أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء، أنّ بلاده ستنسحب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى في غضون ستة أشهر، في إطار رد متناسب على انسحاب الولايات المتحدة منها، جاء ذلك في تصريح نقلته «رويترز» عن وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح – مطلع الأسبوع – بأنّ موسكو علقت العمل بالمعاهدة التي تعود إلى فترة الحرب الباردة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنسحب منها خلال ستة أشهر إلا إذا أوقفت موسكو ما تصفه واشنطن بانتهاكات للمعاهدة الموقعة عام 1987.
وأعلنت واشنطن قبل أيام، الخروج من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة وتعليق العمل بها؛ بسبب ما قالته إنّه تهديدٌ روسي للأمن القومي الأمريكي، حسبما صرح وزير الخارجية مايك بومبيو.
وبينما لم يتحدث بومبيو عن أي تهديدات روسية حدثت، إلا أنّ مدير الاستخبارات الوطني الأمريكي دان كوتس، تحدّث عن تطوير روسيا صاروخًا من طراز كروز m729، قبل حوالي عقدين، وقامت باختباره عام 2015.
وأضاف كوتس أنّ الولايات المتحدة عرضت القضية أمام روسيا أكثر من مرة منذ عام 2013، إلا أنّ موسكو كانت تنكر الموضوع، ومن ثم تطالب بالمزيد من المعلومات للتحري عن الطريقة الاستخبارية التي حصلت فيها واشنطن على المعلومات، وعندما قامت الولايات المتحدة أخيرًا بالكشف عن اسم الصاروخ علنًا، اعترفت روسيا بتطويرها للصاروخ غير أنّها قالت إنّه لا يخرق الاتفاق.
ووقّعت هذه المعاهدة في 8 ديسمبر 1987 في زمن الحرب الباردة، بين الولايات المتحدة واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، من أجل القضاء على الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وتمّ إبرامها في واشنطن من قبل الرئيس رونالد ريجان، والأمين العام ميخائيل جورباتشوف، وصادق عليها مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة في 27 مايو 1988، ودخلت حيز النفاذ في أول يونيو من ذلك العام.
وعقب القرار الأمريكي بالانسحاب من المعاهدة، أعلنت الخارجية الروسية أنّ موسكو تحتفظ بحق الرد في حال تم فسخ معاهدة القوى النووية المتوسطة نهائيًّا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «هذا القرار جزء من استراتيجية واشنطن للتنصل من التزاماتها الدولية.. هذا ليس مسألة تحميل روسيا المسؤولية بل هي استراتيجية الولايات المتحدة للتنصل من التزاماتها القانونية الدولية في مختلف المجالات».