في عام 1955 نشرت مجلة لايف تقريرًا حول أيقونة السينما آنذاك، جريتا جاربوا، التي اختارت العزلة على استكمال حياة النجومية، نقلت فيه المجلة عن جاربو قولها: «لم أقل: أبدًا أريد أن أكون وحدي، قلت: فقط أريد أن أكون وحدي، وهناك فرق بين الجملتين».
وقد تقاعدت النجمة في ذروة حياتها المهنية فجأة في محاولة للهروب من خوف هوليود، ساعية وراء ما يطلق عليه علماء النفس: العزلة المصممة ذاتيًا، فيما ظلت طوال حياتها مطاردة من الكاميرات، ولعلَّ بعض اللقطات الأكثر شهرة لها وهي تحاول عبثًا التهرب من الكاميرات والعدسات المكبرة في شوارع مانهاتن المزدحمة عن طريق أخذ مسارات المشي المنعزلة، أو حتي السباحة في المحيط بعيدًا عن الناس.
وحسب الخبراء فالإحساس بالعزلة الاجتماعية أو الوحدة الناجمة عن النبذ أو الإقصاء يمكن أن يكون مدمرًا من الناحية النفسية، ومع ذلك فإنَّ بعض الأشخاص يستمتعون حقًا بقضاء الوقت وحدهم ولا يساوون العزلة بالوحدة، وقد وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يختارون قضاء الوقت بمفردهم لأسباب تتعلق بتقرير المصير في الجوانب الإيجابية، في الغالب يكونون أقل عرضة لخطر العزلة في صورتها الاجتماعية.
وعندما يتعلق الأمر بدوافع البحث عن العزلة، فإنَّ العوامل الرئيسية في المعادلة هي الاختيار ودافع الفرد لرغبته في أن يكون وحده؛ حيث يختارها البعض لرفاههم النفسي والإبداعي والروحي، مقابل أولئك الذين لديهم دوافع سلبية للبحث عن العزلة مثل القلق الاجتماعي، وغالبًا ما يجدون أنفسهم معزولين بطرق مرتبطة بالوحدة أو خلل النطق أو الاكتئاب.
واعتمادًا على أسباب رغبة شخص ما في أن يكون وحيدًا، يظهر الدافع لحجم العزلة أن الوقت وحده يمكن أن يكون له عدد لا يحصى من الانقلابات المحتملة، فالبحث عن العزلة ليس بالضرورة علامة حمراء تشير إلى وجود خطأ ما، حيث يعتقد الباحثون أنَّ اختيار العزلة قد يساعد الأشخاص على الازدهار، من خلال تسهيل قبول الذات والنمو الشخصي والتعبير الإبداعي والترابط الروحي.
وحسب د.مارجريتا ازميتيا كبيرة الباحثين في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، فإنَّ العزلة حصلت على الكثير من الدعاية السيئة خاصة بالنسبة للمراهقين، الذين وصفوا بأنهم غير كفء اجتماعيًا، كوصمة عار بالنسبة للأطفال الذين يقضون وقتًا بمفردهم ويطلق عليهم الوحيدون، ولكن من المفيد معرفة متى يجب أن تكون وحيدًا ومتى يجب أن تكون مع الآخرين.