لحجاج بيت الله الحرام: احذروا التلوث

1280x960-6

الحج من المناسك المقدسة التي يتمناها جميع المسلمين سنويا. وغالبا ما يتمكن المسلم من القيام بها مرة واحدة في حياته، لذا عليه الاهتمام بحالته الصحية حتى يمنع اصابته بالأمراض وحالات صحية قد تسبب له المشاكل اثناء الحج. فلا يغفل هنا ذكر ان تجمع عدد كبير من الناس في بقعه صغيرة، مع كل ما يحمله الجو من تلوث وغبار وجراثيم، هو معادلة سهلة لانتقال العدوى والاصابة بالأمراض المعدية. لذا، على الحاج اتباع بعض الارشادات لتفادي الاصابة بالأمراض، والتمتع بصحته الكاملة التي ستعينه على اتمام مناسك الحج الشاقة.

من أهم الارشادات العامة هي:
ـ يجب على كل مريض ان يتعرف على علاجاته الطارئة، وان يأخذها معه. وعليه حمل حقيبة صغيرة باستمرار معه (مثل حقيبة الحزام) لوضع مستلزماته العلاجية. وذلك تحسباً مثلاً لحاجة مريض الربو للكمام او اصابة مريض السكري بالهبوط فيحتاج لتناول حلوى او أخذ الحقنة او حاجة مريض القلب لحبة تحت اللسان.
ـ على الحاج ان يعرف مكان الوحدة الطبية المرافقة لحملة بلاده، حتى يسهل عليه قصدها ان حصلت له مشكلة صحية او مرض. وعليه عدم إهمال أخذ العلاج واتباع الإرشادات الطبية، حتى لا تسوء حالته فتمنعه المضاعفات من إكمال الشعائر.
ـ ينصح بوضع منتجات التنظيف والتعقيم، مثل المناديل وسوائل اليد في حقيبة يحملها الحاج معه باستمرار، حتى يستعملها في تنظيف يديه بعد دخول الحمامات. ولا يغفل التذكير بأن اليدين هما وسيلة نقل العدوى الرئيسة.
ـ أخذ مظلة شمسية للوقاية من ضربة الشمس وحرارتها.
ـ من الضروري اخذ بودرة وكريمات الترطيب والوقاية من الشمس ومراهم علاج الجروح والتسلخات الجلدية والالتهابات. وذلك للوقاية من ضربات الشمس وعلاج التسلخات الجلدية بين الفخذين والحساسية الجلدية وحروق الشمس.
ـ اثناء الحج، ينصح بتقليل وقت التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وتفادي الوقوف تحتها، بل الوقوف في اماكن الظل او استخدام مظلة شمسية.
ـ أثناء الحج، تعوّد على شرب جرعات متكررة من الماء للوقاية من الجفاف وتخفيف أعراض التعب والإعياء والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي. ومن المهم شرب الماء من قنينة ماء مغلقة يفتحها الحاج بنفسه، وليس من قنينة ماء غير معروفة المصدر.
ـ للوقاية من تسلخات بين الفخذين، يجب الحفاظ على النظافة الشخصية وخاصة نظافة منطقة ما بين الفخذين، وتجفيفها جيدا بعد الاستحمام او التعرق. كما ينصح باستخدام البودرة وكريمات مرطبة عند الحاجة. وحاول المشي بخطى واسعة لتجنب احتكاك الافخاذ وتكوّن التسلخات.

