الدراسات العالمية حول التلوث وآثاره على صحة صغارنا أكثر من مقلقة والانعكاسات تتضاعف يوماً بعد يوم. كيف يمكنك التصدي لهذه المشكلة؟
خلال حملك
يجب أن تبدأ الوقاية في أبكر مرحلة ممكنة لأن الجنين يكون حساساً جداً تجاه العناصر السامة. يكون التلوث الداخلي أول عدو له وغالباً ما يتفوق على التلوث الخارجي! حتى لو كنت تقيمين في مدينة، احرصي على تهوئة منزلك يومياً، طوال 15 دقيقة، قبل الساعة العاشرة صباحاً أو بعد الساعة الثامنة مساءً. كذلك، حاولي أن تخففي استعمال منتجات التنظيف التي تبث كميات كبيرة من المواد المسيئة. من الأفضل أن تستعملي عناصر قاعدية، لا سيما الخل الأبيض. إنه حل فاعل جداً وغير مكلف.
على صعيد آخر، حضّري غرفة الطفل المرتقب بالشكل المناسب. تجنبي أنواع الطلاء والمفروشات الجديدة التي تبث مركبات عضوية متطايرة واختاري سريراً وخزانة مصنوعَين من الخشب السميك أو مفروشات مستعملة لضمان ألا تنتج أي عنصر سيء واشتري طلاءً بالماء. في الحالة المثلى، من الأفضل أن تنهي طلاء الغرفة قبل ثلاثة أسابيع من الولادة ولا تنسي ضرورة تهوئتها يومياً.
كذلك، سيكون استهلاك المنتجات العضوية ضرورياً للاحتماء من آثار المبيدات الحشرية لأن عدداً كبيراً منها يكون مسؤولاً عن اضطراب وظيفة الغدد الصماء. إذا لم يكن شراء هذه المنتجات ممكناً دوماً، احرصي على غسل الخضروات جيداً وقشّري الفاكهة. في الوقت نفسه، انتقي مستحضرات التجميل بعناية لأن بعض العناصر الموجودة فيها تخترق حاجز المشيمة. صحيح أن المنتجات العضوية تكون أفضل من الناحية الصحية، لكن يوصي الخبراء بالحد من الأنواع التي تحتوي على زيوت أساسية وماكياج وطلاء أظافر واستبدال الكريمات بزيوت جافة. أخيراً، سيكون المشي ممتازاً خلال الحمل، لكن تجنبي المناطق المزدحمة. ستكون الشوارع الضيقة والحدائق أقل تلوثاً بالجزيئات الدقيقة.
بين الولادة والسنتين
تكون رئتا الطفل حساستين، لذا تبقى تهوئة المنزل يومياً أساسية بغض النظر عن مكان الإقامة. من الأفضل أن تلغي النزهات حين يبلغ التلوث ذروته. وفي الأوقات المتبقية، تجنبي الطرقات الواسعة لأن عربة الطفل تكون بمستوى أنابيب العادم تقريباً. كذلك، تحتوي مواد البلاستيك على عناصر مختلفة لا نعرف آثارها بعد، لذا اختاري أوعية زجاجية لوضع الحليب ولتسخين الطعام. في ما يخص الحفاضات، قد تشمل بعض الماركات التقليدية مضافات سامة، لذا تبقى الأنواع العضوية أفضل من غيرها. وعند شراء ألعاب قماشية وملابس جديدة، اغسليها مرتين في الغسالة قبل استعمالها. يُقال إن إنتاج كل كيلوغرام من الملابس يحتاج إلى كيلوغرام من المنتجات الكيماوية! تحتوي المناديل الرطبة وبعض الكريمات بدورها على عناصر غير مرغوب فيها ويمكن أن تخترق البشرة. يمكنك أن تكتفي بالماء أو تضيفي مرهماً مصنوعاً من زيت الزيتون وماء الجير لتنظيف مؤخرة الطفل.
في ما يخص الألعاب التي يضعها الطفل دوماً في فمه، تجنبي القطع المستعملة لأنها قد تكون ملوثة أكثر من الألعاب الجديدة نظراً إلى تغيّر التنظيمات المرتبطة بإنتاجها. أخيراً، يُعتبر الخشب أفضل من البلاستيك!
بعد عمر السنتين
امتنعي عن أخذ الطفل إلى الحديقة في ذروة التلوث لأن أي نشاط جسدي يزيد كميات الملوثات التي يمتصها الجسم. للذهاب إلى المدرسة، تُعتبر الحافلة أو الدراجة الهوائية أفضل من المترو أو السيارات لأن وسائل النقل هذه تكون أكثر عرضة للتلوث وسط زحمة السير.
في هذه المرحلة، يبدأ الطفل بالأكل مثل الكبار تقريباً لكنه يبقى حساساً تجاه مختلف أنواع السموم والملوثات.
لذا من الأفضل أن تتابعي إطعامه منتجات عضوية قدر الإمكان.
تكون البطاطا مثلاً من أبرز المنتجات التي تخضع للمعالجة. في ما يخص الأسماك، من الأفضل الاكتفاء بحصة واحدة منها في الأسبوع، لا سيما إذا كانت دهنية، نظراً إلى احتوائها على كميات كبيرة من المعادن الثقيلة.
في المطبخ، ستكون الأوعية مهمة بقدر محتواها! تُعتبر الأدوات المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الخزف أكثر أماناً من تلك التي تكون مغطاة بطلاء غير لاصق. في المايكروويف، استعملي أوعية زجاجية وضعي عليها طبقاً بدل تغليفها بشريط بلاستيكي.
بحلول السنة الثالثة، يحين وقت تغيير السرير. ستكون هذه المرحلة محورية بالنسبة إلى الطفل. لكن تحتوي معظم الأسرّة الشائعة على عناصر سامة يمكن أن يتنشقها الطفل أثناء النوم.
لذا اختاري سريراً مصنوعاً من مواد عضوية أو من اللاتكس الطبيعي بالكامل، على أن يكون خالياً من العلاجات المضادة للعث. كذلك، احرصي على وضع جهاز التحكم عن بعد على مستوى مرتفع لأنه يحتوي على مثبطات اللهب التي يمكن أن تعطي أثراً ساماً وقد تصل في نهاية المطاف إلى فم الطفل.
مخاطر التلوث على طفلك
تلوث الهواء
الأنف والرئتان: انزعاج على مستوى التنفس، التهاب مخاطية الأنف، التهاب القصبات الهوائية، ربو.
القلب والأوعية الدموية: قد يؤدي التلوث إلى إضعاف الشرايين وقد يُمهد لاحقاً لنشوء أمراض في القلب والأوعية الدموية.
الدماغ: مشاكل على مستوى التركيز والذاكرة والسلوك.
تلوث الأغذية ومستحضرات التجميل
الجهاز التناسلي: تغيرات وتشوهات مرتبطة بالعناصر المُسببة لاضطرابات في الغدد الصماء، مشاكل في الخصوبة.
الدماغ: قد تزيد المبيدات الحشرية الاضطرابات العصبية، مثل فرط النشاط، عند التعرض لها بشكل متكرر.
الدم: يزيد احتمال الإصابة بسرطان الدم، لا سيما عند تعرّض الأم للمبيدات الحشرية خلال الحمل.