جددت الكويت دعمها لجهود جميع العاملين في المجال الإنساني والطبي على ما يبذلونه من جهود في الميدان من اجل تخفيف المعاناة الإنسانية في سورية.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي القاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في جلسة مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سورية الليلة الماضية، وذلك بعد اعتماد مجلس الأمن القرار 2449 الخاص بآلية وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية والذي تقدم به كل من دولة الكويت والسويد.
وقال العتيبي «لقد اعتمد مجلس الأمن القرار 2449 الذي يجدد ولاية عمل آلية وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود وتقدمت به الكويت والسويد بصفتهما حاملي القلم للملف الإنساني السوري وذلك لمدة عام آخر وقد أتى بعد أسابيع من المناقشات والمشاورات والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة من جميع أعضاء مجلس الأمن والأطراف المعنية ونشكر الدول التي صوتت لصالح القرار».
وأكد ان اعتماد هذا القرار الإنساني يعتبر خطوة مهمة للغاية لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين في سورية عبر أكثر الطرق مباشرة اذ استجاب المجلس للنداءات الأممية حول ضرورة تجديد هذه الآلية ما يبعث إشارة واضحة بأن المجتمع الدولي يجدد تأكيده ضرورة إيصال المساعدات بشكل سريع ودون عراقيل إلى أولئك الذين بحاجة لها.
وأضاف العتيبي «لقد شهد هذا العام وللأسف معاناة إنسانية كبيرة في سورية مع استمرار هذا النزاع الذي يشكل تهديدا للسلم والأمن الإقليمي والدولي في ظل استمرار عجز مجلس الأمن عن معالجة هذه الأزمة».
وأعرب عن القلق من التصعيد الأخير في مناطق مختلفة في سورية مثل دير الزور وإدلب وحلب ما يؤكد أن الوضع الأمني في سورية مازال هشا وقد يتدهور مع أي تصعيد عسكري خاصة في محافظة إدلب التي يقطنها ما يقارب 3 ملايين شخص، مجددا التأكيد على أهمية الحفاظ على الاتفاق الروسي – التركي في إدلب لمنع وقوع كارثة إنسانية هناك.
وجدد العتيبي التأكيد على وجوب احترام الأطراف كافة لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان مع وجوب مساءلة الذين ارتكبوا انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، مشددا على أن عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم يجب أن تكون عودة آمنة وطوعية وكريمة ووفقا للمعايير الدولية.
وأشار الى انه يتعين على المجلس مضاعفة جهوده واستعادة وحدته والعمل بشكل جماعي لحل هذه الأزمة، لافتا الى أن الوضع الإنساني سيستمر في التدهور ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفقا لما جاء في القرار 2254 وبيان جنيف لعام 2012.
وقال العتيبي «بما أنها آخر جلسة إحاطة مجدولة حول الملف الإنساني السوري أود أن أتقدم بالشكر والتقدير إلى مملكة السويد وبشكل خاص إلى السفير أولوف سكوغ وفريقه في الوفد السويدي على تعاونهم في هذا الملف الذي يخص دولة عربية عزيزة علينا ونتمنى أن تنعم بالأمن والاستقرار».
وأشاد بأداء وفد السويد الرائع الذي هو محل إعجاب الجميع قائلا «بعد أن عملنا معهم عن قرب في هذا الملف تحديدا وفي ملفات أخرى أنكم حظيتم بكل جدارة ثقة الجميع وتستحقون ذلك لمهنيتكم العالية ومصداقيتكم ونزاهتكم وانحيازكم لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والاستماتة في الدفاع عنه ونتطلع للعمل مع ألمانيا وبلجيكا في هذا الملف ابتداء من يناير 2019».