تشير بعض التقارير الأمريكية إلى أن 66 بالمائة من الناس يحرصون على غسل أيديهم في الحمامات العامة فقط عقب استخدام الحمام، لكنهم قد لا يفعلون ذلك في المنزل، ربما اعتقادًا منهم بأن الجراثيم الموجودة بحمامات منازلهم، هي جراثيم خاصة بهم وبأسرهم ومن ثم يعتقدون أنهم محصنون منها.. فهل هذا صحيح؟
للإجابة عن ذلك يقول العلماء: إن لكل إنسان ما يشبه جواز السفر الجرثومي الخاص به، الذي يتم تعريفه به في عالم كبير من الخلايا البشرية التي تحيا بين عالم أكبر من الخلايا البكتيرية، ويفترض العلماء مثلًا أنه إذا كان الذكور يشكلون نصف سكان كوكبنا، فإنهم بذلك يشكلون كتلة من الخلايا تساوي 30 تريليون خلية بشرية، يقابلها 39 تريليون خلية بكتيرية، ولذلك فإن جهازك المناعي يحاول التأقلم مع بعضها ويقبلها على أنها ذاتية.
ومن المحتمل أن تحمل أنت وعائلتك كائنات دقيقة متشابهة؛ نظرًا لأنك تمرر الجراثيم باستمرار ذهابًا وإيابًّا، ما يعني أنك على الأرجح قد تأقلمت مع جراثيمها أيضًا، لكن هذا لا يعني أنه يمكنك تخطي غسل اليدين في المنزل أو أنك لن تمرض أبدًا من جراثيمك أو من جراثيم أسرتك.
وفي حين أن معظم هذه الخلايا البكتيرية تعيش في القناة الهضمية، لكنها في حالة قطع أو كشط أنسجتك، حتى البكتيريا الخاصة بك يمكن أن تهاجمك، وكذلك المكورات العنقودية الذهبية، وهو نوع من البكتيريا يتواجد داخل أنوف أو حناجر أو على جلد حوالي ثلث الأشخاص الأصحاء، وإذا ضعف جهاز المناعة أو دخلت هذه البكتيريا جسمك عن طريق جرح مفتوح، فقد يتسبب ذلك في حدوث عدوى.
كما يؤكد الخبراء أن هناك سببًا آخر يدفعك إلي ضرورة عدم تخطي غسل يديك في المنزل، يتمثل في أنه من المحتمل ألا تقضي أيامًا كاملة في منزلك، ولذلك فأنت عرضة لأن تحمل عددًا لا حصر له من الجراثيم، من خلال تعاملك مع مجموعة كبيرة من الأشخاص والعناصر والأحداث التي واجهتها طوال اليوم، لذا وحتى تصل إلى حمامك الخاص، ربما تكون يداك مليئة بجميع الجراثيم التي التقطتها بدءًا من أزرار المصاعد، منضدة العمل، القطع النقدية، الدرابزين، مقابض الأبواب وغيرها من الأسطح التي يلامسها مئات الآلاف أيضًا، كما أنه في هذا الوقت من السنة، يمكن أن تشمل وجباتك اليومية الكثير من المخلوقات، مثل فيروسات البرد والإنفلونزا.
وعندما تتجاهل غسل يديك في المنزل، فإنك في الحقيقة تخاطر بنشر هذه الجراثيم السيئة إلى عائلتك وأي شخص آخر يدخل منزلك، وبالإضافة إلى ذلك فإن غسل اليدين – بغض النظر عن مكان وجودك – هو في نهاية المطاف الشيء الأهم الذي يجب فعله، فزملاؤك ليسوا محصنين ضد الجراثيم الموجودة في حمامك، لذا فإن غسل اليدين يحميهم أيضًا، كما يحمي أسرتك.
لذلك ينصح الخبراء بغسل يديك بالصابون والماء لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وتأكد من تنظيف وجهي يديك، بين أصابعك وتحت أظافرك، وعدم وجود صابون في متناول اليد ليس عذرًا لتخطي الطقوس؛ حيث توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بغسل يديك بمطهر يدوي بالكحول في حالة عدم توافر الصابون.