جددت الكويت التزامها الكامل بدعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والاستمرار في خدمة قضايا العمل الانساني في مختلف بقاع العالم وتخفيف معاناتهم الانسانية مؤكدة ان هذه هي العادات التي جبل عليها اهل الكويت وهذه هي المبادئ التي نؤمن بها ونحرص على تطبيقها.
جاء ذلك في كلمة وفد الكويت الدائم لدى الامم المتحدة امام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للامم المتحدة خلال مناقشة البند الخاص بتقرير مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين والمسائل المتعلقة باللاجئين والعائدين والمشردين والمسائل الانسانية والتي ألقاها المستشار طلال الفصام مساء امس الاربعاء.
واكد الفصام الحاجة الملحة لمعالجة الاسباب الجذرية للنزوح والتشرد القسري والعمل بطرق مبتكرة لتهيئة الظروف اللازمة لضمان العودة الطوعية للاجئين الى اوطانهم مع ضمان العيش الكريم لهم.
وتابع ان الكويت تدعم الجهود التي تبذلها المفوضية في اطار التعامل الشامل مع هذه الازمة مع التأكيد على التضامن الدولي والالتزام العملي بدعمهم وحمايتهم وايجاد حلول مناسبة لهم.
ولفت الفصام الى ايمان الكويت الراسخ وعلى مر التاريخ بالعمل الانساني والاستجابة للاوضاع المأساوية حول العالم وهو الذي يعد احد مرتكزات السياسة الخارجية لدولة الكويت.
وبين ان التحديات التي تواجهها اليمن يتبعها ابعاد خطيرة فتداعيات الانقلاب على الشرعية وغياب الحل السياسي ساهما في تدهور الاوضاع الانسانية بشكل غير مسبوق.
وقال الفصام “حرصنا منذ عقود على استقرار اليمن بتقديم المساعدات الانسانية والتنموية للاشقاء هناك استجابة للاوضاع الصعبة التي يمرون بها وقد تعهدت الكويت بمنح 250 مليون دولار هذا العام لتوفير الاحتياجات الانسانية للشعب اليمني الشقيق والتي تم تسديدها بالكامل لمنظمات الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة”.
واضاف ان “الازمة السورية تدخل عامها الثامن في ظل عجز دولي عن ايجاد حل لها وانهاء اثارها المدمرة فحجم الخسائر لا يمكن حصره وتقييمه ويعاني المواطن السوري وهو الضحية الرئيسية لهذه الازمة من ويلات الحرب والعنف التي ادت الى نزوح ولجوء اكثر من 12 مليون شخص”.
واكد الفصام ان الكويت تفاعلت مع الازمة الانسانية في سوريا منذ اندلاعها وذلك من خلال استضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا فيما شاركت برئاسة مؤتمرين لاحقين لدعم سوريا استضافتهما لندن في عام 2016 وبروكسل في عام 2017 ليصل اجمالي حجم المساعدات التي تبرعت بها دولة الكويت منذ بداية الازمة الى مليار و600 مليون دولار امريكي.
وبين ان جهود الكويت لم تقتصر في الشأن السوري على تقديم التبرعات والمساعدات الانسانية فقط بل تواصلت في مجلس الامن لتخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق اذ استطاعت بالتعاون مع مملكة السويد تقديم واعتماد القرار 2401 الذي طالب بوقف القتال ودخول المساعدات الانسانية.
واشار الفصام الى ان الكويت ترأست وفد مجلس الامن الذي اجرى زيارة ميدانية لكل من كوكس بازار في بنغلاديش وولاية راخين في ميانمار للتعرف على حجم المأساة الانسانية التي تعيشها أقلية الروهينغيا.
وقال “شهدنا خلال تلك الزيارة حجم الدمار الذي تعرضت له مدن وقرى تلك الاقلية واستمعنا منهم الى الجرائم الشنيعة والممنهجة التي تعرضوا لها” معربا عن ادانة الكويت لما تعرضت له اقلية الروهينغيا في ميانمار من جرائم ترقى الى “تطهير عرقي”.
واعرب الفصام عن القلق الشديد من نزوح أكثر من 730 ألف شخص حتى الان الى بنغلاديش بالاضافة الى الموجودين في معسكرات تعرف بمخيمات المشردين داخليا في ميانمار.
ولفت الى ان ما تتعرض له تلك الاقلية هو بلا شك اكبر واسوأ كارثة انسانية في الزمن المعاصر معربا عن تقديره الكبير لما تبذله المفوضية من جهود مع اللاجئين في اكبر مخيم للاجئين بالعالم في كوكس بازار.
واكد الفصام ان كافة التحديات التي تواجه اللاجئين والنازحين والمشردين داخليا تحظى باهتمام وفد الكويت ومتابعتها عن كثب.