استغرب المتحدثون في الندوة التي أقامتها جمعية المهندسين الزراعيين بعنوان «شجرة الكوناكاربس وتأثيرها على المنظومة البيئية لدولة الكويت»، أول من أمس، في منطقة كيفان، من قرار الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بشأن منع زراعة الشجرة في البلاد.
ووصف المتحدثون القرار بـ«الخاطئ»، لأنه «لم يعتمد على دراسة علمية دقيقة لإيجابيات هذا النوع من الأشجار والمزايا التي يحملها وتتناسب مع أحوال الطقس في الكويت صيفا وشتاء».
وقال اختصاصي علم النبات د. هاني الزلزلة إن شجرة «الكوناكاربس» استقدمت إلى الكويت عام 1988 لاستخدامها في مشاريع وأنشطة التخضير المختلفة.
وأضاف انه خلال فترة وجيزة كان لنباتات الكوناكاربس تأثير واضح على تطوير وتحسين المنظر الجمالي في الزراعات التجميلية بعدما أثبتت الشجرة قدرتها على تحمل العوامل البيئية في المناطق القاحلة.
وبين انها تتميز بسرعة النمو الذي يتعدى الكثير من أنواع الأشجار المعروفة، إضافة إلى لون أوراقها الأخضر الداكن على مدار السنة، وتحملها للظروف البيئية القاسية كارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها.
رملية وطينية
وتابع الزلزلة ان الكوناكاربس تنمو في جميع أنواع التربة من الرملية إلى الطينية أو «الجتش»، وهي عبارة عن تربة صماء غير نافذة للماء، وتقاوم الملوحة العالية.
وذكر انها منتشرة في جميع مناطق البلاد، ولها آثار إيجابية، وبعضها سلبي، خاصة عندما تزرع بشكل خاطئ أو عند إهمالها وعدم رعايتها.
وأشار الى أن نظام الشجرة جذري سطحي أفقي وذو كفاءة عالية لتتبع مصدر المياه والاستفادة من رطوبة التربة، كما يحتوي نظامها الجذري على شعيرات جذرية ناعمة تتغلغل بسهولة في ثغور الأنابيب التالفة للبنية التحتية، لذا يجب التأكد من عدم وجود أنابيب أو قنوات قريبة من مكان زراعتها.
دراسة دقيقة
من جانبه، قال مؤسس مشروع المليون سدرة الزراعي خالد الحسن إن قرار هيئة الزراعة بمنع زراعة الكوناكاربس في البلاد غير مسؤول، لان الواجب رعاية هذه الشجرة والاهتمام بها وفق دراسة دقيقة.
وأضاف الحسن ان القرار اتخذ بعد الامطار وغرق بعض المناطق، كأنه وسيلة لتبرئة المتسبب الحقيقي في الغرق وانسداد المجاري والصرف الصحي، داعيا الى إيقاف القرار لعدم إهدار الملايين من الدنانير خلال الأعوام السابقة.
وقال ان لهذا النوع من الأشجار مزايا كثيرة، منها استغلال اغصانه وجذوعه كفحم نباتي، إضافة الى قدرتها على صناعة أسوار تستغل لأغراض عدة، ناهيك عن تحويلها ثاني اوكسيد الكربون الى غاز الاكسجين وكثير من المزايا الأخرى.
قرارات خاطئة
أما رئيس جماعة الخط الأخضر البيئية خالد الهاجري، فقال إن من سخرية الأقدار ان تدعو الهيئة العامة للزراعة الى تدمير البيئة من خلال قرارات خاطئة لا تعتمد على دراسات او تحاليل واقعية.
ودلل على خطأ قرار منع الكوناكاربس بالماده 41 من القانون التي نصت على منع اقتلاع الاشجار والازهار والمسطحات الخضراء الا لدواعي التنمية، مشددا على ان القرار خاطئ وقد يحمل الهيئة انعكاسات سلبية كتعويض للمتضررين.
المزايا والعيوب
عدد اختصاصي علم النبات د. هاني الزلزلة مزايا شجرة الكوناكاربس، قائلا انها تستخدم بكثرة في مشاريع الزراعة التجميلية، ويمكن تقليمها وتشكيلها بسهولة، خاصة في الشوارع وتجميل الطرق السريعة، كما تستخدم كسياج ومصدّات للرياح في المناطق الصحراوية المكشوفة وفي المزارع، وبسبب كثافة أغصانها وأوراقها تعد عاملاً جيداً وفعّالاً لإرجاع غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى الأرض، ومصدراً جيداً للظل الوافر، وساتراً جيداً للضوضاء، إضافة الى فوائد أخرى تتمثل في استخدام أوراقها كعلف للمواشي، وتُحول أغصانها وجذوعها إلى فحم زراعي، فلهذا يُنصح بعدم زراعة أشجار الكوناكاربس بالقرب من المباني بسبب شراهة نظامها الجذري للماء، مما قد يسبب أضراراً بالبنية التحتية ولأنابيب المياه والصرف الصحي.