نشأ عبد اللطيف جميل محمد طفلا بريئا لعائلة ثرية في مدينة كاندي السريلانكية، وترعرع في بيت الجد وسط عائلة هادئة و6 أشقاء.
صرحت بذلك شقيقته، سامسول هداية، لصحيفة “ديلي ميل” في حوار عقب إعلان وزير الدفاع السريلانكي، روان ويجيواردير، لوسائل الإعلام، يوم أمس الأربعاء، عن هوية أحد منفذي العمليات الإرهابية، والذي درس في بريطانيا وأكمل دراساته العليا في أستراليا قبل عودته للإقامة في سريلانكا.
لقد فشل محمد في إطلاق جهاز تفجير في فندق تاج سامودرا، لكن قنبلته المعطلة انفجرت (بالخطأ ربما) في بيت ضيافة، مخلّفة وراءها سائحا قتيلا بالإضافة إليه شخصيا.
وتقول هداية أن محمد ولد في 1982، وحصل على تعليمه المدرسي في مدرسة غامبولا الدولية قبل التحاقه بدراسة مستوى A في المعهد الملكي، وهو مؤسسة تعليمية مرموقة في كولومبو التي انتقل إليها عقب وفاة والده، وانتقال الوالدة والأبناء إلى كولومبو.
ثم سافر محمد إلى بريطانيا، حيث تعتقد إدارة مكافحة الإرهاب البريطانية بأنه درس هندسة الطيران بجامعة كينغستون في الجنوب الغربي من لندن، في الفترة 2006-2007، بينما يبحث المحققون البريطانيون الآن عن أي أدلة أو آثار لتطرفه أثناء وجوده بالمملكة المتحدة.
بعد عودته من بريطانيا، انتقل محمد إلى منزل آخر، ووقع في حب ابنة صاحب المنزل وتدعى شفانة، وهي من عائلة غنية تشتغل في تجارة اللحوم، حيث تزوج الثنائي قبل سفره إلى أستراليا، لإكمال الدراسات العليا.
وقالت سامسول هداية إن رحلة محمد نحو التطرف بدأت حينما كان يعيش في أستراليا، حيث أطلق لحيته، وبدأ في انتقاد ومقاطعة أشقائه لحلاقتهم لحاهم، ثم انسحب من العائلة، وأصبح شخصا مختلفا، ففقد روح دعابته، وأصبح صامتا وجادا طوال الوقت، ولم يعد يضحك أو حتى يبتسم لأي أحد.
“كان شقيقي في السابق مرحا، يحب الموسيقى. قبل وفاته وبعد عودته من أستراليا، لم يكن يسمح لأبنائه بسماع الموسيقى، ولم يعد ودودا مع أحد”. سامسول هداية، شقيقة أحد منفذي العملية الإرهابية في سريلانكا.
وأضافت سامسول قائلة: “كنا نتجادل بشأن الدين، وكنت أملّ من الشجار فكنت أستسلم له وأقول له إنه محق وكفى. وفي النهاية توقفت عن الحديث معه في أي من هذه الشؤون، ثم تشاجر مع أشقائه، ولم يعد يرى أحد منا فيما بعد.. على الرغم من ذلك كله، لم أكن أتخيل يوما أن يذهب إلى ذلك الحد، لا زلت لا أصدق، شيئا ما حدث في أستراليا غيّر شخصيته”.
بعد الحادث، ألقي القبض على شفانة، زوجة محمد، وأصبح أبناؤهما الأربعة (6-4-2 سنوات وطفل 6 أشهر) يعيشون مع جدتهم في نفس البيت الذي خطط فيه محمد لجريمته الشنعاء.
المصدر: ديلي ميل