نصائح للمصابين بالأمراض المزمنة
ـ يجب على المصاب بأي مرض استشارة معالجه قبل اتخاذ قرار الذهاب للحج. فبعض الحالات قد لا يسمح لها ذلك طبياً، نتيجة لعدم استقرار حالتهم او ضعف صحتهم. أما في حالة السماح له، فسيحصل على الارشادات العلاجية والتحفظية وتصرف له كمية من الدواء تكفي لمدة السفر.
ـ يجب أخذ جرعات علاجية بضعف الكمية التي يحتاج لها. فيضع نصفها في حقيبة يحملها بيده والنصف الآخر في حقيبة ملابسه الكبيرة. وذلك من باب الحرص، فإن فقد أحدها سيمكنه الاستعاضة بالأخرى.
ـ يجب حفظ الادوية بالطريقة الصحيحة وفي مكان مناسب يسهل الوصول إليه.
ـ التقيد بإرشادات الطبيب بما في ذلك الأخذ بالرخص الشرعية متى تحققت شروطها، إذا شعرت بعدم قدرتك على إكمال بعض مناسك الحج، كالإنابة في رمي الجمرات.
ـ ان يأخذ معه تقريراً طبياً مفصلاً عن الحالة المرضية والعلاج الموصوف.
ـ توفر حملات الحج بوفيهات ووجبات مغرية للحجاج، فعليه التحكم بشهيته والتقيد بإرشادات المعالج حول النظام الغذائي.
ـ ينصح بلبس سوار معصم أو وضع بطاقة تعريفيه في الجيب، يكتب عليها الاسم والعمر وطبيعة المرض ونوعية العلاج المستخدم ومكان الإقامة وأرقام التواصل. وذلك تحسبا لأي طارئ يسبب فقدانه للوعي او دخوله في نوبة هبوط سكر.
ـ على المريض إعلام المصاحبين له بنوعية مرضه وادويته التي يتناولها حتى يساعدوه عند الضرورة.
ـ التوقف عن أي نشاط عند الاحساس بالألم والتعب والإجهاد الزائد، وأخذ قسط من الراحة. وعلى من يعاني من آلام المفاصل والظهر المزمنة عدم اجهاد مفاصلهم عبر اخذ فترة من الراحة قبل وبعد كل منسك في الحج، واستغلال ذلك بالجلوس للتعبد وقراءة القرآن. وعليهم مراجعة طبيب الحملة إن اشتد الألم، فقد يشير بضرورة استعمال الكرسي لمتابعة شعائر الحج. وفي هذه الحالة، على المصاب الالتزام بنصيحة الطبيب الذي الزمه بالرخصة الشرعية، حتى لا يضر نفسه ويكسب إثما. فالعناد ومتابعة المشقة قد يؤدي الى تفاقم حالته الصحية، مما قد يمنعه من اتمام مناسك الحج.

تغذية الحاج
يسافر اغلبنا ضمن حملات توفر بوفيهات غذائية واطعمة دسمة. بيد ان الامر الذي يجب زيادة الوعي حوله، هو أن تناول الاغذية الدسمة والافراط في كمية الطعام سيرافقه الشعور بالثقل والتعب، وارهاق الجهاز الهضمي، واحيانا النزلات المعوية. وهي امور يفضل ان يتفاداها الحاج. وينصح ان ينتبه في تغذيته على:
ـ تفادي تناول الوجبات الدسمة والدهنية (خاصة المقليات)، واستبدالها بالخضار والفاكهة الخفيفة على المعدة والغنية بالعناصر الغذائية التي تزيد مناعة الجسم وعافيته. كما أنها سهلة الهضم ولا تربك الجهاز الهضمي.
ـ ينصح بتناول الروب والتمر، فكلاهما غذاء يعزز الصحة ويقي من الامراض.
ـ عدم الافراط في تناول اللحوم، لأنها أكثر الاطعمة تسببا بالإسهال وعسر الهضم وآلام الكبد والكلى.
ـ تفادي تناول الطعام أو الشراب من باعة الأغذية المكشوفة، كما يجب التأكد من صلاحية الأغذية المغلفة. والحرص على تنظيف الخضار والفواكه جيدا قبل تناولها.
ـ الاكثار من شرب السوائل لتفادي الجفاف وزيادة مستوى الطاقة والتركيز الذهني. فنقص كمية الماء في الجسم يسبب التعب وفقد الطاقة وانخفاض مستوى التركيز.
ـ تفادي تناول الاطعمة السكرية والمالحة، لتجنب الإصابة بنوبات ارتفاع السكر وضغط الدم.

هل الكمام يحمي فعلاً؟

أثناء الحج تكثر الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي والتحسس الرئوي، وسبب ذلك هو تلوث الهواء المحيط بالحجاج بالغبار بالعوالق ودخان عوادم وسائل النقل (تستخدم وقود الديزل)، وعطاس المرضى المصابين بالأمراض المعدية. لذا، من المفيد ان يلبس الحاج كماماً يغطي الفم والأنف، ليس عند الخروج، فقط بل حتى في سكنه ان كان المحيطون به مصابين بنزلات البرد، أو إذا أصيب هو بنزلة برد. وينصح باستعمال الكمامة الطبية، وليس الكمامة المصنوعة من قماش او مناديل ورقية، لأنها تحتوي على مواد ترشح الهواء. ولزيادة الفائدة ينصح بتبديل الكمام كل فترة. فبحسب احدى الدراسات، وجد ان فعالية الكمام في منع الجراثيم والعوالق الصغيرة الميكروسكوبية من الدخول الى الجهاز التنفسي تستمر لمدة 15ــ 20 دقيقة. لكن فعاليته في الحماية من شوائب الهواء الكبيرة كالغبار والديزل تستمر بعد ذلك.
للحفاظ على العين

