في قسم الأمومة في المستشفى، لم يكشف الفحص العيادي عن أي اضطراب معيّن. لكن منذ عودتنا إلى المنزل، ألاحظ أن سرة ابني تخرج من مكانها وكأنها كرة طاولة، لا سيما حين يبكي أو يصرخ أو يسعل. ما الذي يصيبه؟
قد يكون طفلك مصاباً بفتق السرة. يترافق هذا العيب الخلقي مع نتوء قد يتفاوت في حجمه على مستوى سرة البطن. لا علاقة لهذه الحالة بطريقة قصّ الحبل السري في المستشفى، بل إنها مجرد مشكلة وراثية عابرة. إنها إصابة حميدة وسرعان ما تتلاشى من تلقاء نفسها خلال السنوات الأولى من حياة الطفل.
لا نفع من محاولة إدخال السرة عبر وضع قطعة نقدية عليها أو إلباس الطفل مشدّاً للبطن. كانت هذه الطريقة شائعة في الماضي لكنها لا تُسرّع التعافي، بل إنها قد تهيّج بشرة الطفل الحساسة.
عضلات بطن غير مشدودة
في الحالات العادية، يصبح العضلان الكبيران اللذان يغلّفان قناة الحبل السري في البطن مشدودَين تلقائياً عند الولادة، لكنهما قد لا يكونان قويَين بما يكفي أحياناً، لا سيما ضمن فئة الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم. نتيجةً لذلك، قد ينشأ ثقب ويتسلل من خلاله طرف الأمعاء فتظهر كتلة ليّنة وصغيرة تحت البشرة. يبقى فتق السرة حميداً بالكامل، حتى لو بدا كبيراً أكثر من اللزوم أحياناً، كما أنه غير مؤلم ولا يترافق مع أي مضاعفات محتملة. على عكس الفتق الأربي الذي يتّسم بظهور كتلة كبيرة بين البطن والفخذ، نادراً ما يتضيّق فتق السرة بالكامل ويُسبب انسداداً معوياً. لذا يطرح هذا الفتق عموماً مشكلة جمالية في المقام الأول.
المشكلة تتلاشى بعد تعلم المشي
تتعلق أهم نصيحة في هذا المجال إذاً بضرورة التحلي بالصبر! في معظم الحالات، يختفي الفتق من تلقاء نفسه حين يتعلم الطفل المشي وتزيد قوة عضلات بطنه.
لكن إذا لم تختفِ المشكلة بحلول عمر الثالثة أو الرابعة، يمكن التفكير بخيار الجراحة. في هذه الحالة، يُحدِث الطبيب، تحت تخدير عام، شقاً صغيراً على شكل قوس دائري حول سرة البطن ثم يُقرّب أطراف العضلة من موقع التقطيب لإغلاق الثقب.
سيشعر الطفل عموماً ببعض الألم في اليوم نفسه، لكنه سيعاود اللعب بشكل طبيعي بعد مرور يومين.