حددت محكمة ألمانية غدا الأربعاء موعدًا لإصدار حكمها على متهمٍ بإلقاء مراهقة لا تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها في غلاية، أثناء احتفال كرنفالي شعبي كانت مدينة أبينجين بولاية بادن فوتينبرج جنوب ألمانيا، شهدته في فبراير الماضي.
وكان الكرنفال انتهى بجريمة بشعة؛ حيث ألقى متنكرون في زي “سحرة أشرار”، الفتاة الصغيرة في ماء مغلي، فأصابوها بحروق شديدة كادت تودي بحياتها.
واعتاد سكان المدينة الصغيرة التي لا يتجاوز عددهم 21 ألفًا، إقامة احتفال شعبي سنوي يُعيد محاكاة مسيرات ما كان يُعرف في الأساطير القديمة بـ”السحرة الأشرار والساحرات الخطيرات”، بحسب تقرير لصحيفة بيلد الألمانية ترجمته عاجل.
وعادةً ما تنتهي فقرات الكرنفال الترفيهي عند التاسعة، وساعتها يتواصل أعضاء الفرق المتنكرون مباشرةً مع الجمهور، وبعضهم يلتقط الصور التذكارية معهم، فضلًا عن تبادل الضحكات والنكات والأحاديث المرحة.
الفتاة السيئة الحظ لم تكتفِ بالمزاح مع أعضاء إحدى تلك الفرق، بل وانضمت إليهم في المسير، قبل أن تختفي عن الأنظار، ثم وُجدت عقب انفضاض الجمع وهي على شفا الموت من جراء إصابتها بحروق شديدة في ساقيها وذراعيها وأجزاء متفرقة من جسدها.
واستلزمت الحالة الحرجة للفتاة نقلها عبر مروحية مخصصة للإسعاف الطائر إلى المستشفى، فيما قضت هناك 8 أسابيع كاملة، وأُجريت لها عشرات العمليات الجراحية والتجميلية حتى نجت من الموت بأعجوبة.
وتمكنت الشرطة من إلقاء القبض على المتهم بعد أيام من وقوع الحادثة؛ وذلك اعتمادًا على تتبُّع وتحليل مشاهد ملتقطة عبر كاميرات المراقبة في الشوارع.
ويصر المتهم -وهو في الثلاثين من عمره- على إنكار مسؤوليته عن الواقعة، فيما يدفع محاميه بأن موكله كان ضمن موكب مكون من 9 أفراد، وعليه فهو يشكك في اتهامات الشرطة الموجهة إليه، زاعمًا بأنها قد أخطأت التقدير.
وتجاهلت المحكمة دفاع المتهم، وحددت بعد غد للبت في القضية، وسط توقعات بصدور حكم بسجن المتهم 7 سنوات على الأقل.