دعا رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارد لارشيه الكويتيين لزيارة فرنسا، وألا يقلقوا مما حدث في فرنسا خلال الفترة السابقة، فهي دولة عظيمة والكويتيون مرحب بهم فيها، لافتا إلى أن التعاون بين الكويت وفرنسا استثنائي في المنطقة.
وأضاف لارشيه الذي يعتبر أول رئيس لمجلس الشيوخ الفرنسي يزور الكويت، للصحافيين على هامش حفل استقبال أقامته السفيرة الفرنسية على شرفه، في محل إقامتها أول من أمس، أنه لاحظ «ديموقراطية حقيقية في مجلس الأمة الكويتي» لدى حضوره إحدى جلساته «ما يوحي بأن الانتخابات في الكويت كانت نزيهة، وأن هناك سلطة للبرلمان الكويتي في مراقبة الأداء الحكومي».
وبشأن تأثير الخروج البريطاني على فرنسا، قال «هذا قرار الشعب البريطاني، ونحن نحترم قرارهم، إلا أنني أعتبر أنه ليس في صالح البريطانيين ولن يستمر لمدة طويلة».
ولفت إلى أن قرار إعفاء الكويتيين من تأشيرة «شينغن» يرجع للاتحاد الأوروبي، وهو غير مطروح حاليا على أجندة الاتحاد، بانتظار قرار اللجنة المشتركة وما يقرره الأغلبية في هذا الشأن، مؤكداً دعمه الكبير للطلب الكويتي.
وعن التعاون بين البرلمانين الفرنسي والكويتي في مجال التشريعات، قال «أنا أحترم جميع الدساتير والقوانين في جميع الدول، وكانت هناك مناقشات بين مجلسي الشيوخ الفرنسي والأمة الكويتي حول بعض القوانين وتبادل الخبرات في هذا المجال، منها قانون مكافحة الأخبار المزيفة»، لافتا إلى أنهم سيدعون لاجتماع للدول الأوروبية وبعض الدول الافريقية والعربية لرفع مستوى العاملين في المجال البرلماني.
وعما اذا كان البرلمان الفرنسي أقر قانون مكافحة الأخبار الكاذبة، قال «نحن بانتظار عرض هذا القانون على البرلمان الأوروبي خلال أسبوع، لافتا إلى أن البرلمان الفرنسي بدأ بتجربة ناجحة منذ خمسة أشهر للرد على أي خبر خاطئ عن البرلمان خلال أقل من 48 ساعة».
ولفت إلى أن هناك معارضين لهذا القانون بحجة أنه ضد حرية التعبير، لكن الكذب عدو للديمقراطية ويشكل خطرا كبيرا، ولذلك لا بد من تشريع وسائل للحد من هذه الأكاذيب.
وبشأن رؤيته الى المنطقة بعد تنفيذ فرض العقوبات على ايران، قال «فرنسا تؤكد على اهمية احترام الاتفاق النووي والاستمرار في الحوار مع ايران، والعقوبات قرارات أحادية من جانب الولايات المتحدة، واعتقد بضرورة ان نكون حذرين جميعاً من أن تنفجر المنطقة برمتها، وانا لست من حزب الرئيس ولا أمثل حزبه، بل انتمي الى المعارضة، ولكن جهودنا كلها موحدة من اجل ان يكون لفرنسا دور مهم في تعزيز الحوار والسلام في المنطقة، باعتبارها منطقة مهمة جدا ولدينا حلفاء واصدقاء بها».
وحض الجالية الفرنسية على تفعيل دورها في الكويت. وقال «نحن نحتاجكم لتفعيل دور فرنسا، لان فرنسا تتمتع بعلاقة صداقة قوية مع الكويت وشعبها، مرحبا بالكويتيين لزيارة باريس والمناطق الاخرى».
وفي لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية، قال لارشيه، إن الكويت «تكافح» بغية تحقيق الاستقرار الخليجي والدولي في ضوء تعددية الأطراف، مشيداً بـ«الحكمة الديبلوماسية» التي تميزها.
وثمن نموذج الديموقراطية البرلمانية الكويتية «الاستثنائي»، معتبراً أن الكويت شكلت «علامة فارقة في تأصيل قيم الديموقراطية البرلمانية بالمنطقة».
وذكر أن الكويت تسعى لاستعادة العراق توازنه واستقراره، مشيرا إلى تعاطيها «الحساس» مع الملف السوري وموقفها الراسخ دوما باعتماد الحلول السياسية لكل المشكلات لا العسكرية.
وغادر لارشيه والوفد المرافق له البلاد أمس، عقب زيارة استغرقت أربعة أيام.
وسام الفارس للدكتورة لبيبة تميم
شهد الحفل منح الدكتورة الفرنسية لبيبة تميم وساما من درجة فارس، لما قدمته من خدمات جليلة لمرضى السرطان في الكويت على مدى ثلاثة عقود، وهي تعتبر أحد مؤسسي مركز مكي جمعة، قبل 35 عاماً.