يبدأ المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتس يوم غد الاحد زيارة رسمية للكويت هي الثانية من نوعها لمستشار نمساوي منذ الزيارة التاريخية التي قام بها المستشار الاشتراكي الراحل برونو كرايسكي في ثمانينيات القرن الماضي.
وتكتسب زيارة المستشار كورتس التي تهدف الى دعم وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات اهمية خاصة باعتبارها تأتي بعد اقل من شهر من لقاء المستشار مع سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في اعمال القمة الاوروبية العربية التي عقدت في شرم الشيخ.
وكان المستشار النمساوي وصف لقاءه مع سمو أمير البلاد خلال قمة شرم الشيخ بانه “كان وديا وساده التفاهم المشترك حول مختلف القضايا والمشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط”.
واستبق المستشار كورتس زيارته للكويت بالإشادة بحكمة سمو امير البلاد ومساعيه في ايجاد حلول سلمية لمشاكل المنطقة اذ يتطلع المستشار الى استكمال بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك خلال زيارته غدا.
وضمن هذه الاجواء الايجابية تأتي زيارة المستشار النمساوي التي تتزامن مع مرور 54 عاما من العلاقات الدبلوماسية المتطورة بين البلدين والمبنية على الثقة والاحترام المتبادل اذ يتطلع البلدان الصديقان من خلال هذه الزيارة التاريخية للمستشار الى دفع مستوى العلاقات الى آفاق أوسع.
وساهمت الزيارة الرسمية للمستشار النمساوي الراحل برونو كرايسكي للكويت عام 1981 في وضع حجر الاساس في مسيرة التعاون المتميزة بين البلدين اذ حققت تطورا ملحوظا في العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وقررت الحكومة النمساوية بعد مرور نحو اربعة اعوام من تلك الزيارة التاريخية افتتاح سفارة لها في الكويت لتبدأ قصة نجاح مستمر في علاقات البلدين الصديقين.
وتعتبر الكويت من اوائل الدول العربية والخليجية بالذات التي ترتبط بعلاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية مع النمسا وبالتحديد منذ عام 1965.
وتم افتتاح السفارة النمساوية في الكويت عام 1979 على مستوى قائم بالاعمال على امتداد اربعة اعوام قبل ان يقرر المستشار الراحل كرايسكي عام 1984 تعيين سفير للنمسا في الكويت.
اما من جانب الكويت فقد افتتحت سفارتها رسميا في العاصمة النمساوية فيينا عام 1984 على مستوى سفير مقيم ومنذ ذلك التاريخ وعلى امتداد 35 عاما تناوب ستة سفراء في تمثيل الكويت لدى النمسا وساهموا كل من موقعه في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وكان اول دبلوماسي عينته الكويت على رأس البعثة الدبلوماسية الكويتية لدى النمسا هو السفير عبدالحميد العوضي الذي تولى شخصيا مهمة تأسيس السفارة الكويتية في النمسا واعداد طاقمها المحلي بالكامل الى جانب الدبلوماسيين المعتمدين من الكويت ثم جاء بعده السفير فيصل الغيص واستمر في الخدمة مدة سبع سنوات.
وفي عام 1999 تولت السفيرة نبيلة الملا رئاسة البعثة الدبلوماسية الكويتية في النمسا والممثلية الدائمة للكويت لدى المنظمات الدولية في فيينا حيث واصلت البناء على ما قام به أسلافها الدبلوماسيون اضافة الى تألقها باعتبارها اول امرأة عربية وخليجية في تاريخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتولى رئاسة مجلس محافظي الوكالة عام 2003 لتكون فترة رئاستها شهادة للعالم على ما وصلت اليه المرأة الكويتية من تطور ورقي.
وفي عام 2004 تولى السفير فوزي الجاسم رئاسة الدبلوماسية الكويتية في فيينا ليواصل ذات النهج وخاصة من ناحية استكمال انشاء مبنى السفارة الكويتية الجديدة في النمسا ليخلفه بعد خمس سنوات السفير الكويتي محمد الصلال الذي انتقلت في عهده السفارة الكويتية في النمسا الى مقرها الجديد في احد ارقى احياء العاصمة النمساوية فيينا.
وفي عام 2013 تولى السفير الكويتي الحالي صادق معرفي رئاسة البعثة الكويتية في النمسا والممثلية الدائمة للكويت لدى المنظمات الدولية في فيينا وتعزز دور الدبلوماسية الكويتية في فيينا ولدى هذه المنظمات وأثمرت عنها الزيارة المنتظرة للمستشار النمساوي للكويت.
ويرتبط البلدان منذ انطلاق العلاقات الدبلوماسية قبل 54 عاما بالعديد من اتفاقيات التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والنقل الجوي وتشجيع وحماية الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي اضافة الى توقيع بروتوكول تعاون بين غرفة تجارة وصناعة الكويت ونظيرتها النمساوية.
وطوال 54 عاما من العلاقات المتميزة بين البلدين قام كبار المسؤولين الكويتيين بزيارات عديدة الا ان زيارة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لفيينا في ثمانينيات القرن الماضي عندما كان وزيرا للخارجية شكلت انعطافة كبيرة في العلاقات بين البلدين الصديقين.
ورسخت هذه الزيارة العلاقات نحو المزيد من التقدم والتطور لتتوج بعد ذلك بحركة قوية في تبادل الزيارات بين البلدين الصديقين حيث توافد على النمسا العديد من الوزراء وكبار المسؤولين منهم وزراء النفط والمالية والصحة والعدل ومجموعات الصداقة البرلمانية الكويتية وغيرها.
اما بالنسبة للجانب النمساوي فقد شكلت زيارة المستشار الاشتراكي الراحل برونو كرايسكي حجر الاساس في العلاقات الكويتية النمساوية تلتها عام 1984 زيارة وزير الخارجية النمساوي ارفين لانس وفي عام 1988 كانت الكويت على موعد مع زيارة رفيعة المستوى لرئيس جمهورية النمسا الراحل كورت فالدهايم ثم زيارة خلفه الرئيس السابق هاينز فيشير عام 2009 تمخضت عنها نتائج ايجابية على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها.
ولم ينقطع تبادل الوفود بين الكويت والنمسا حيث زار طوال هذه الفترة رؤساء البرلمان ووفود اقتصادية وغالبية وزراء خارجية النمسا كان اخرها الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الحالية كارين كنايسل للكويت في ديسمبر العام الماضي.
ويتوقع وعلى نطاق واسع ان يتركز البحث خلال زيارة المستشار كورتس للكويت على توسيع حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي يوصف بانه متواضع بالمقارنة بمتانة العلاقات السياسية القائمة بينهما.
والى جانب الدور الهام الذي ادته الدبلوماسية الكويتية على امتداد اربعة وخمسين عاما من العلاقات النمساوية الكويتية فقد ساهمت وكالة الانباء الكويتية (كونا) بدورها في دعم هذه العلاقات حيث كانت من أوائل وكالات الأنباء العربية التي فتحت مكتبا لها في فيينا بداية الثمانينيات من القرن الماضي وساهم مراسلو الوكالة في تغطية مختلف الاحداث مع اعطاء الاهتمام الاكبر للعلاقات النمساوية – الكويتية ولشؤون منظمات الأمم المتحدة في فيينا الامر الذي دفع بالمستشارية النمساوية (الحكومة) عام 2006 الى تقديم شهادة تقدير الى وكالة الانباء الكويتية في فيينا اعترافا منها بدورها في تعزيز علاقات النمسا بالكويت وبالعالم العربي ايضا.
شاهد أيضاً
«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها
أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …