يكثّف خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة لفنزويلا ويحظى بدعم دولي متزايد ضغطه لإجراء انتخابات، بدعوة إلى تظاهرة جديدة ومنحه العفو للعسكريين الذين ينشقون عن نظام رئيس الدولة نيكولاس مادورو.
وكتب رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة في تغريدة «نواصل التقدم، اليوم تم الإصغاء إلى أصوات الشعب من جانب العالم الذي يؤمن ويناضل مثلنا من أجل الحرية والديموقراطية».
وسيعلن غوايدو (35 عاماً) المطمئن بعد اتخاذ العديد من الدول مواقف لمصلحته موعد التظاهرة الكبيرة الجديدة المرتقبة خلال أيام، وسيدعو أنصاره إلى المشاركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر نسخ مطبوعة، في نشر قانون العفو الذي وُعد به الموظفون والعسكريون الذين يقبلون بدعمه.
وينصّ القانون على أن «العسكريين والشرطيين الذين يساهمون في استعادة النظام الديموقراطي يمكنهم الاندماج مجدداً في الحياة السياسية في البلاد»، كما أنه يقدّم «كل الضمانات الدستورية إلى الموظفين المدنيين والعسكريين» الذين يقومون بهذا الخيار.
وبدأ الجيش الداعم الرئيسي لمادورو يشهد بعض الانشقاقات، حيث أعلن الملحق العسكري الفنزويلي في واشنطن الكولونيل خوسيه لويس سيلفا أنه لم يعد يعترف بمادورو رئيساً شرعياً، داعياً «أشقاءه العسكريين» إلى تأييد غوايدو.
ورأت الخبيرة في الشؤون العسكرية روسيو سان ميغيل أنه من المنطقي أن يطلق غوايدو «نداء إلى الملحقين العسكريين الفنزويليين في الخارج، كي يكفّوا رسمياً عن الاعتراف بمادورو (رئيساً) عبر وصفه بمغتصب (السلطة)، مقابل فرصة البقاء في مناصبهم وبدء التعاون مع عملية الانتقال» إلى انتخابات جديدة.
على خط مواز، يعمل غوايدا على جبهة أخرى، فقد طلب في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «استجابة دولية لحال الطوارئ الإنسانية في فنزويلا». وكتب «حال الطوارئ في بلادنا تسفر عن ملايين الضحايا الذين يعانون من عدم الوصول إلى (خدمات) الصحة والأمن الغذائي والتعليم والأمان، وبسبب المستوى العالي للعنف المزمن».
وأضاف «نطالب بإلحاح بتعاون التضامن الدولي، الذي ينسّقه نظام الأمم المتحدة ووكالاته».
في المقابل، تبدو الحكومة الفنزويلية غير مكترثة بأي إنذار، بعد توجيه مدريد وباريس وبرلين ولندن وبروكسل ولشبونة إلى مادورو إنذاراً، مطالبة بأن يدعو الى انتخابات خلال ثمانية أيام، فقد قال وزير الخارجية الفنزويلي خورخي اريازا في الأمم المتحدة «لا أحد يستطيع أن يحدد لنا مهلاً، أو أن يقول لنا ما إذا كان ينبغي إجراء انتخابات أو لا».
وتواصل الحكومة اتهام واشنطن بالعمل في الخفاء لما تعتبره انقلاباً، وقد أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، إلا أنه يريد الحفاظ على الحدّ الأدنى من العلاقات مع الأميركيين والتفاوض معهم بشأن فتح مكاتب لرعاية المصالح في البلدين، مع قرب انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي منحها لطاقم السفارة الأميركية في كراكاس لمغادرة البلاد.
وذكرت وزارة الخارجية الفنزويلية أن عدداً من الدبلوماسيين الأميركيين غادروا فنزويلا إلى بلادهم، موضحة أن كاراكاس وواشنطن ستتفاوضان لمدة أقصاها 30 يوماً من أجل فتح مكاتب تشرف على تسيير العلاقات التجارية والإجراءات المتعلّقة بالمهاجرين.
وقال مادورو إن مكتب رعاية المصالح الذي يتم التفاوض عليه سيضمّ «حدّاً أدنى من الموظفين»، وسيكون شبيهاً بالمكتب الذي «عمل لسنوات عديدة في كوبا».
إلى ذلك، شهدت كاراكاس تظاهرات حاشدة لمؤيدي مادورو، ومؤيدي غوايدو.
