قالت الكويت «بالرغم من الانتصارات التي حققها المجتمع الدولي على تنظيم داعش الإرهابي وتنظيم القاعدة إلا أنهما لا يزالان يشكلان تهديدا على الأمن والسلم الدوليين».
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في جلسة مجلس الأمن الدولي حول إحاطة رؤساء اللجان الفرعية التابعة لمجلس الأمن.
وقال العتيبي «إن تنظيم داعش يواصل تطوره عبر إنشاء شبكة سرية عالمية في العراق وسورية تهدف إلى الاستمرار في تنفيذ العمليات الارهابية التي من شأنها أن تقوض جميع النجاحات التي تحققت من خلال تضافر وتعاضد المجتمع الدولي الأمر الذي يتطلب منا جميعا تعزيز جهودنا وتعاوننا إذا ما أردنا المحافظة على تلك النجاحات».
وأضاف أن اللجان الثلاث المعنية بمكافحة الإرهاب وفرق الخبراء التابعة لها تعد أحد أهم أدوات المجلس في مكافحة ظاهرة الإرهاب وذلك عن طريق البحث في أفضل السبل والطرق التي من شأنها أن تؤدي إلى دحر هذه الآفة البغيضة التي تشكل تهديدا جسيما للسلم والأمن الدوليين.
وذكر العتيبي أن التعاون الوثيق القائم بين تلك اللجان ومع الدول الأعضاء امتثالا لقرارات مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب «مكن المجتمع الدولي من تحقيق إنجازات عديدة في إطار مكافحة الإرهاب وتجسد ذلك في خطوات ملموسه كالزيارات المشتركة وورش العمل والإحاطات الإعلامية المشتركة والعمل مع المنظمات الدولية وتبادل المعلومات وغيرها من التدابير العملية».
وأعرب عن شكره لرؤساء اللجان المعنية بشؤون “داعش” والقاعدة ولجنة مكافحة الارهاب على الجهود التي تبذل من زيارات للدول الأعضاء وإجراء تقييمات شاملة والأعمال التحليلية التي تقوم بها في شأن القضايا الناشئة، بالإضافة الى الاتجاهات والتطورات المصاحبة لجهود الدول في مكافحة ظاهرة الإرهاب التي من شأنها أن تدعم الدول الأعضاء وكيانات الأمم المتحدة في اتخاذ التدابير اللازمة وفقا للقانون الدولي التي تعود بفائدة متبادلة على الدول الاعضاء والهيئات الفرعية الأخرى.
وأشاد بالدور التي تقوم به المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الارهاب في مساعدة الدول الأعضاء على تنفيذ قرارات مجلس الامن وبالتعاون مع المنظمات الدولية، لاسيما فيما يتصل بمساعدة الدول في تنفيذ نظام المعلومات المسبقة عن الركاب ونظام سجلات أسماء الركاب بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي عملا بقرارات مجلس الأمن 2178 و 2396.
أما فيما يتعلق بإحاطة رئيس لجنة مجلس الأمن المنشأة عملا بالقرار الدولي 1540 المعني بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، قال العتيبي «نتمنى أن تفضي هذه الاحاطة إلى ترسيخ قناعه لدى الدول بضرورة تعزيز المساعي الرامية إلى تطبيق القرار الدولي 1540 بالطريقة المثلى بهدف الوصول الى التنفيذ الكامل لأحكام القرار وتحقيق عالمية هذا المسار الهام».
وتابع: «إن هدفنا جميعا تفعيل آليات عمل اللجنة على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية التي أصبحت جزءا أساسيا لا يتجزأ من الجهود الدولية لمكافحة عدم الانتشار لأسلحة الدمار الشامل وذلك لما لها من أهمية بالغه لتحقيق السلم والأمن الدوليين».
ودعا العتيبي الى تسليط الضوء على القطاعات التي تتطلب أكبر قدر من الاهتمام في ظل مخاطر الانتشار الجديدة ودعم الخطط الوطنية ذات الصلة بالقرار 1540 الزيارات القطرية والإقليمية التي تقوم بها اللجنة وفريق خبرائها مع أهمية الاخذ بعين الاعتبار بالظروف الخاصة للدول في تنفيذ تدابير مكافحة الانتشار.
وأكد «إن الكويت عبرت عن قلقها في أكثر من مناسبه إزاء التحديات التي تواجهها منظومة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم اليوم فإن انتشار هذه الاسلحة وتزايد خطر وقوعها في أيدي جهات فاعلة من غير الدول هي مسائل تثير قلقا كبيرا خاصة في ظل تنامي خطر الإرهاب وتزايد بؤر الصراع وعدم الاستقرار في عالمنا».
وأشار الى أن هذا الامر يجعل من إمكانية حصول تلك الجهات من غير الدول على أسلحة الدمار الشامل وتطويرها واستخدامها والإتجار بها أمر وارد وذو عواقب وخيمة من الصعب التنبؤ بها.
وأوضح العتيبي أن التقييم الصائب للطبيعة المتطورة لخطر الانتشار والتقدم السريع في مجال العلم والتكنولوجيا، فضلا عن الاستجابة في الوقت المناسب باتخاذ تدابير وقائية واستباقية «ينبغي أن يصبح من مهامنا الرئيسية».
وشدد على «أهمية تحقيق عالمية هذا المسار الحيوي إذ لا يمكن أن ننتظر حتى يتم استخدام تلك الاسلحة من قبل الجهات الفاعلة من غير الدول فالوقاية خير من العلاج ونؤكد على حرص الكويت والتزامها الثابت بالعمل وبشكل نشط في التنفيذ الفعال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة في مجال مكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل».