يعتقد الكثير من الآباء أن الملل سيئ وسلبي بالنسبة للأطفال، ولكنه ضروري لنموهم وتطورهم الجيد وفق الخبراء. وتقول الخبيرة في علم النفس التربوي كلير لوكونت في مقابلة مع مجلة لوفيغارو إن ثلث الاطفال دون الخامسة يملكون جهاز تلفزيون في غرفتهم.
وتضيف: «يسعى الآباء لشراء راحتهم من خلال توفير هذه التجهيزات وإجهاد اطفالهم بنشاطات، خوفا من شعورهم بالملل، بينما يرتبط تطور الدماغ بالانتباه الى العالم الخارجي وملاحظة تفاصيله».
ويرى آباء أن عدم انشغال أطفالهم بأي نشاط يولّد الضجر والخمول لديهم، غير أن عدم ممارسة اي نشاط هو في ذاته نشاط وفق الخبيرة ذاتها، التي تشير الى أن الطفل في حاجة الى وقت كاف ليهتم بنفسه، ويخصّصه لتفعيل مخيلته.
وتضيف: «إنها لحظات تسمح له بإثراء قدرته على الملاحظة، وسيرى خلالها أشياء أخرى لا يراها الغير، كما يطوّر تصوّره عن الاشياء من حوله… والأطفال في حاجة الى هذا الوقت كذلك ليرتاحوا ويصفّروا، لأن الكثير منهم يعانون من التعب والارهاق».
وتقول لوكونت إن الاطفال الذين لا يتعلمون التفكير بانفسهم ولا يأخذون وقتهم في هذا التفكير، لن يدركوا ابدا ما هي الاشياء التي يحبون فعلا القيام بها، وتراهم دوما مُشتّتين بين عدة نشاطات، يواظبون قسريا على القيام بها من دون رغبة، خاصة ان لم يسألوا يوما ما عن ماهية النشاطات التي يفضلونها.
شاهد أيضاً
في أي عمر ينبغي أن تعطي طفلك هاتفه الأول؟
على مدى العقدين الماضيين، جعلت الثورة التكنولوجية الوصول إلى الإنترنت أمرا سهلا للغاية. وأدى تطوره …