فتح تابوت الإسكندرية ما بين نهاية العالم و«الفنكوش»

2-143

24 ساعة كاملة شغلت الشارع المصري، والسكندري بصفة خاصة، إثر الإعلان عن العثور على تابوت ضخم أسفل أحد العقارات بشارع الكرميلي في حي سيدي جابر بوسط مدينة الإسكندرية، أول من أمس، لتتلقف أجهزة الإعلام المحلية والعالمية الخبر، وتبدأ رحلة طويلة من التكهنات والقصص، بدأت باحتمالية نهاية العالم إذا ما فتح التابوت، مروراً باحتمال أن يكون للإسكندر الأكبر، وانتهاء بخروج سائل الزئبق الأحمر منه، فتحولت المنطقة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، بعدما اضطرت الأجهزة التنفيذية إلى اللجوء لقوات الجيش لفرض كردون أمني حول المنطقة التي عثر فيها على التابوت، لمنع المواطنين والمتطفلين والفضوليين من الاقتراب منها، حتى كانت لحظة فتح التابوت بمعرفة الأثريين المختصين صباح أمس، أمام كل أجهزة الإعلام التي احتشدت لتغطية الحدث.. فإذا به، وكما قال أحد المواطنين الظرفاء، «التابوت طلع فنكوش»، من وجهة نظره البسيطة بالطبع، وغير مقدر لقيمة التابوت كأثر تاريخي، ربما يتسبب تالياً في الكشف عن الكثير من الغموض المدفون تحت أرض وبحر مدينة الإسكندرية العريقة بتاريخها.
تصريحات محافظ الإسكندرية محمد سلطان، التي قال فيها، «عملية فتح التابوت ستحدث صدى دولياً نظراً لحجم التابوت الضخم، ولموقعه بمنطقة سيدي جابر التي تعتبر الجبانة (المدافن) الشرقية في العصر البطلمي»، زادت من الإثارة، قبل أن يجري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، صباح أمس، جولة تفقدية لمعاينة موقع التابوت، ووضع طرق لرفعه من باطن الأرض، حيث تمت معاينة المعدات المقرر استخدامها لرفع الغطاء، وتوفير رافعة لإمكانية رفع الغطاء.
وفي وقت لاحق، قال وزيري في تصريحات صحافية إن تابوت الإسكندرية، الذي شغل الرأي العام العالمي، هو لأحد الكهنة، وليس لملك أو إمبراطور، وفقاً للحالة البسيطة للمقبرة، وعدم وجود نقوش عليه، نافياً ما يتردد عن أن فتح هذا التابوت سيصيب العالم بلعنة الفراعنة.
وكشف المسؤول والأثري المتخصص مصطفى وزيري عن مفاجأة بعد فتح التابوت، حيث تبين أن مياه الصرف الصحي التي تسربت من العقار السكني، القائم أعلى الأرض التي تحتها التابوت منذ نحو سبعين عاماً تسببت في تلف 3 مومياوات عُثر عليها داخل التابوت.
وكان المرممون قد قاموا بسحب عينات من السائل الأحمر، الذي يغمر التابوت، وإرسالها إلى المعامل المركزية، لتحليلها، والتعرف على نوعية السائل.
وأكد الأثريون أن التابوت لم يفتح من قبل نظراً لوجود طبقة من الملاط بين غطاء وجسم التابوت، كما تم العثور أيضاً بداخل المقبرة على رأس تمثال لرجل مصنوع من المرمر عليه تآكل، يبلغ ارتفاعه 40 سم، ومن المرجح أنه يخص صاحب المقبرة.
وكان قد تم العثور على التابوت الأثري أثناء أعمال حفر عقار سكني على عمق 5 أمتار من سطح الأرض، وكشف مسؤولو الآثار أنه يعد الأضخم منه نوعه، حيث يتراوح وزنه ما بين 25 إلى 40 طناً.
ويتكون جسم التابوت من الغرانيت الأسود، ويعد من أضخم التوابيت التي تم العثور عليها بالإسكندرية، حيث يبلغ ارتفاعه 185 سم، وطوله 265 سم، وعرضه 165 سم، ويعود تاريخه إلى العصر البطلمي، والقرن الرابع قبل الميلاد، وقُدّر وزن التابوت بنحو 30 طناً تقريباً.

شاهد أيضاً

مذا يحدث لجسمك إن نمت أقل من 6 ساعات نوم في اليلة؟

تقول العديد من الدراسات إن البالغين يجب أن يحصلوا على سبع إلى تسع ساعات نوم …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.