حظيت مبادرة ” مهندسون بلا حدود – الكويت ” لتطوير وإعادة تأهيل سوق الحريم باهتمام رئيس وأعضاء لجنة العاصمة في المجلس البلدي ، حيث أكد رئيس اللجنة وأعضاء اللجنة أنهم سيولون المقترح الدراسة المطلوبة مثمنا عاليا هذا الجهد التطوعي ، وبدوره دعا عضو اللجنة نائب رئيس المجلس البلدي عبد الله المحري الى الاهتمام بالجانب التراثي وإعادة احيائه ، لافتا الى الدور الكبير لهذا السوق في التراث الكويتي ، وأما عضو اللجنة المهندسة مها البغلي فأكدت ان المبادرة جديرة بالاهتمام والتوسع والتطوير.
مبادرة تطوعية
جاء ذلك خلال عرض رئيسة ” مهندسون بلا حدود –الكويت ” المهندسة زينب القراشي مبادرتها لتطوير السوق في اجتماع لجنة العاصمة أمس ( الأحد ) بحضور رئيس اللجنة الدكتور حسن كمال ومقررها المهندس مشعل الحمضان ونائب رئيس المجلس البلدي عبد الله المحري وعضو المجلس المهندسة مها البغلي وممثلي الجهاز التنفيذي للدولة ومدير الادارة الهندسية بالمجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب المهندس رشود العازمي ، وضم فريق عمل ” مهندسون بلاحدود – الكويت ” الذي ضم كلا من : مدير العلاقات العامة المهندس حسن الحمد والمتطوعة المعمارية أسماء الطويل ، ورئيس فريق الطاقات المتجددة المهندس يوسف العجيري .
تعديل لائحي
وبدورها عرضت رئيسة ” مهندسون بلا حدود – الكويت ” فكرة تطوير السوق ، حيث أكدت أن لائحة الأسواق العامة بحاجة الى تطوير وتعديل ليتمكن الجهاز التنفيذي في البلدية من تشغيل السوق فور الانتهاء من إعادة تأهيليه ، لافتة الى أنه وللاستغلال الأمثل للمشروع فإننا نحتاج الى تعديل الأحكام العامة من المادة الخامسة من القرار رقم 151 / 2006 والبندين الثاني والسابع عشر المتعلقين بشروط الذين يتم التخصيص لهم في السوق .
وأكدت القراشي أن ” مهندسون بلا حدود – الكويت ” لاتهدف الى تشغيل السوق أو إدارته وإنما القيام بمبادرة ومشروع تطوعي تحت مظلة الأنظمة والقوانيين المتاحة في البلدية ، مضيفة أننا نقترح تحديد أسعار رزية للبسطات ، وعدم تأجير المساحة لنفس الشخص لمدة تتجاوز الست شهور حتى تعطى الفرصة لأكبر عدد من المستفيدين مع وضع آلية تلزم المؤجر باتباع الضوابط وفي حال عدم التزامه لا يتم التجديد له ، مع امكانية استخدام البسطات لفترات محددة خلال السنة كمعارض موسمية متنوعة ، وتحديد أنواع الأنشطة التجارية المسموح مزاولتها في السوق مع تحديد أنواع السلع المسموح ببيعها و التي تخص المرأة و الأسرة.
الطابع التراثي
وأشارت القراشي الى أن المبادرة المقدمة من ” مهندسون بلا حدود – الكويت ” تحافظ على الطابع التراثي للسوق وعلى هويته الحالية مع تطوير وضع البسطات فيه لتكون أكثر مواءمة وتتيج لمزيد من النساء استغلال واستثمار هذه البسطات والعمل فيها ، مضيفة أننا نهدف الى إعادة احياء التراث المعماري والحضاري الكويتي ، ومواكبة خطط البلدية لتطويرالمنطقة المحيطة بأسواق المباركية، التحفيز على الإبداع وتوفير المزيد من فرص التنمية الاقتصادية، تعزيز من قدرة ريادة الأعمال لتوفير مزيد من الرخاء الاقتصادي للمراة الكويتية ، زيادة مشاركة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد المحلي ، إنعاش السياحة الاقتصادية بإعتبار أن السوق و المنطقة المحيطة جاذبة للسياح، عكس صورة مشرقة لدولة لكويت من حيث إهتمامها بتحقيق العدالة الاقتصادية للمرأة.
تصميم للبسطات
وحول البسطات ومقاساتها أوضحت القراشي أن المبادرة المقدمة تطوعيا تتطلب إعادة تخطيط السوق وتحديد مساحات البسطات والتي نرى إعادة تسميتها بالأجنحة ، وكما هو موضح بالأبعاد الحالية يمكن ملاحظة مدى صغر مساحة البسطة ، وهذا الأمر يترتب عليه صعوبة في الحركة داخل المساحة المخصصة للبائعة وعدم توفر مساحة إضافية لتخزين باقي البضاعة، مضيفة أنه وفي حال بقيت المساحة على حالها السابق ستكون محصلة الأمر جناح ( بسطة ) مليء بالبضائع وتراكم الفوضى داخله كما أنه يفتقد إلى الشكل الجمالي.
وأضافت القراشي أن المقترح الخاص يأخذ بعين الاعتبار أن يكون التصميم بطريقة مواكبة للعصر مع الحفاظ على التراث المعماري الكويتي مع إعادة استخدام العناصر الموجودة لتحقيق التنمية المستدامة ، الحرص على توفير فرص متساوية لجميع المستخدمين ويحقق توفير أماكن تخزين محدودة لا تؤثر على الشكل الجمالي و تسهل الحركة في سوق.
وأوضحت أن تصميم البسطة الجديد يتضمن 3 أجزاء رئيسية الأول وضع “لوحات إرشادية” عليها رقم الجناح من شأنها تسهيل الوصول إلى جناح البائعة للتتمكن من وصفه للزبائن من خلال الوسائل الإعلانية وقنوات التواصل الاجتماعي الحديثة المختلفة ، وتوفير مساحة عرض للبضائع بحيث تكون واسعة لعرض أكبر عدد من السلع وبشكل مرتب يجذب الزبائن للجناح ، كما يوفر وحدة تخزين محددة تمكن البائعة من وضع باقي بضاعتها بدلاً عن تكون وضعها بشكل متكدس يصعب من الحركة داخل الجناح. ، مضيفة أن التصميم الجديد للبسطات تصميم الأجنحة الجديدة بطريقة ذكية تسهل على كل من البائعة والمشتري سهولة عملية الوصول والبيع، فللبائعة مع التصميم الجديد أصبح لها فرصة متساوية مع البائعات الأخريات لتتمكن من استقبال الزبائن من ثلاثة جهات مختلفة، أما المشتري أصبحت حركته أكثر سهولة للتنقل من جناح إلى الآخر بكل أريحية بين الممرات.
حلول التبريد
وعرضت القراشي أيضا حلولا فنية للتهوية موضحة أن سوق الحريم خارجي ويواجه صعوبة في العمل تحت درجات حرارة مرتفعة ولعل العامل المناخي أنه سيقلل توافد الزبائن عليه في فترات الصيف، مضيفة أن هذا الوضع يتطلب وضع حلولا دائمة لمشكلة التهوية والتبريد، وأن هناك أكثر من طريقة يمكن استخدامها في الموقع الأولى التبريد بالإشعاع والثانية استخدام نظام التبريد بانضغاط البخار والتبريد التبخيري ( الصحراوي ) وهي طرق تحقق الاستدامة والهدف التبريدي المنشود دون إحداث أي تغييرات كبيرة في البناء التراثي القديم الموجودة.