نظراً لتعرض العين الى الغبار والملوثات الجوية وحرارة الجو المرتفعة وأشعة الشمس، فتكثر الاصابة اثناء الحج بجفاف العين ومرض التهاب ملتحمة العين التحسسي. وبشكل عام، للوقاية من جفاف العين وتحسسها ينصح بالتعود على تكرار غسل الوجه والعينين بالماء البارد، والوقاية من أشعة الشمس بلبس النظارة الشمسية. وينصح بجلب نظارة إضافية في حال انكسار أو فقدان الأولى، وقطرة سائل ترطيب العين الطبية. كما لا ينصح باستخدام الحاج للعدسات اللاصقة إلا بعد استشارة الطبيب. وفي حال تحسس العين فمن أعراض ذلك هو نزول دموع غزيرة واحمرار العينين مع الشعور بحكة شديدة. وفي هذه الحالة يجب مراجعة أقرب مركز صحي لوصف قطرات علاجية ومرطبة للعين.

أهمية غسل اليد

لا يمكن التشديد بشكل كاف على أهمية النظافة الشخصية وتكرار غسل اليدين جيداً بالماء والصابون أو مواد مطهرة (مثل الجل المعقم لليدين) اثناء فترة الحج. وللتوضيح، بينت الدراسات ان أكثر الاماكن تلوثاً بالجراثيم هي المغاسل والحمامات. وان أعلى تركيز للجراثيم هو على مسكات الابواب. لذا، ليس كافيا ألا تجلس على كرسي الحمام او لا تلمس ما بداخل الحمام، فمجرد لمسك لمسكة الباب سيسبب تلوث يدك بالجراثيم. فلا تهمل ابدا غسل اليد بعد الحمام، وقبل تناول الطعام وبعده، حتى لا تنقل العدوي الى فمك وأنفك.
كما ينصح باستخدام المنديل عند السعال (العطاس) لتغطية الفم والأنف، ثم التخلص منها في سلة النفايات. وإذا لم تتوافر المناديل فاستخدم أعلى الذراع وليس اليدين. وذلك لمنع تلوث اليدين بها وبالتالي تلوث وجهك لاحقاً اذا لمسته وانتقال العدوى للآخرين إذا لمستهم.

نصائح صحية لحلاقة الحاج
ـ اختر الحلاق الذي تنصحك الحملة به وابتعد كلياً عن حلاقي الطرقات والأرصفة.
ـ استخدم فقط الأمواس التي تستعمل لمرة واحدة، وتجنب المشاركة في استخدام أي أنواع أخرى، بما في ذلك مقابض الأمواس التي يتم تغيير شفرة الحلاقة بعد كل زبون.
ـ تجنب نهائياً مشاركة الآخرين في الأدوات الأخرى، كفُرش إزالة بقايا الشعر أو قطع الإسفنج او الممشط والفرشاة. وتذكر أن استخدام أدوات الحلاقة الخاصة بك أمر أساسي لحمايتك من العدوى بالتهاب الكبد الفيروسي «ب» و«ج»، وربما الإيدز.
ـ اطلب من الحلاق غسل يديه جيداً بالماء والصابون قبل الحلاقة أو التقصير.

للوقاية من التسمم الغذائي
ـ التأكد من غسل الفاكهة والخضروات جيداً بالماء قبل تناولها.
ـ التأكد من تاريخ الصلاحية عند شرائك الأطعمة والمشروبات المعلبة.
ـ تجنب تناول الأطعمة المكشوفة او اي طعام من الباعة المتجولين.
ـ غسل اليدين جيداً بعد الحمام وأيضاً قبل وبعد إعداد الطعام.
ـ يجب تناول الطعام المطهو مباشرة، وحفظه في الثلاجة بعد تبريده إذا دعت الحاجة.
ـ تجنب تخزين الطعام المطهو في الباصات وأثناء التنقل بين المشاعر لفترات طويلة. فتخزين الطعام المطهو لأكثر من ساعتين في درجة حرارة الغرفة يؤدي إلى نمو الجراثيم عليه.