وتجمّع أنصار مادورو أمام مركز روبرت سيرا الثقافي الذي أُحرق مطلع الأسبوع الجاري خلال تظاهرة لمؤيدي غوايدو. بالمقابل تجمع نحو ألفي شخص من أنصار غوايدو في ميدان ألفريدو ساديل. وخاطب غوايدو الحشد، مبيّناً أنه على استعداد للقاء كل أعضاء حكومة مادورو «من أجل إنهاء احتكار كرسي رئاسة الجمهورية وإجراء انتخابات حرة وشفافة». (وكالات)
5 سيناريوهات محتملة لأزمة فنزويلا
تتفاقم الأزمة السياسية في فنزويلا وقد رصد موقع فوكس الإخباري 5 سيناريوهات وضعها رونال رودريغيز، الأستاذ والباحث بالمرصد الفنزويلي في كولومبيا التابع لجامعة روساريو.
1- مادورو يبقى في السلطة
يتمثل هذه السيناريو في أن يبقى مادورو في السلطة على الرغم من الاضطرابات التي تعيشها البلاد.
يعزز هذا السيناريو بقاء القوات المسلحة في كاراكاس موالية وبقوة لمادورو.
ليست هناك ضغوط تدفع مادورو للتنحي حتى بعد خروج آلاف الفنزويليين في مسيرات مناهضة له.
الموالون لمادورو يسيطرون على كثير من المؤسسات الحيوية الأخرى في البلاد مثل المحكمة العليا.
2- تنحي مادورو وبقاء عقيدته
هذا السيناريو يدور حول تخلي مادورو عن الرئاسة إذا كان قادراً على اختيار زعيم جديد ينتمي للنهج السياسي نفسه له. يتعلق هذا السيناريو بأن يجبر قادة الحزب الاشتراكي الذي ينتمي له مادورو على التنحي واختيار شخص آخر يمكن أن يبلي بلاء حسنا في الرئاسة ويسير على نهج الحزب نفسه.
يشير هذا السيناريو إلى أربعة أشخاص بالفعل بينهم حاكم ورئيس بلدية ينتظرون هذه اللحظة.
يعني هذا السيناريو بشكل أساسي اختيار وجه جديد بالحكومة نفسها.
3- سيطرة المعارضة
يمكن أن يؤدي الضغطان المحلي والدولي المتزايدان في نهاية المطاف إلى إجبار مادورو على التوصل لاتفاق مع المعارضة يتنحى بموجبه عن الحكم. يقول واضع السيناريو إنه من غير الواضح الشكل الذي يمكن أن يأخذه هذا الاتفاق.
أحد احتمالات الاتفاق هو أن يبقى مادورو في السلطة إلى حين إجراء انتخابات ثم يغادر ليتسلم الفائز.
الاحتمال الثاني للاتفاق هو أن يسلم مادورو البلاد لخصمه غوايدو كقائم بالأعمال بينما يدعو مادورو لإجراء انتخابات جديدة.
4- الجيش يسيطر على السلطة
الجيش في فنزويلا هو إحدى أقوى المؤسسات إن لم يكن أقواها.
يتحدث السيناريو عن سيطرة قيادة الجيش الداعمة لمادورو على السلطة.
يخشى من تفاقم الأزمة السياسية في هذا السيناريو حيث يمكن أن ينتهي المطاف بالجيش بأن يقرر أن الوقت قد حان ليحكم ويختار إدارة البلاد بنفسه ويطيح حتى بمادورو نفسه.
هناك احتمال بأن يدعو قادة الجيش إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة ثم يتنحوا عن السلطة للفائز، إلا أن السياق التاريخي يستبعد تنحي الجيش عن السلطة.
5- اجتياح أجنبي يطيح مادورو
يخشى في هذا السيناريو أن يشعل الاجتياح الأجنبي حربا أهلية تودي بحياة الآلاف وتفاقم من معاناة الفنزويليين الاقتصادية .
يدعم هذا السيناريو التقارير التي أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحث في أغسطس 2017 احتمالية استخدام خيار عسكري غير محدد للإطاحة بمادورو ومعالجة محنة فنزويلا السياسية والاقتصادية.
الاجتياح الأجنبي سيكون على الأرجح مميتاً ومكلفاً وطويل المدى ويغمس البلاد في حرب أهلية شعواء.