كشف موقع insidethegames في تقرير لكبير مراسليه ليام مورغان، أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ قد طلب من زميله رئيس «الانوك» الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح التنحي عن أدواره ومسؤولياته في اللجنة الأولمبية الدولية، كونه أحد خمسة أشخاص متهمين بالتزوير.
وكانت الجمعية العامة للجان الأولمبية الوطنية (ANOC) قبل بضعة اسابيع من انعقاد الاجتماع السنوي هنا في العاصمة اليابانية، معرضة لخطر التهميش.
لكن الحال تغيّرت تماماً حالما أعلن الشيخ أحمد الفهد الصباح قراره بالتنحي عن أدواره ومسؤولياته في اللجنة الأولمبية الدولية.
قبل أن نصل إلى المدينة المضيفة للألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين في عام 2020، كان الموقف المحيط بهذا المتنفذ الكويتي البارز، واضحاً – الذي ينكر بشدة ارتكاب أي مخالفات – بأنه سيسيطر على مناقشات الجمعية العامة.
هذا وقد كانت غير واضحة الظروف التي أحاطت بتنحيه عن رئاسة منظمة قادها منذ أن كان من بين أولئك الذين يفترض أنهم وراء الحملة التي اطاحت الرئيس السابق ماريو فاسكيز راينا من منصبه في عام 2012، قبل وأثناء الجمعية العامة. وفي نهاية المطاف، تم تأجيل الانتخابات الرئاسية.
استعراض للقوة
لكن ذلك جاء بعد تبادل صاخب للمزاح في صباح اليوم الأول من الاجتماع الذي فسره البعض على أنه استعراض منسق للقوة من قبل شخصيات الحركة الأولمبية الأكثر نفوذاً.
لقد ابلغ باخ، الشيخ أحمد على انفراد أنه من الأفضل أن يبتعد بعض الوقت عن «أنوك» وأدى ذلك إلى اظهار اعضاء اللجان الاولمبية الوطنية تعاطفهم مع زعيمهم الذي يحظى بشعبية لديهم وهم الذين لا يعرفون تفاصيل التهم.
وكان باخ يأمل من خلال هذه المحادثات مع الشيخ، بالتخفيف من وقع تنحي الفهد، لكن تأثير ذلك كان عكسياً على عضوية أنوك.
واتخذ أعضاء في المجلس التنفيذي مواقف مشابهة كذلك. وتبعث كلمات كيفان غوسبر الذي قال ان «أنوك» أحبت الشيخ أحمد، بينما وصفه آخرون بأنه «أحد رموز الحركة الأولمبية». ولكن صدى وتأثير التهم كان أقوى من الفهد وجمعيته العمومية.
عنصر آخر مثير للاهتمام هو صمت عدد من اللجان الاولمبية الغربية. فقد رفضت اللجان الاولمبية في بلاد مثل بريطانيا والولايات المتحدة وكندا، الإدلاء برأيها، إذ يبدو أنها تعرف تفاصيل التهم وتركت الأمر إلى غويانا وجمهورية أفريقيا الوسطى والمغرب. وهذا الموقف بعدم التدخل يعني الكثير.
ربما كان الشيخ احمد منزعجًا من إصرار باخ على أن يخلع نفسه من رئاسة انوك، فقد أراد أن يبرز كيف كان هذا منزله وفِناءه. كان يريد ان يُظهر لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية وللإدارة التي يسيطر عليها، مدى قوة قاعدته في NOCs.
تجاهل.. وملايين
ربما كان يريد أيضاً أن يعبر عن استيائه من موقف باخ. بعد كل شيء، يبدو أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ادار ظهره لشخص دعمه بقوة للوصول الى قمة الهرم الاولمبي قبل خمس سنوات.
وقد أتيحت الفرصة لباخ للتعبير عن رأيه بوضوح خلال خطاب مطول أمام الجمعية العامة في اليوم التالي. لقد كان خطابًا نموذجيًا، شمل مزاعم بأن كل منظمة في العالم تحسد اللجنة الاولمبية الدولية على استقرارها وشن هجومًا ضد المسؤولين غير المنتخبين من الحركة الرياضية الذين يزعمون أنهم يتحدثون باسم الرياضيين.
وأصر باخ على أن قرار الشيخ أحمد بالتنحي إلى أن يتم البت في مستقبله يمثل نموذجاً متجاهلاً الضغط الذي مارسه عليه من اجل الاستقالة.
وإضافة إلى كونه رئيسًا لـ«أنوك»، ترأس أيضًا لجنة التضامن الأولمبي قبل أن يتنحى عن اللجنة الأولمبية الدولية. توزع هذه المجموعة الملايين إلى شركات النفط الوطنية في جميع أنحاء العالم، وهي الأموال التي تمثل شريان الحياة بالنسبة لغالبية من كانوا في الغرفة في الجمعية العامة في الأسبوع الماضي.
فجوة كبيرة
فبالنسبة للكثيرين منهم، يمثل وجوده الكثير من الاغراءات سواء مادية أو غيرها، ومغادرته تترك فجوة كبيرة في اللجنة. وبطبيعة الحال، فإن التضامن الأولمبي سوف يستمر، لكن سيكون من المثير للاهتمام أن نرى الاتجاه الذي ستسلكه أنوك تحت قيادة الرئيس المؤقت روبن ميتشل الذي لديه الكثير من القبعات وليس بحاجة الى شراء واحدة جديدة.
وبالنظر إلى مناصب ميتشل الأخرى داخل الحركة الأولمبية، فإنه من غير الواضح كم من الوقت سيكون قادراً على تكريسه لـ«أنوك».
يتولى ميتشل الفيجي الجنسية أيضًا، رئاسة المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية والمجلس التأسيسي لـلجنة مكافحة المنشطات «وادا». لقد حل ميتشل محل الشيخ أحمد رئيساً للجنة التضامن الأولمبي، إضافة الى دوره رئيساً للمنظمة القارية لأوقيانوسيا والتزاماته الأخرى في ذلك الجزء من العالم.
قال لي ميتشل هنا في العاصمة اليابانية: «لقد حدث الكثير من التغيير في الحركة الأولمبية، وليس أمامنا سوى التعامل معه، وسأحاول التوفيق بين اداء مختلف مهامي في آن معاً».
ومن الأمور التي يتطلع ميتشل الى تحسينها: اتخاذ القرار والحُكم. وبصرف النظر عن الظروف والتهم المشوشة التي تحيط بالرئيس وطريقة ادارة الانتخابات المقررة، فان كل تحرك يعرض على الجمعية العامة تتم المصادقة عليه بالتصفيق والترحيب. ولم يتم حجب صوت واحد في التصويت على اي قضية.
وكان الأمين العام للجنة الأولمبية سانت لوسيان ألفريد عمانويل يقصد المال عندما تساءل عن سبب حاجة الجمعية العامة للتصويت على أعضاء لجنة الأخلاق عندما اقترح المجلس الحاكم سبعة مرشحين لملء سبعة مناصب.
لكن كل التحركات والأحكام والقرارات قد طغى عليها ما يخبئه المستقبل لـ أنوك والحركة الأولمبية دون رئيسها الذي يعاني ورطة حالياً، سواء مع القضاء السويسري أو الأميركي الذي تسبب في استقالته من أكثر الاتحادات اثارة وهي «فيفا» الاتحاد الدولي لكرة القدم.