يُعتبر الوقت المسموح به للأطفال بمشاهدة الشاشات من المواضيع اليومية الشائكة التي يصعب التعامل معها في أيامنا هذه. وما يزيد الأمر سوءاً هو الرسائل المختلطة التي توجّهها وسائل الإعلام حول مقدار الوقت الواجب تخصيصه لمشاهدة الشاشات ومدى ملاءمتها للأطفال.
توفّر الشاشة فوائد مهمة للأطفال والبالغين على حد سواء. لذا من غير المنطقي الامتناع عن استخدامها بشكل مطلق.
ولكن، ومن ناحية أخرى، علينا إدراك مدى تأثير الظاهرة هذه على ترابط المجتمع. فالنزعة المتزايدة إلى مشاهدة الشاشة تزيد الناس تقوقعاً وتبتلع نسبة كبيرة من وقتهم.
حان الوقت إذاً لإعادة التفكير في كيفية تعاملنا مع الإشكالية هذه، خصوصاً في ما يتعلّق بأطفالنا.
تحديد مدّة لاستخدامها
هناك سبعة أسباب مهمة لضرورة تحديد الوقت المسموح به لطفلك بمشاهدة الشاشة:
1- تفقدهم إحساس الوقت
هل حدث أن فقدت إحساسك بالزمن أثناء استخدامك للفايسبوك أو “البينتيريست”، فأمضيت 5 أو 12 أو 20 دقيقة تتصفّحين صفحات التواصل الإجتماعي هذه من دون أن تشعري بمرور الوقت؟ تفرض الحياة كثيراً من المسؤوليات والانشغالات التي تتطلّب كامل انتباهنا وطاقتنا.
في المقابل، يؤدّي الاستخدام المفرط للشاشات إلى تشتيت انتباهنا وسرقة وقتنا.
لذا، من الضروري تحديد الوقت المسموح به لطفلك باستخدام الشاشات وعدم السماح له بتخطيه، ما يوفّر له الوقت الكافي للقيام بنشاطات بدنية وفكرية أخرى.
2- تهدّد العائلات بالانفصال
من الشائع حالياً رؤية أشخاص يستخدمون شاشاتهم المحمولة ويشاهدون التلفزيون لساعات دون إجراء أي حوار مع أفراد عائلتهم المتواجدين في الغرفة نفسها.
ورغم عدم وجود الخلافات أو مشاحنات، إلا أنّ غياب المحادثات التي تسمح ببناء علاقات حقيقية ملحوظ بشكلٍ كبير، ما يهدّد بوقوع قطيعة اجتماعية بين أفراد العائلة الواحدة.
3- تهدّدهم بالبدانة
تهدّد البدانة كل الاشخاص باختلاف أعمارهم. لذا، يُستحسن استبدال الوقت الذي يمضيه طفلك أمام الشاشات بجولة أو نزهة في الحي، أو بالتأرجح واللعب في الفناء الخلفي أو القفز على الترامبولين. إحرصي على منح دماغ طفلك بعض الوقت للراحة.
4 – لا تحفّز الراحة أو تحدّ التوتر
يظن كثيرون أن مشاهدة الشاشات تعطي شعوراً بالراحة بعد ضغوطات الحياة اليومية، ولكن هذا غير صحيح.
إذا كنت تريدين لطفلك أن يسترخي وينام بشكل أفضل، شجّعيه على الاستمتاع بجمال الطبيعة عبر مشاهدة غروب الشمس مثلاً أو الذهاب في نزهة على الشاطئ أو التحديق في حوض للأسماك.
5- مشاهدتها مطولاً تحفّز الأرق
في دراسة أجريت على 10 آلاف شخص، تتراوح أعمارهم بين 16 و 19 سنة، وجد باحثون نرويجيون أنه كلما طالت المدة التي يقضيها الشاب في النظر إلى شاشة إلكترونية قبل الذهاب إلى فراشه، زاد احتمال انخفاض جودة نومه.
وقد بيّنت الدراسة أيضاً أن التوقف عن مشاهدة الشاشات قبل الخلود إلى الفراش بساعة أو ساعتين يدعم عملية النوم الهانئ.
6 – استخدامها المفرط يعرّض طفلك للتنمّر
نشر آراء سلبية على وسائل التواصل الاجتماعي أسهل بكثير من التنمر على شخص ما وجهاً لوجه، ولكن آثار التنمر الإلكتروني قد تكون مدمرة بنفس القدر. انتبهي ألا يصبح ابنك ضحية لهذا النوع من الاعتداء الالكتروني الذي يتغلغل الى نفسه سراً وبعيداً عن عينيك.
7 – .. ويصعّب التواصل معه
غالبًا ما يشعر البالغون بالإحباط لعدم قدرتهم على جذب انتباه طفلهم حين يرغبون بالاستعلام عن كيفية قضائه ليومه أو عن شعوره حيال أمر معيّن. فهل يستخدم الأطفال الوقت المخصص للشاشات كاستراتيجية مواجهة ضد أسئلة الأهل واستفساراتهم؟