تعتبر بعض حالات الحمل أكثر عرضة للخطر مقارنة بحالات اخرى، مثل حمل من لديها تاريخ حدوث اجهاض او حمل خارج الرحم، او من تعدت عمر الاربعين سنة او حمل التوائم، وايضا الحمل نتيجة لتقنية طفل الانابيب.
بين د. سمير عجور اختصاصي امراض الحمل والتوليد في مستشفى المواساة الجديد أن الحمل، سواء كان طبيعيا او بعد علاج طبي او اطفال الانابيب، قد تحدث له مشاكل صحية ومنها الحمل بالتوائم. فالحمل بالتوائم قد يحدث نتيجة لأمرين: إما لعوامل طبيعية او كأثر جانبي للعلاج الطبي.
الحمل بالتوائم طبيعياً
يقدر ان %1 من حالات الحمل الطبيعي تنتج توائم، ويمكن ان يحدث ذلك عبر طريقتين:
– ان يفرز المبيض بويضتين ويتم تخصيب كلتيهما حتى تحمل السيدة بالتوائم غير المتطابقة. وبينت الدراسات أن نسبة حدوث الحمل بالتوائم غير المتطابقة تعتمد على عدة عوامل من اهمها الوراثة والبيئة. وقد اظهرت الاحصائيات أن فرصة الحمل بالتوائم تختلف وفق المنطقة التي تعيش فيها السيدة، وأن فرصة التوائم ترتفع في عدة مناطق في العالم مثل نيجيريا.
– ان ينتج المبيض بويضة واحدة ويتم تخصيبها واثناء مرحلة انقسام الخلايا لتكوين الجنين تنقسم البويضة المخصبة الى جنينين (الحمل بالتوائم المتطابقة او التوائم السيامية). وبينت الدراسات أن فرصة الحمل بالتوائم المتطابقة لا ترتبط بالوراثة او البيئة، بل بسن السيدة، حيث تزداد فرصة حدوثه مع تقدم عمر السيدة ومن دون سبب معروف.
خطورته
شدد الدكتور على خطر قصد بعض السيدات للطبيب طلبا للحمل بالتوائم، وقال «هذا التفكير خطأ ولا ينصح به طبيا ابدا. بل ان الحمل بالتوائم تبعا للعلاج الهرموني او لطفل الانابيب يعتبر خطأ طبيا. والسبب واضح عبر الاحصائيات التالية:
– فرصة حدوث الاجهاض في التوائم يتضاعف ثلاث مرات مقارنة بالحمل بالجنين الواحد.
– فرصة حدوث تشوهات للجنين في التوائم تتضاعف الى 3 – 5 مرات مقارنة بالحمل بالجنين الواحد. خصوصا في حمل التوائم المتطابقة (التوائم السيامية).
– فرص حدوث نقص في نمو الجنين وخلل في صحته وتطور نموه تتضاعف كثيرا في التوائم مقارنة بالجنين الواحد.
– فرص الولادة المبكرة تتضاعف في التوائم مقارنة بالجنين الواحد.
– فرص حدوث مشاكل اثناء الولادة والتي قد تؤدي الى مشاكل صحية خطرة للجنين والام، تتضاعف في التوائم مقارنة بالحمل بالجنين الواحد.
– تتضاعف معاناة الحامل بالتوائم من مشاكل الحمل، مثل صعوبات التغذية والحركة والنوم والاصابة بعدة امراض، مثل: السكري الحمل وارتفاع ضغط الدم وجلطات الساقين والانيميا واكتئاب ما بعد الولادة وغيرها.
– تتضاعف فرصة وفاة الجنين سواء في رحم الام او بعد الولادة في حالة التوائم.
مخاطر الحمل المتأخر
واضاف الدكتور موضحا «كما تتضاعف فرصة حدوث مشاكل الحمل وحالات خطرة تهدد صحة السيدة مثل الاصابة بالسكري والجلطات وارتفاع ضغط الدم والولادة المبكرة وتعسر الولادة وغيرها. لذا، لا ننصح السيدة بان تحمل بعد سن الاربعين، وعلى من تحمل في هذا العمر ان تتابع صحتها مع معالجها بشكل دقيق وقريب جدا حتى يتم اكتشاف المشاكل وعلاجها مبكرا لتفادي المضاعفات على الجنين وصحتها. وتتوافر حاليا الكثير من الفحوصات التي يمكنها تقييم صحة الجنين واكتشاف مشاكل الجنين الوراثية مبكرا. ومنها تحليل لعينة من دم الام يتم خلاله فصل دم الجنين وتشخيص حالته الجينية».
الحمل بعد الأربعين
قد تحمل السيدة في الاربعين طبيعيا أو تقصد الطبيب طلبا للحمل في هذ العمر. وأوضح د. سمير فرقا بين الحالتين، وقال «السيدة التي لم تحمل سابقا وترغب بالحمل لانها تزوجت في سن متأخرة، او حدث سبب منعها عن الحمل سابقا، أكثر صعوبة وخطورة مقارنة بمن حملت سابقا لكنها ترغب في حمل طفل جديد بعد الاربعين. ولكن بشكل عام، يجب التأكيد على ان الحمل بعد بلوغ سن الاربعين يعتبر من حالات الحمل الخطر الذي ترتفع معه فرصة حدوث مضاعفات عديدة. مثل اصابة الجنين بالأمراض والتشوهات الخلقية ومشاكل صحية تسبب نقص نموه وتأخر تطوره وحتى الوفاة المفاجئة، سواء في الرحم او بعد الولادة».
فرصة الطفل المنغولي
رغم امكانية حمل السيدة الكبيرة بالسن لطفل طبيعي، بيد ان فرصة الحمل بطفل مصاب بتشوه خلقي او مرض وراثي كروموسومي تكون مضاعفة وكبيرة. ومن العيوب الخلقية الجينية (الكروموسومية) التي ترتفع، فرصة حدوثها مع تقدم عمر السيدة الحامل هو الطفل المنغولي او اصابة الطفل بمتلازمة الدوان سيندروم. وتظهر الدراسات ان فرصة حدوثه تزداد بالمعدل التالي:
– للسيدة الحامل في عمر 25 سنة تكون فرصة الحمل بطفل منغولي هي 1 من بين كل 1500 حمل.
– للسيدة الحامل في عمر 30 سنة تكون فرصة الحمل بطفل منغولي هي 1 من بين كل الف حمل.
– للسيدة الحامل في عمر 35 سنه تكون فرصة الحمل بطفل منغولي هي 1 من بين كل 500 حمل.
– للسيدة الحامل في عمر 40 سنة تكون فرصة الحمل بطفل منغولي هي 1 من بين كل 100 حمل.
– للسيدة الحامل في عمر 42 سنة تكون فرصة الحمل بطفل منغولي هي 1 من بين كل 16 حملا.
– وتتضاعف نسبة الطفل المنغولي مع كل سنة بعد تعدي السيدة عمر 42 سنة.