الشخير يُضعِف وظيفة القلب لدى النساء!

يشير “الشخير” إلى نمط نوم يجعل الشخص يتنفس تزامناً مع إصدار صوت مزعج.

قد تزداد خطورة الشخير مع التقدم في السن، حتى أنه قد يؤدي أحياناً إلى الإصابة بمرض في القلب.

تختلف أنواع انقطاع التنفس أثناء النوم، لكن يبقى النوع الانسدادي الأبرز بينها.

تصيب هذه الحالة أنماط التنفس خلال النوم، ما يجعل الشخص يتوقف عن التنفس بشكل متكرر ويبدأ من جديد. يصاب نصف الأشخاص الذين يشخرون تقريباً بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم.

عند نشوء هذه المشكلة، تقوم عضلات الحلق المسؤولة عن إبقاء المسالك الهوائية مفتوحة بمنع تدفق الهواء.

وفق دراسة جديدة طُرِحت حديثاً خلال المؤتمر السنوي للجمعية الإشعاعية لأميركا الشمالية في شيكاغو، إلينوي، قد يؤدي الشخير وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم إلى خلل مبكر في وظيفة القلب ضمن فئة النساء أكثر من الرجال.

لم يتّضح بعد ما إذا كان انقطاع التنفس أثناء النوم يُسبب أمراض القلب مباشرةً، لكن يظن بعض الخبراء أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يكونون معرّضين لارتفاع ضغط الدم.
كذلك، يعاني عدد كبير من المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم من أمراض أخرى في الوقت نفسه. إنه أحد الأسباب التي تُصعّب إنشاء رابط مباشر بين انقطاع التنفس أثناء النوم وأمراض القلب.
بحسب معطيات “جمعية القلب الأميركية”، يستفيد بعض الأشخاص المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم من تراجع ضغطهم عند تلقي علاج لانقطاع التنفس. تكشف هذه النتائج عن وجود رابط محتمل بين ارتفاع ضغط الدم وانقطاع التنفس أثناء النوم. على صعيد آخر، يرتبط انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم بالبدانة التي تشكّل جزءاً من عوامل الخطر المُسببة لأمراض القلب. قد يزيد انقطاع التنفس سوءاً بسبب البدانة وقد تتفاقم البدانة على المدى الطويل بسبب الحرمان من النوم الناجم عن ذلك الاضطراب. حين يكسب الشخص وزناً زائداً، سترتخي عضلات حلقه التي تبقي المسالك الهوائية مفتوحة وسيزيد انقطاع التنفس سوءاً أثناء النوم.

حلل الباحثون بيانات مرتبطة بالمعايير القلبية المتعلقة بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم والشخير استناداً إلى بيانات مأخوذة من “البنك الحيوي في المملكة المتحدة”. يُعتبر هذا البنك مورداً صحياً عالمياً ويستطيع الباحثون الاستفادة منه في جميع الأوقات ويهدف في الأساس إلى تحسين طرق الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجاتها. شملت البيانات 4877 مشاركاً كانوا قد خضعوا لفحص القلب عبر التصوير بالرنين المغناطيسي. وزّع العلماء المشاركين على ثلاث مجموعات: مجموعة خاصة بالمصابين بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، ومجموعة خاصة بالأشخاص الذين يعترفون بأنهم يشخرون، ومجموعة حيادية. حين قارن الباحثون بين المجموعة التي تشخر والمجموعة غير المصابة بأي اضطرابات على مستوى النوم، اكتشفوا اختلافاً صادماً في كتلة البطين الأيسر لدى النساء مقارنةً بالرجال.
كان تضخم تلك الكتلة يعني أن القلب يحتاج إلى بذل جهد إضافي لتلبية حاجات الجسم. قد تكون تلك الأنماط المسجّلة لدى الأشخاص الذين يشخرون مؤشراً على حالة لم تُشخَّص بعد من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم.
يقول الباحث أدريان كورتا: “اكتشفنا أن المعايير القلبية لدى النساء تتأثر بالمرض بسهولة على ما يبدو وأن المرأة التي تشخر أو تكون مصابة بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم قد تصبح أكثر عرضة من غيرها لمشاكل القلب”.