يشهد قطاع غزة تحولاً دراماتيكياً… أوقع عشرات الضحايا من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفق معادلة «الغارات مقابل الصواريخ»، التي أشعلت سماء «غلاف غزة»… وتهدد المواجهات التي اندلعت ليل الأحد – الاثنين بتقويض الجهود التي تبذل لارساء هدنة بين اسرائيل والقطاع بعد أشهر من التصعيد.
بداية الشرارة، أطلقتها عملية وصفتها القيادة العسكرية الإسرائيلية بـ«الأسوأ» منذ عقود، فقد أعلن الناطق العسكري رونين مانليس، مقتل اللفتنانت كولونيل م. محمود خير الدين من قرية حورفيش الدرزية، وهو نائب قائد وحدة الكوماندوس «سييرت مجلان»، خلال عملية في خان يونس، هدفها الأساس، كان اختطاف القيادي في «كتائب القسام» المسؤول عن الأنفاق، نور الدين بركة… لكن العملية كُشفت قبل أن يتم اصطياد الهدف المحدد ما أدى إلى اشتباكات وغارات، أسفرت عن سقوط 7 فلسطينيين، بينهم قياديان من «القسام»، أحدهما هو بركة نفسه.
وقطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته إلى باريس حيث كان يحضر الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.
وأعلنت تل أبيب أن هدف المهمة كان «جمع معلومات استخبارية وليس عملية اغتيال أو اختطاف». وقال مانليس في بيان إن «المهمة لم تجر كما كان مخططا لها وأسفرت عن الاشتباكات».
واضاف أن «رئيس الأركان الجنرال غادي ايزنكوت ورئيس جهاز الأمن العام نداف أرغامان وكبار قادة الجيش أجروا تقييما حيث استعرضوا جاهزية الجيش وقوات الأمن في مواجهة تطورات مستقبلية. وقام الجيش بتعزيز قواته في القيادة الجنوبية العسكرية وهو جاهز لتفعيل قوة كبيرة لو تطلب الامر ذلك».
وكان الجيش أورد في بيان صدر ليل الأحد – الاثنين إن «ضابطا في القوات الخاصة قتل وأصيب آخر بجروح طفيفة»، موضحا أن الضابط الذي قتل كان برتبة لفتنانت كولونيل. وقد عرف عنه بالحرف الأول من اسمه «ميم».
وأكد الناطق العسكري جوناتان كونريكوس بعيد ذلك، أن كل الجنود المشاركين في العملية عادوا إلى اسرائيل. وكتب على «تويتر» أن «كل الجنود عادوا إلى إسرائيل. دوّت صفارات الإنذار في جنوب اسرائيل».
من جانبها، أكدت «كتائب القسام»، أن الأمر يتعلق بعملية للقوات الخاصة قبل أن يتم رصدها وتندلع اشتباكات بين عناصرها ومقاتلي «القسام».
وحسب بيان لـ«الكتائب» امس، «تسللت مساء الأحد قوةٌ صهيونيةٌ خاصة مستخدمة مركبة مدنية في المناطق الشرقية من خان يونس، حيث اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة للقسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها».
وتابع البيان «حضر إلى المكان القائد الميداني نور الدين بركة للوقوف على الحدث، وإثر انكشاف القوة بدأ مجاهدونا بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاد القائد الميداني القسامي نور الدين محمد بركة، وحاولت المركبة الفرار بعد ان تم إفشال عمليتها».
واشار الى ان «الطيران الصهيوني بكل أنواعه تدخل في محاولة لتشكيل غطاء ناري للقوة الهاربة، حيث كثف غاراته الجوية لتوفير غطاء لانقاذ القوة الاسرائيلية بمروحيات عسكرية».
وذكر الجيش الاسرائيلي إنه بعد تبادل إطلاق النار «أطلق 17 صاروخا من قطاع غزة على إسرائيل». وأضاف أن نظام الدفاع المضاد للصواريخ تمكن من اعتراض ثلاثة منها، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن الصواريخ الأخرى.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة ان سبعة فلسطينيين قتلوا وجرح سبعة في الاشتباكات. وبين القتلى الذين عدد أسماءهم بركة (37 عاماً).
وقال نتنياهو، صباح أمس، «أطأطئ رأسي بسقوط المقدم م، مقاتل ممجد سقط في عملية للجيش في غزة. سيأتي اليوم وتُروى بطولته بكاملها».
وكان أكد في باريس، «لن أتراجع أمام حرب ضرورية لكنني أريد أن أتجنبها إذا لم تكن ضرورية».
وعصر أمس، أطلقت أكثر من 120 صاروخاً من غزة في اتجاه اسرائيل، فيما سارع الطيران الاسرائيلي الى شن غارات على القطاع، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وأصيب خمسة إسرائيليين أحدهم جروحه خطيرة، أمس، جراء سقوط قذيفة هاون قرب حافلة في مستوطنة كفار عزة المحاذية للقطاع.
وقالت مصادر متقاطعة إن المقاومة أمطرت مستوطنات الغلاف بعشرات الصواريخ، مشيرة إلى أن «القبة الحديد»، حاولت التصدي لها، حيث أطلقت صافرات الإنذار في كريات أربع وغوش عتصيون.
وأعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة «عن بدء قصف مواقع ومستوطنات العدو بعشرات الصواريخ».
في المقابل، أطلقت المدفعية الإسرائيلية، مساء، قذيفتين على أرض فارغة غرب بلدة بيت لاهيا.
شاهد أيضاً
«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها
أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …