ألقى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كلمة الكويت في اجتماع الدورة الـ 39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مقدماً الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على المبادرة الكريمة باستضافة أعمال الدورة التاسعة والثلاثين، وعلى حفاوة الاستقبال وحسن الإعداد لهذا اللقاء الهام الذي يجمعنا في إطار بيتنا الخليجي، مؤكداً سموه الحرص على دعمه والسعي المتواصل على الحفاظ عليه.
وأضاف سموه «كما يسرني بمناسبة انعقاد دورتنا هذه، والتي تتزامن مع ذكرى تولي أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في الثالث من ربيع الثاني، أن أتقدم لجلالته بخالص التهنئة متضرعا إلى الباري عز وجل أن يمده بموفور الصحة والعافية ليواصل مسيرة العطاء والازدهار للمملكة الشقيقة».
مسيرة التعاون
وتابع سموه «إن انعقاد هذه الدورة لمجلسنا الموقر في موعدها المحدد رغم الظروف التي نمر بها يؤكد حرصنا جميعا على مجلس التعاون واستمرار آلية انعقاد دوراته كما يجسد إدراكنا لحجم الإنجازات، التي تحققت لنا في إطاره وسعينا للحفاظ على هذه المنجزات باعتبارها تحقيقا واستجابة لتطلعات وطموح أبناء دول المجلس.
وفي هذا الصدد فقد توصلنا ولله الحمد وبفضل توجيهاتكم وحرصكم إلى عقد اجتماعات لعدد من اللجان الوزارية على مدى العام الماضي والتي تؤكد حيوية وفعالية مسيرة التعاون بين دول المجلس في كافة المجالات والمرفوعة اليوم لمجلسكم الموقر لإقرارها».
تحديات الخلاف
وأضاف سموه «إننا ندرك الأوضاع التي تعيشها منطقتنا والتحديات الخطيرة التي تواجهها وتصاعد وتيرتها المقلق الأمر الذي يدعونا أن نجسد وحدة كياننا، وأن نعزز عملنا المشترك لدعم مسيرتنا ولعل أخطر ما نواجهه من تحديات الخلاف الذي دب في كياننا الخليجي واستمراره لنواجه تهديدا خطيرا، لوحدة موقفنا وتعريضا لمصالح أبناء دولنا للضياع وليبدأ العالم وبكل أسف بالنظر لنا على أننا كيانا بدأ يعاني الاهتزاز وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة موقفنا وتماسك كياننا وفي سياق حديثنا عن التحديات التي نواجهها، فلا بد لنا من التأكيد على قلقنا من تنامي ظاهرة الإرهاب واستنكارنا لها مشددين على ضرورة تضافر جهودنا للتصدي لها وتخليص العالم من شرورها».
وحدة الموقف الخليجي
وأوضح سموه أنه «انطلاقا من حرصنا على الحفاظ على وحدة الموقف الخليجي وسعيا منا لتدارك الأمر في وضع حد للتدهور الذي نشهده في وحدة هذا الموقف وتجنبا لمصيرٍ مجهول لمستقبل عملنا الخليجي فإننا ندعو إلى وقف الحملات الإعلامية التي بلغت حدودا مست قيمنا ومبادئنا وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا وستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شيدناه».
مضيفاً سموه «إننا على ثقة أيها الأخوة أنكم تشاركونني الرأي بأهمية الاستجابة لهذه الدعوة بوقف الحملات الإعلامية التي ستكون مدعاة ومقدمة لنا جميعا لتهيئة الأجواء التي ستقود حتما إلى تعزيز الفرص بقدرتنا على احتواء أبعاد مما نعانيه اليوم من خلاف أصحاب الجلالة والسمو إننا نؤكد بأن استمرار الصراع في اليمن يشكل تهديدا مباشرا لنا جميعا ونأمل كل التوفيق للمشاورات السياسية الدائرة الآن في السويد، والتي استجابت بلادي بتقديم الدعم اللوجستي لها وصولا إلى الحل السياسي المنشود القائم على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216 مشيدين في هذا الصدد بالأصدقاء في السويد على رعايتهم لهذه المشاورات وسعيهم لتوفير الظروف المناسبة لإنجاحها ولا يفوتني هنا الإشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها التحالف الدولي لدعم تلك المشاورات وإنجاحها إضافة إلى المساعدات الإنسانية الضخمة التي يقدمها التحالف للتخفيف من آثار الظروف الإنسانية القاسية التي يكابدها أشقاؤنا في اليمن».
سوريا
وأشار سمو الأمير إلى أزمة سوريا بقوله «لا تزال الكارثة الإنسانية في سوريا الشقيقة مستمرة ولم تفلح الجهود الدولية في إيجاد حل لها لتستمر المعاناة ويتضاعف التهديد لأمن واستقرار المنطقة والعالم متمنين لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الجديد لسوريا السيد بيدرسن التوفيق في مهمته الجديدة وصولا إلى الحل السياسي المنشود القائم على قرارات الشرعية الدولية وجنيف ومقدرين الجهود التي بذلها سلفه السيد ستيفان ديمستورا».
العملية السياسية العراقية
وهنأ سموه العراق على التطورات الإيجابية التي تحققت لهم باستكمال العملية السياسية باختيار القيادات الثلاث ونعرب عن تطلعنا بأن يتمكن الأشقاء في العراق من إعادة البناء لإزالة آثار ما شهده العراق الشقيق من دمار وليتحقق لأبنائه تطلعاتهم بالأمن والاستقرار والازدهار.
وأضاف سموه «حول مسيرة السلام التي وبكل أسف تعاني جمودا وتجاهلا من قبل المجتمع الدولي فأننا نؤكد حرصنا على المسارعة باستئناف عملية السلام وصولا إلى اتفاق سلام شامل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية دعما وتعزيزا لاستقرار المنطقة والعالم»، مؤكداً مجدداً على أن «تستند علاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مبادئ أقرها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول والالتزام بقواعد حسن الجوار تحقيقا لكل ما نتطلع إليه جميعا من أمن واستقرار وسلام لمنطقتنا».
خادم الحرمين
وافتتح خادم الحرمين الشريفين أعمال القمة الخليجية الـ 39، مؤكداً أن مجلس التعاون قام لتعزيز الأمن والاستقرار والنماء للمواطن الخليجي.
وأضاف أننا حريصون على صيانة كيان مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وقد وهبنا الله ثروات وعلينا تسخير طاقاتنا لخدمة شعوبنا.
القضية الفلسطينية
وأشار إلى أن المملكة تواصل الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وتحتل القضية الفلسطينية مكان الصدارة في اهتماماتها وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.، مضيفاً أن المملكة تناشد المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات العدوانية الإسرائيلية التي تعد استفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين وللشعوب المحبة للسلام.
التحالف العربي
وأكد حرص دول التحالف بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن على إنقاذ اليمن وشعبه من فئة انقلبت على شرعيته وعمدت إلى العبث بأمنه واستقراره، كما عملت دول التحالف على إعادة الأمل للشعب اليمني من خلال برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
وتابع «تواصل دول التحالف دعمها لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216 ، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل».
وكانت أعمال قمة مجلس التعاون لدول الخليج التاسعة والثلاثين قد انطلقت، في العاصمة السعودية الرياض، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتبحث الجلسات عدداً من الموضوعات المهمة في مسيرة العمل الخليجي المشترك، وما تم إنجازه في إطار تحقيق التكامل والتعاون الخليجي في المجالات السياسية، والدفاعية، والاقتصادية، والقانونية.
كما ينظر القادة في التقارير والتوصيات المرفوعة من قبل اللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة.
ويبحث مجلس التعاون أيضا آخر التطورات السياسية الاقليمية والدولية ومستجدات الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وعقدت القمة السابقة بالكويت في ديسمبر من العام الماضي وصدر عنها إعلان الكويت حيث جدد المجلس الأعلى، تأكيده على تعزيز وتعضيد دور مجلس التعاون ومسيرته المباركة نحو الحفاظ على المكتسبات وتحقيق تطلعات مواطنيه بالمزيد من الإنجازات بفضل حكمة وحنكة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون ورعايتهم لهذه المسيرة التي أصبحت ركيزة أمن واستقرار وازدهار على المستويين الإقليمي والدولي.