قد تكون بعض أنماط الشخير مدعاة للقلق، وذلك إذا بدا أنَّ الشخص يتوقف عن التنفس أو يعاني من التنفس الضحل جدًا لمدة ثلاث أو أربع ثوانٍ، ثم هناك قرقرة أو اختناق مصحوب بنوع من الاهتزاز الشديد، وكأنَّ الجسم يحاول أن يستيقظ، هنا يكون من الضروري مراجعة الطبيب.
وفقًا لإحصاءات مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، فإنَّ واحدًا تقريبًا من كل 3 رجال، وامرأة من كل 4 نساء، يشخرون أثناء النوم تقريبًا كل ليلة، فلماذا يشخر الناس أثناء النوم؟ حسب الخبراء، فعندما نكون نائمين، فإننا نميل إلى فقدان تناغم العضلات، بمعنى أنَّ اللسان يتخبط والأنسجة والعضلات في الحلق والأنف أثناء الشهيق والزفير، ويتسبب الهواء الذي يمرّ عبر هذه الأنسجة وبينها في اهتزازها، مما يؤدّي بدوره إلى حدوث هذا الشخير.
وهناك مجموعة من العوامل التي تؤدّي إلى ميل الشخص للشخير، منها زيادة الوزن، وعمومًا لدينا جميعًا أسرة سمينة عند قاعدة اللسان وعلى طول الحلق العلوي، وعندما تشغل هذه مساحة أكبر يمكنها دفع العضلات ومنعها عن العمل، كما يمكن أن يؤدّي شرب الكحول إلى زيادة استرخاء العضلات والأنسجة في مجرى الهواء، وبالتالي تعزيز الشخير، كما يمكن للنوم الخلفي علي الظهر أيضًا أن يتسبب في تراجع لسانك في حلقك، حيث قد يؤدي إلى تقييد تدفق الهواء وزيادة الاهتزازات.
كما أن هناك العديد من العوامل الهيكلية تؤدّي أيضًا إلى الشخير، أحدها هو الحاجز المنحرف، وهو عندما يكون الجدار الموجود داخل أنفك والذي يفصل بين فتحتي أنفك منحرفًا، وبالتالي يقرع من دوران الهواء، ولكن الخبر السار هو أن الشخير في معظم الحالات لا يمثّل مشكلة، ولكن هناك بالتأكيد استثناءات.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2016 ونشرت في مجلة النوم والتنفس، أنَّ الشخير بالإضافة إلى توقف التنفس الطويل المعروف أيضًا باسم توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم، يرتبط بزيادة مضاعفة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فانقطاع التنفس أثناء النوم قد يؤدّي إلى نقص الأكسدة المتقطع، وهي حالة طبية لا تتلقى فيها أنسجة الجسم كمية كافية من الأكسجين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تلف الشرايين أو الانسداد والالتهابات وتغييرات الضغط غير الصحية داخل الصدر.
وباختصار إذا بدا أن النائم يتنفس بشكل طبيعي وإن كان بصوت عالٍ، فإنَّ الشخير ليس مصدر قلق، والاستثناء الوحيد هو إذا أصيب شخص فجأة بشخير حاد، فالشخير الحاد الجديد يمكن أن يكون علامة على وجود عائق في مجرى الهواء.