لا تشارك أحداً مهما كان قريباً

– المشاركة قد تنقل أمراضاً خطرة، مثل التهاب الكبدي والايدز.
– مشاركة الجوارب والصنادل قد تصيبك بالفطريات.
من المؤكد ان الكثير يحرص على عدم مشاركة أغراضه او استخدام ادوات تم استخدامها مسبقاً من قبل الغرباء. لكن البعض يتهاون عندما يأتي الامر الى مشاركة القريبين منه وافراد عائلته. لكن الامر هنا ليس اقل خطرا. فمشاركة الادوات الشخصية تنقل العدوى بالأمراض الجلدية والتنفسية والهضمية وغيرها. لذا، من المهم جدا ان تحرص على عدم استخدام ادوات الآخرين، مثل ادوات الطعام والتنظيف والملابس والكريمات والصنادل والجوارب والمناشف وغيرها. ومن اهم التوصيات على الحجاج الرجال، هو الحرص على استعمال ادوات حادة شخصية، وعدم مشاركتها مع الآخرين، مثل شفرات الحلاقة ومقص الشعر. فهذا هو سبب عدوى الحجاج بكثير من الامراض، مثل امراض جلدية وتناسلية وامراض الدم، بما في ذلك التهاب الكبد الفيروسي والإيدز. وعليه، ينصح الحاج بحمل اغراضه الشخصية، وعدم المشاركة فيها أبدا، وخاصة ادوات الحلاقة وقص الشعر.
ولا يغفل هنا ايضا ضرورة الوقاية من اصابة اصابع القدم بالفطريات، ومرض التهاب القدم الرياضية. وهو مرض معد جدا. فيجب عدم المشاركة في الصنادل والجوارب او المشي حافيا على ارض مبللة. وينصح بلبس الصندل اثناء الاستحمام «الشاور»، وتفادي السير على الارض المبللة والحفاظ على نظافة القدم وجفافها، لأن الفطريات تتكاثر في الرطوبة.

إرشادات صحية لمريض السكري

ـ الحرص على لبس سوار أو حمل بطاقة تعريفية تفيد بأنك مصاب بالسكري ونوع العلاج، حتى يتسنى تقديم المساعدة اللازمة لك عند الحاجة.
ـ التأكد من أخذ جهاز قياس السكر، والمواظبة على قياس معدل السكر يومياً، وخاصة عند شعورك باختلال في مستوى السكر.
ـ إبلاغ الشخص القريب منك وطبيب الحملة بأنك مصاب بداء السكري. وتوفير تقرير طبي مفصل عن حالتك الصحية للحملة التي تتبع لها.
ـ الحرص على أخذ كميات كافية من أدوية السكري وتخزينها في حقيبة تحملها معك دائماً، حتى يمكنك تناولها في مواعيدها. وأيضا حمل حقنة الجلوكاجون، وتعليم مرافقك كيفية استخدامها تحسباً للإصابة بنوبة الهبوط وفقدان الوعي.
ـ اتباع الحمية المناسبة وتفادي الأطعمة السكرية والضارة لك.
ـ الحرص على لبس جوارب وحذاء مريحين وطبيين لحماية القدمين من الدمامل والتقرحات. وتجنب المشي حافي القدمين.
ـ لتفادي هبوط معدل سكر الدم، احرص على تناول الطعام قبل بدء القيام بأي منسك في الحج.
ـ الحرص على شرب الماء بكميات مناسبة وبشكل متكرر.
ـ التوقف فورا والراحة وتناول شيء سكري إن شعرت بالتعب والضعف وأعراض انخفاض مستوى السكر مثل: الرعشة، دوخة مع تعب وإرهاق، الشعور بالجوع المفاجئ، التعرق الغزير أو زغللة في البصر.
ـ المداومة على تناول الوجبات الأساسية والخفيفة أثناء السفر والحج للحد من التعرض للانخفاض الشديد في مستوى السكر.
ـ الحرص على اصطحاب كريمات تطهير وترطيب الجلد، وايضا بعض علاجات التهابات الجلد تحسباً لحدوثها.
ـ يجب قصد الطبيب عند الإصابة بالجروح او دمامل القدم او التهابات وتقرحات الجلد.

شاهد أيضاً

مذا يحدث لجسمك إن نمت أقل من 6 ساعات نوم في اليلة؟

تقول العديد من الدراسات إن البالغين يجب أن يحصلوا على سبع إلى تسع ساعات نوم …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.