حسمت محكمة تنزانية مصير سيدة الأعمال الصينية، ليانج فينج جلان، الشهيرة بـ«ملكة العاج»، حيث قضت بسجنها 15 عامًا بعد ضلوعها في تهريب أنياب نحو 350 فيلًا، يبلغ وزنها 2 طن، بعدما وُجِّهت لها اتهامات بتهريب 860 قطعة من العاج خلال الفترة من 2000 إلى 2004، بقيمة 5.6 مليون دولار.
وقالت مصادر أمنية: إنَّ «ليانج» (69 عامًا) تعيش في تنزانيا منذ السبعينيات، وشغلت منصب الأمين العام لمجلس الأعمال الصيني- الإفريقي بتنزانيا. كما تمتلك ليانج التي تتحدث السواحلية مطعمًا صينيًا شعبيًا في دار السلام، فيما رحَّبت جماعات الحفاظ على البيئة بإدانة «يانج» وقالت: إنها دليل على جدية الحكومة في مكافحة الصيد غير المشروع للحياة البرية، ولكنها انتقدت الحكم.
وفي عام 1989 تم حظر تجارة العاج في العالم، عبر اتفاقية «سايتس»، فيما تم الإعلان عام 2011 عن مقتل 25 ألف فيل إفريقي، في حين أن تقديرات أخرى تشير إلى أن العدد الفعلي يتجاوز هذا الرقم بمراحل، حيث فقدت إفريقيا في ثمانينيات القرن العشرين نصف قطعانها من الفيلة (600 ألف فيل) وبلغ العاج المُصادَر في الصين في الفترة من 1989 إلى 2011 حوالي 41095 كيلوجرامًا.
وفيما يتواجد العاج في دول إفريقية كثيرة منها، تنزانيا، وساحل العاج، والكونغو والنيجر، وغانا، وفي آسيا يتواجد بكثرة في شبه القارة الهندية، فقد قال مديرة الصندوق العالمي للحياة البرية بتنزانيا، أماني نجوسارو، لوكالة رويترز تعليقًا على سجن سيدة الأعمال الصينية، ليانج فينج جلان: «ليس عقابًا كافيًا للفظائع التي ارتكبتها ولمسؤوليتها عن الصيد غير المشروع لآلاف الأفيال في تنزانيا.. لقد كانت تدير شبكة قتلت آلاف الأفيال…».
وتجارة العاج في الصين وحدها مسؤولة عن وفيات تصل إلى 30 ألف فيل سنويًا في القارة الإفريقية، يأتي هذا رغم أنَّ الصين أقرّت مؤخرًا الحظر الجزئي لتجارة العاج، ما أدَّى حتى الآن إلى تراجع بنسبة 80% للمصنوعات العاجية التي تدخل البلاد، وتراجعت أسعار العاج الخام في الصين بنسبة 65%، وبحسب الصندوق الدولي لرعاية الحيوان IFAW، فقد أعلن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، أنَّ الصيد غير المشروع للفيلة أدَّى خلال 10 سنوات إلى تراجع أعدادها بـ110 آلاف، حتى بلغ الآن 415 ألف فيل.
ووفقًا لإحصاء أجري عام 2004 تراجع عدد الأفيال في تنزانيا من 110 آلاف فيل في 2009 إلى أقل من 43 ألفًا في 2014 مع إنحاء جماعات الحفاظ على البيئة باللوم على الصيد غير المشروع.
وأدَّى طلب دول آسيوية مثل الصين وفيتنام على العاج حيث يتم تحويله إلى مجوهرات وحلي إلى زيادة في الصيد غير المشروع عبر إفريقيا.
والعاج مادة تتكون منها أنياب الفيل وتتوفر في إفريقيا التي تعدّ من أهم مصادره، كذلك يوجد في الهند وبلدان شرق آسيا، وهو مادة ثمينة جدًا تصنع منها مفاتيح البيانو الفاخرة وكرات البلياردو والكثير من التحف وأدوات الزينة، حيث يمكن حفره ونقشه، وقد استُعْمِل العاج على مر العصور بكثافة وفاق استعماله في القرن العشرين كل ذلك حتى كاد العاج أن يتسبب بالقضاء على كل الفيلة، الآن يمنع صيد الفيلة من أجل أنيابها وأصبح لها محميات تتكاثر فيها بأمان.
وتُعتبر تجارة العاج من الأمور التي تم تجريمها حديثًا؛ فالمعروف عن هذه التجارة أنها تعني الحصول على العاج بعد قتل عددٍ لا بأس به من الفيلة يوميًا، لذا سعت العديد من المنظمات الحقوقية العالمية لمحاربة هذه التجارة بشتى الطرق، كما تمَّ تجريم هذه التجارة، ومعاملتها معاملة الاتجار بالمخدرات؛ حفاظًا على الفيلة من الخطر المحدق بهم.
وكانت السلطات البريطانية قد ناقشت فكرة حظر المنتجات المصنوعة من العاج، وبيع كل التحف التي تحتوي على العاج في سعيها للحدّ من هذه التجارة غير القانونية، ومعالجة الصيد الجائر والمساعدة في حماية الأفيال، وذكرت الحكومة، في وقت سابق، أن قانونًا جديدًا سيفرض أقوى حظر على العاج في أوروبا، إضافة إلى أنَّه من أكثر القوانين صرامة في العالم.