقع على طريق يسلكها عادة زوار إيرانيون متوجهين إلى المقامات الدينية في النجف وكربلاء، وأسفر عن مقتل 52 شخصاً على الأقل بينهم إيرانيون و91 جريحاً.وقال معاون مدير عام صحة ذي قار عبد الحسين الجابري إن «حصيلة القتلى بلغت 52 قتيلا و91 جريحاً»، لافتاً إلى احتمال «ارتفاع عدد الوفيات بسبب وجود حالات خطيرة بين الجرحى».وعن تفاصيل الهجوم، أفاد مصدر أمني أن عدداً من المسلحين أطلقوا النار في منتصف النهار على مطعم، ثم استقلوا سيارة وفجروا أنفسهم عند نقطة تفتيش.وسارع تنظيم «داعش» الإرهابي، عبر وكالة «أعماق» التابعة له، إلى تبني الهجوم، وهو الأكبر منذ إعلان تحرير كامل محافظة نينوى، فيما أجمع مراقبون أن التفجير يندرج في إطار انتقام التنظيم لخسائره المتلاحقة في العراق.في هذه الأثناء، ضاعفت بغداد ضغطها على إقليم كردستان بإقالة محافظ كركوك، المتنازع عليها، على خلفية تأييده الاستفتاء على استقلال الإقليم.وأعلن مكتب رئيس المجلس سليم الجبوري، في بيان، أن «المجلس صوت على اقالة محافظ كركوك (نجم الدين كريم) بعد تسلم طلب رئيس الوزراء حيدر العبادي لإقالته من منصبه»، استناداً إلى قانون المحافظات غير المنتظمة الصادر في 2008.وفي أول رد فعل على القرار الذي اتخذ بالإجماع في جلسة انسحب منها النواب الأكراد، قال النائب عن التحالف الكردستاني زانا سعيد إن «مجلس محافظة كركوك لا يطبق عليه هذا القانون لهذا لا يمكن إقالة المحافظ استناداً إليه».بدوره، قال وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري، وهو مستشار مقرب من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إن المحافظ يشغل منصبه بالانتخاب، وإن مجلس المحافظة هو الهيئة الوحيدة المخوّلة بإقالته.من جهته، ندد بارزاني بإقالة محافظ كركوك، معتبراً أن بغداد لم تترك مجالاً للمفاوضات بشأن الاستفتاء.ورغم ذلك، أفاد بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان أن قادة الأكراد سيدرسون خطة وفد غربي لتأجيل الاستفتاء.جاء ذلك بعد اجتماع وفد من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وبريطانيا مع بارزاني، أمس، حيث قدم له مقترحاً بتأجيل الاستفتاء، في ظل المخاوف من انعكاساته السلبية على الحرب ضد «داعش».ويدعم المحافظ نجم الدين كريم، الذي ينتمي الى «الاتحاد الوطني الكردستاني» أحد ابرز الاحزاب الكردية في اقليم كردستان، ضم كركوك الغنية بالنفط إلى استفتاء انفصال كردستان، الأمر الذي تعارضه مكونات المحافظة من غير الأكراد، والحكومة المركزية في بغداد.وسيطرت قوات البيشمركة الكردية على محافظة كركوك بعد انهيار قوات الجيش في 2014 إثر هجوم «داعش». ومنذ ذلك الحين، تقوم حكومة اقليم كردستان التي استولت على آبار النفط بالتصدير لحسابها الخاص.وتعتبر مسألة المناطق المتنازع عليها، مثل كركوك، قضية حساسة في العراق، والاستفتاء المرتقب قد يفجر الوضع القائم.وتدور شائعات في كركوك، مفادها أن جميع المكونات في المحافظة بدأت بعملية التسلح.وداخل مدينة كركوك نفسها، تتولى قوات البيشمركة مسألة السيطرة الأمنية، فيما تحيط بها قوات «الحشد الشعبي» التي تضم فصائل شيعية مدعومة من إيران. وأمس، حذر هادي العامري، الأمين العام لمنظمة «بدر» المنضوية في «الحشد»، من أن الاستفتاء قد يجر إلى «حرب أهلية».ودعا في كلمة ألقاها خلال مهرجان في النجف «الجميع في الإقليم والحكومة الاتحادية ودوّل العالم للوقوف بشكل واضح وصريح لمنع حصول حرب أهلية والمحاولة بكل الوسائل للحد من سفك دماء العراقيين».في موازاة ذلك، حذرت أنقرة من أن تنظيم الاستفتاء «سيكون له ثمن».وذكرت وزارة الخارجية التركية، في بيان، «ان إصرار (قادة كردستان) على تنظيم هذا الاستفتاء رغم كافة النصائح الودية، سيكون له ثمن»، داعية أربيل إلى «التصرف بتعقل»، والتخلي عن هذه «المقاربة الخاطئة».وأشادت الخارجية التركية بتصويت البرلمان العراقي الثلاثاء الماضي ضد الاستفتاء، فيما سيُعلن برلمان كردستان، الذي سيجتمع اليوم للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، موقفه المؤيد للاستفتاء، عبر تصويت مماثل.وقال مسؤولون أكراد عراقيون ان فوز «النعم» في الاستفتاء لن تؤدي الى الاعلان فوراً عن استقلال كردستان، لكنها ستتيح لهم ان يبدأوا مفاوضات جديدة من موقع قوة مع الحكومة المركزية في بغداد.وفي السياق نفسه، حذر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري زعماء إقليم كردستان من مواجهة العواقب إذا أعلنوا الاستقلال من جانب واحد، مؤكداً أنهم سيجدون تنفيذه أصعب مما يتوقعون.

 

شاهد أيضاً

البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”

رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.